المؤتمر نت-متابعات - 22 حالة انتحار وجندي أمريكي من 5 يعاني اضطرابات نفسية في العراق
انتهت الحرب الأمريكية على العراق رسميا لكن معاناة ما بعد الحرب للجنود الأمريكيين قد تكون أشد حيث ارتفع معدل حالات الانتحار والحالات النفسية بينهم. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "الأبزورفر" البريطانية أمس قالت فيه إن نسبة الاضطرابات النفسية في مرحلة ما بعد الحرب بين الجنود الأمريكيين تصل إلى حالة لكل خمسة جنود, واستندت الصحيفة في تقريرها إلى مسؤول طبي كبير تعامل مع المشكلات النفسية لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال التقرير إن الكشف عن المعاناة النفسية للجنود أعقب الكشف في الشهر الماضي عن إجلاء 600 من الجنود الأمريكيين وإبعادهم عن العراق لأسباب نفسية منذ أن بدأ الصراع في شهر مارس, وأنه قد حصل ما لا يقل عن 22 حالة انتحار في صفوف الجنود الأمريكيين - وهي نسبة غير عادية - معظمها حدث بعد إعلان الرئيس بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق في 1 مايو من العام الماضي, وقد استرعت هذه النسبة العالية اهتمام وزارة الدفاع التي تجري تحقيقا على مستوى عال لمعرفة الأسباب ويتوقع أن تعلن نتائجه في الأسابيع القليلة المقبلة. وعلى الرغم من أن نسبة الانتحار إذا أخذت في الإطار العام للجيش الأمريكي ليست عالية لكن إذا نظر لها من الجانب الآخر - كما يقول التقرير - أي الجانب الزمني حيث إن معظمها حدث بعد 1 مايو فهي ذات إحصائية مهمة, والوضع نفسه ينطبق على الحالات النفسية والإخلاءات الناتجة عن أمراض نفسية حيث إن معظمها وقع بعد 1 مايو أي في مرحلة ما بعد الحرب وهو ما يثير قلق المسؤولين الأمريكيين من تكرار التجربة الفيتنامية والتي شهدت زيادة كبيرة في الحالات النفسية في مرحلة ما بعد الحرب. وطبقا لما ذكره مدير الخدمات النفسية في المركز الطبي البحري في سان دييجو الكابتن جنيفر بيرق فإن الأطباء النفسيين العسكريين تم تحذيرهم من أن الحالات المتوقع حدوثها قد تصل إلى نسبة 20% من مجموع القوات العاملة في العراق, ويقول بيرق إنه بخلاف العمليات القتالية فإن ما يحدث الآن هو نتيجة للضغوط المستمرة على الجنود العاملين في العراق وواقع الحال في العراق أقلها الخطر الماثل في التهديد المستمر للعربات الأمريكية والجنود الأمريكيين من المقاومة العراقية والهجمات التي تنفذها, وما يواجهه الجنود الأمريكيون هو مزيج من الخطر والملل وعدم القدرة على النوم إضافة إلى كونهم بعيد عن بلدهم وأهلهم كما يقول بيرق. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم لا يعلمون ما هي نهايتهم ولا يعلمون متى سيعودون إلى وطنهم إضافة إلى طبيعة الناس الذين يتعاملون معهم والتي تتسم بالعدائية.
الوطن السعودية
|