الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:25 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الثلاثاء, 27-يناير-2004
المؤتمر نت - 
المدخل الرئيسي لمدينة صنعاء القديمة اسمه باب اليمن، محمل بالتاريخ القديم كافة. لا يمكن الولوج إلي المدينة العتيقة إلا من خلاله. هذا بالنسبة للمكان. أما بالنسبة لروح اليمن فلا يمكن أن نلمسها وأن نقف علي أسرارها إلا من خلال الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح.
المؤتمر نت- حاوره-جمال الغيطاني -
عبدالعزيزالمقالح...باب اليمن وشاعرها

المدخل الرئيسي لمدينة صنعاء القديمة اسمه باب اليمن، محمل بالتاريخ القديم كافة. لا يمكن الولوج إلي المدينة العتيقة إلا من خلاله. هذا بالنسبة للمكان. أما بالنسبة لروح اليمن فلا يمكن أن نلمسها وأن نقف علي أسرارها إلا من خلال الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح.
عبدالعزيز المقالح الشاعر المعبر عن روح اليمن، الأستاذ الجامعي، رئيس جامعة صنعاء، رئيس مركز الدراسات اليمنية، المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية حاليا. من خلال موقعه كرئيس للجامعة فتح أبواب الجامعة لكبار المثقفين العرب من مختلف الأقطار، خاصة أولئك الذين عانوا مشاكل مع أنظمتهم. أما موقفه بالنسبة للأجيال الجديدة فقد قام بدور كبير ومازال في تقديم المواهب في شتي الأجيال والتعريف بها، وطوال إقامتي باليمن كان يوصيني بهذا الكاتب أو تلك الكاتبة، أما دوره في الثقافة اليمنية وعلاقتها بالعالم الخارجي فقد أثمر أنشطة نزيهة القصد، متنوعة، نجحت في وصل اليمن بالعالم بصدق وعلي أرفع مستوي.. ونشير إلي ثلاثة لقاءات مهمة جرت في اليمن، بين الشعراء اليمنيين والعرب من ناحية، والفرنسيين والأسبان من ناحية أخري، وأخيرا هذا الملتقي بالغ الأهمية الذي جري الأسبوع الماضي بين الروائيين العرب والألمان، وكان يتقدم الجانب الألماني جونتر جراس أهم روائي ألماني معاصر، في البستان نحاور عبدالعزيز المقالح، ونقدم مختارات من شعره الجميل اختارها بنفسه. أما عن علاقة المقالح بمصر ومثقفيها وثقافتها فيمكن القول أنها امتداد لعلاقته العضوية باليمن روحا ونصا.

ماذا عن الأجيال الجديدة من المبدعين في اليمن؟
في كل قطر عربي هناك مواهب شابة تنتظر فرصتها ومع الخطوات الأولي تكون الحاجة ماسة إلي العون وهنا يأتي دور الجيل الرائد لكي يقوم بواجبه نحو هذه المواهب الشابة ولسوء الحظ إن أقطارنا العربية تعاني من الفقر في الإمكانات وامكانات النشر علي وجه الخصوص حيث يظل الشعراء والكتاب الشبان ينتظرون نشر محاولاتهم الأولى لسنوات ومعاناتنا نحن في اليمن أشد وأقسي وقد حاولت شخصيا منذ منتصف السبعينات أن أقيم جسورا بين المبدعين الشبان ودار نشر خارج اليمن قدمت عددا منهم ولكن المشكلة تبدو اكبر مع تزايد عدد الموهوبين وضعف الامكانات الخاصة بالنشر خارج اليمن، وفي السنوات الخمس الاخيرة صارت الامكانات متاحة بوجود طباعة محلية ومستويات عالية الجودة، وصار في مقدور الشباب ان ينشروا ابداعهم أولا بأول ولكن المعضلة الاساسية غياب التشجيع خارج القطر وندرة التوزيع محليا الأمر الذي يعكس حالة من التذمر السائد بين المبدع والناشر ولا يفوتني هنا الإشارة إلي الدور الأخير لاتحاد الكتاب وللهيئة العامة للكتاب في احتضان الجيل الجديد.





لكن النقد مازال متخلفا عن مواكبة الإبداع، ليس في اليمن فقط ولكن علي مستوي الوطن العربي كله؟
ما تزال الحركة النقدية محدودة وناقد أو ناقدان لا يكفيان لتقييم هذه التجربة الواسعة ولعل أهم وجود نقدي الذي يتكون داخل الجامعات ويبدو لي أن السنوات القادمة سوف تشهد خروج الحركة الأكاديمية من قاعات الجامعة إلي الساحة الأدبية وفيما يخصني، فيما يخص دوري النقدي فقد حاولت بقدر الإمكان أن أتابع كل ما يصدر وتقديمه إلي القارئ المحلي والعربي جامة ولا أخفي أن ذلك قد أخذ مني الوقت المخصص للكتابة الإبداعية حيث أنني ازعم أنني شاعر أولا.





لقد لاحظت نزاهة النشاط الثقافي في اليمن، لكن هذا لايحول بيني وبين سؤال عن مغزي زيارة جراس إلي اليمن؟
أقول لك بكل الصدق ان ما يحدث يتم بدون سابق ترتيب لغرض معين، اسمح لي أن اشكر لك ملاحظتك التي تصف بها مثل هذا النشاط بأنه نزيه، فهو فعلا كذلك، تمت الدعوة إلي هذا الملتقي من خلال حوار عابر وسريع بيني وبين الأديب الألماني الكبير، حول جهلنا بواقع الرواية الألمانية، رغم تسرب بعض الترجمات، وجدت انه يبادلني الرأي نفسه، وكان الاتفاق علي مثل هذا الملتقي ضمن الحوار الإبداعي العربي الألماني وبالمناسبة كان قد سبق لصنعاء ملتقيات الشعر العربي الفرنسي، الشعر العربي الأسباني واخيرا الألماني. وكانت كلها مداخل للحوار بالكلمة حول الكلمة ودورها في مد الجسور بين الثقافات الأخرى وثقافتنا العربية التي من المحزن أن تجد من بعض أبنائها تجاهلا وحربا غير معلنة بلا سبب ودون مبرر، ولاهدف يذكر.





هل تتفق معي ان الصراع الحالي في الوطن العربي جوهره ثقافي، خاصة استهداف سياسة الولايات المتحدة للثقافة العربية؟
ما تقوله صحيح، يبدو ان الهجمة علي الثقافة العربية تسبق كل المهام الأخري المتعلقة بالهجوم علي الوطن العربي واستهداف المواقع الاستراتيجية، من هنا يأتي الحديث المستمر عن الثقافات وحوار الثقافات وضرورة الوقوف في وجه العولمة الثقافية المتفردة التي تسعي إلي طمس الآخر، وتخريب مستويات حياته والبدء من الثقافة ومن اللغة أولا، والمخيف بل المرعب أن تجد هذه الهجمة العولمية اذا جاز التعبير استجابة من بعض المواطنين العرب والمثقفين منهم بخاصة، ويلفت انتباهي في هذا المجال حرص هؤلاء علي الحاق ابنائهم بمدارس اجنبية اعتقادا منهم بأنها ستكون عونا للابناء الي المراكز المرموقة في المستقبل، وبدلا من اصلاح اوضاعنا التعليمية ونركز علي اعطاء اللغة الام ما تستحقه من اهتمام إلي جانب الاهتمام بلغات اجنبية أخري، ان نخرج من جلودنا وان نتنكر لهذا الموروث الثقافي الهائل، الذي لاتمتلك امة في العالم مثيلا له، بدون أدني مبالغة وبما اننا محكومون بهذا الموروث والعالم كله ينظر الينا من خلاله فإن علينا الإسراع بالتعامل الجاد والموضوعي مع هذه الحقيقة وهو أن ننسي انه سوف يتاح لنا الدخول إلي نادي العصر الحديث بدون لغتنا وتميزنا الثقافي.

هناك من يعتبر الدعوة إلي الارتباط بالموروث نوعا من السلفية؟
الاهتمام بالموروث الثقافي والخصوصية القومية ينبغي ان يكون قاسما مشتركا بين ابناء الأمة، يسارهم واليمين، هكذا يبدو الأمر في فرنسا والمانيا وايران المسلمة والصين الاشتراكية الخلافات بين السلفيين والتقدميين لاينبغي ان تمس الثوابت فلأن السلفي يحرص علي اللغة العربية ويهتم بمستوي معين من التراث، لايصح ان يكون خلافنا معه سببا لانصرافنا نحن عن أجمل ما في تراثنا وأجمل وأهم ما يربط بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، جذور موروثنا الثقافي المشترك يعود إلي آلاف السنين، والحضارة الفرعونية والسومرية هما المهد الاول للمداخل الاولي لما اكتسبته الثقافة العربية من موروثات متلاحقة أفادت منها الانسانية جمعاء ومن المعيب بل من المخجل ان نتنكر لتاريخنا المشترك، وأعظم ما تعتز به البشرية ونحن نتخلي عنه فجأة تحت الترهيب والترغيب العولمي، وفي يقيني ان العالمية الصحيحة. السليمة، التي تؤمن بالتعددية والتنوع وهي نقيض حقيقي للعولمة الاحتكارية التي تحاول بالحديد والنار نشر الثقافة الواحدة والنظام الواحد وستفشل حتما، لأن هناك آخرين يقاومون بقوة والمفترض ان نكون ضمن هؤلاء الآخرين دفاعا عن آخر الابراج وحولها.



ماذا يمكن عمله علي المستوي العملي؟
البداية كما اسلفت الاشارة تنطلق من المدرسة الابتدائية وتتصاعد إلي الجامعة، عشرات الملايين من ابنائنا تتوزعهم هذه المستويات التعليمية ومن خلالهم يتم تكوين جيش التصدي الحقيقي لمواجهة المخاطر الثقافية ثم يأتي بعد ذلك دور مجامع اللغة ومراكز البحث والتعريب، نحن أمة غنية بكل ما تعني الكلمة من غني روحي وثقافي ومادي، لماذا نستهين بهذا الثراء الواسع، نسعي إلي تحجيم وتقزيم هذه الامكانات الهائلة التي يفاخر الآخرون بأقل نصيب من موروثاتهم التاريخية.


لننتقل الآن إلي الشعر، في ديوانك 'كتاب الاصدقاء' خاطبت أصدقاء علي امتداد عشرة قرون، ماذا دفعك إلي ذلك؟
الصداقة ليست مقصورة علي من نعرفهم ونتعايش معهم في حياتنا الراهنة وانما تمتد إلي من احببناهم ونظل نحبهم من خلال افعالهم وما يتركونه من ابداعات، لقد بدأت كتابي (كتاب الاصدقاء) من الصديق الاثير أبوالطيب المتنبي، وفي كتابي الثاني سوف تكون البداية ابعد هو طرفة بن العبد، ذلك الشاب الوجودي المتشرد، آمل ان يضم هذا الجزء عددا من اصدقائي القدامي والمعاصرين، من بين القدامي، ابوحيان التوحيدي وبقية اصدقائي المعاصرين الذين لم يتسع لهم الكتاب الاول لاسباب فنية فقد كادت صفحاته تصل إلي سبعمائة، الامر الذي دفعني الي ان أنشره تباعا في قسمين أ،ب؟
هناك ابن عربي والنفري والصوفي اليمني صاحب يغرس.


ألاحظ ان ما يجمع هؤلاء المعاناة الروحية؟
قد يكون ذلك صحيحا، إلي جانب ذلك هناك رابطة روحية عميقة تجمع بين كل هؤلاء، بالإضافة إلي كونهم يشكلون كنوزا ابداعية من حقنا جميعا ان نعتز بها وان نجعلها قريبة من الجيل الجديد الذي بدأ يختار نماذجه وبطولاته من ثقافات أخري وهذا لايعني بحال رفض تلك الثقافات للتراث الانساني فهذا لايستغني عنه لكننا علي اية حال لانمثل جوهر قضيتنا الثقافية وما يفرضه الواجب علينا نحو تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا الذي يسعي دائما ان يكون اضافة لا صوتا ضائعا في زحمة أصوات العصر.





القرية والتذكر محور لديوانك، هل هو تعبير عن انقضاء الزمن؟
التذكر هو الفضاء الحقيقي للابداع باشكال مختلفة دون اتكاء علي الذاكرة، نكون قد انطلقنا من الفراغ السديمي، كتابات كل الروائيين الكبار وحتي الروائيين العرب تنطلق من ذاكرة معمورة بكم هائل من الصور والانفعالات والشاعر ماهو الا حاصد تذكر وكلما كانت ذاكرته غنية كانت تجربته اصدق واعمق، لم يهبط الشعر العربي في هذه المرحلة وفي مراحل سابقة من العصور التي كنا نسميها عصور الاجترار لابتعادها عن هذا المخزون وكتابة الشعر من الشعر، كل شاعر يعتمد علي ما كتبه الآخرون يدخل وهو يدري او بدون ان يدري في مرحلة الاستنساخ.

ماذا تقصد بالاستنساخ؟
أقصد به تناسخ الشعراء الذين يكادون يشبهون بعضهم بعضا في استخدام اللغة الضيقة التي تتشابه مفرداتها في اجترار المعاني السائدة والمألوفة والاستنساخ هو اخطر ما تعاني منه الثقافات حيث يتكرر المبدعون أو يكررون انفسهم وتغيب مع هذا التكرار والاستنساخ في ملامح التميز والخصوصية، أقصد الاستنساخ بالمعني الحديث، حيث تشكل النعجة دوللي نموذجا يمكن انطباقه علي كثير من الشعراء في عصرنا كما كان الامر في عصور الانحطاط،


هل أوصل هذا حركة شعرنا إلي مأزق؟
لم تصل هي إلي هذا المأزق، إذ ما تزال معنا في بداية مشوارها لكن بعض المتشعبطين بها هم الذين وصلوا إلي هذا المأزق واوهموا البعض ان الحداثة هي التي تعاني منه أو انها شاخت قبل الاوان وذلك ليس صحيحا ويعجبني النموذج الحداثي في الرواية العربية التي تشق طريقها الحداثي بقوة دون ان تتنكر لأصولها ومنطلقاتها أو تسعي إلي موت المعني.


هل هذا تلميح إلي الشعر؟
لي آراء كثيرة نقدية تتناول الموضوع بتوسع وتنعي علي أفراد من الجيل الجديد غياب الخصوصية وافتقاد الملامح التي تجعل من الشعر العربي شعرا عربيا مغايرا لغيره من الانواع الشعرية العالمية وبما ان الحديث عن الشعر فاننا نكاد نجد انفسنا ضائعين بين متمسك بالقديم، متعصب له وبين مغرق في اللحاق بدرب الحداثة إلي درجة سديمية، الامر الذي يجعلنا نشعر ان هذا الذي يتعصب للقديم يسيء اليه ويكرره ويشوه نماذجه القديمة والواقع العربي لايريد متنبي آخر ولا ابا تمام آخر، يريد اسماء جديدة وتجارب جديدة، تضيف إلي المتنبي وأبي تمام ولاتسلبهما خصائصهما، كما نريد اصواتا معاصرة تنطلق من قلب الثقافة العربية ومن روحها التي تحتضن في أعماقها جذورا لاحدود لها، لمعان ورؤي تستوعب كل مستجدات الحياة بوعي فني أصيل.


وكيف تري المشهد الابداعي في اليمن؟
ازعم انه لايختلف كثيرا عن المشهد الكبير الذي يضم الابداع العربي بعامة، قد يكون حجم المشهد أقل واسهاماته أقل أيضا ولكنه جزء لايتجزأ من المشهد الادبي العربي بحسناته وسيئاته، بنماذجه المتميزة ونماذجه المتعثرة ومن حسن الحظ أن ثقافتنا عربية واحدة وان المؤثرات مشتركة سواء في الشعر أو القصة أو الرواية.

أين الخصوصية اليمنية في الشعر والنثر؟
منذ فترة طويلة وبالتحديد منذ بداية السبعينات وأنا أبحث في وعن الخصوصية للشعر بخاصة ولم أجد هذه الخصوصية أو شيئا منها سوي في الشعر الشعبي، وهذه ظاهرة صحية فقد كنت ولا أزال أري ان الخصوصية في شعر الفصحي عربية عامة، تحتفظ لمجموعة بمرجعية مشتركة والخصوصية الموجودة في الشعر الشعبي تتمثل في بعض التعابير المحلية وفي عدد من المفردات وهذا أمر طبيعي والخصوصية في هذا القطر (اليمني) تتمثل في المعمار، في الازياء، وبعض اساليب الحياة أما في الشعر فالغالب عليه الطابع العام وانا مثلك مع التنوع في المباني، في الفنون الشعبية لانها تثري ثقافتنا وتعطي ملامح متنوعة رائعة للامة الواحدة أما في الشعر صوت الامة فانني ابحث عن الصوت الفني المتميز عن الشاعر وليس خصوصية الشكل أو الموقف صحيح هناك خصوصيات في طرائق التعبير تختلف من شاعر إلي آخر بدءا من العصر الجاهلي إلي اليوم ولكنها خصوصية فنية ولاعلاقة لها فيما بدأ يشاع اليوم عن خصوصيات قطرية.
من الأقرب اليك من الشعراء القدامي؟
كثيرون، يكاد المتنبي يكون هو الشاعر المستأثر بالوجدان في هذه المرحلة التي اعتقد انها تتشابه مع المرحلة التي عاش فيها، اعني الصراع مع الآخر وبداية الذبول الحضاري والانتقال العربي إلي مرحلة الظل، هناك شاعر آخر لايقل أهمية وهو أبو العلاء هذا الشاعر المفكر العظيم وله في كتاب الأصدقاء مكانة حميمة. وفي العصر الحديث كان صلاح عبد الصبور أقرب إلي القلب لشخصه أولا وإبداعه الشامل، احب حجازي وأمل وكل شعراء الموجة الحديثة في مصر، والكثير منهم أصدقائي وزملائي، وفي بقية الأقطار العربية هناك شعراء لهم في القلب مساحات، ادونيسي محمود درويش، ومحمد علي شمس الدين، شوقي بزيع، سعدي يوسف،





التوازن بين استيعاب الموروث والحداثي أيضا، الا يتطلب الاهتمام بواقع اللغة العربية؟
المشكلة عربية عامة وليست في صنعاء أو القاهرة أو بيروت أو بغداد أو الجزائر والخطر لا يتهدد بلدا عربيا واحدا إنما يتهدد الأمة بكل أقطارها، والحل يبدأ من استشعار هذه الأقطار لخطورة الواقع الثقافي والعلمي وما تخبئه الأيام من اتساع رقعة هذا الخطر وشموليته، عندما كنت في الجامعة كنا كسائر الجامعات العربية نستقبل طلابا من حملة الثانوية العامة، ضعافا في لغتهم العربية واكثر ضعفا فيما يلتقطونه من اللغات الأجنبية ولهذا فقد رأي مجلس الجامعة ان نبدأ بتدريس اللغة العربية في كل الكليات العلمية والنظرية وأن تكون مادة اللغة العربية إلزامية وليست اختيارية وفي الوقت نفسه كنا حريصين علي تدريس اللغة الأجنبية والتمكين لها اكثر في الكليات العلمية كالطب والهندسة علي وجه الخصوص، ولا أدعي أننا نجحنا لأسباب سببها ضعف التعليم العام حيث الإهمال الشديد للغة التي هي من وجهة نظري المكون الأساسي لرؤية الإنسان وافعاله.





هل تتابع الثورة في شعر العامية؟
نعم، وأحيانا اطلب من الزملاء أن يأتوا لي ببعض الدواوين، الذين يقومون بثورة فنية ولغوية داخل هذا المستوي من الشعر، في بعض ما تنشره أخبار الأدب هناك نماذج ترقي إلي درجة عالية من الجمال والإبداع.


اخيرا.. ما رأيك في اللقاء بين الألمان والعرب؟
اترك هذا الموضوع لتقديرك، لقد كنت معنا في الملتقي لحظة بلحظة لمتابعة القضايا المطروحة وشاركت فيها وفي تقديري ان لقاء كهذا بين مختلفين يفتح الأبواب مشرعة علي حوار شامل بين الثقافات المختلفة والتي تبدو لي من خلال هذه اللقاءات مؤتلفة أيضا فالهم العام بين المبدعين الحقيقيين في العالم لا يختلف كثيرا، هم الرقابة علي الإبداع هو مثلا هم كوني، الإحساس بسؤال المصير وبدور الكلمة في هذا المناخ الإنساني الكئيب الذي تتعرض فيه البشرية للمحو التام.
v نقلاً عن أخبار الأدب




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر