عبدالله الصعفاني -
كنت عاملاً وأقلعت عن ذلك ..!!
لا أعرف كم دقيقة يعمل فيها بعض موظفي الحكومة غير المنتجين، حيث المرتبات وما في حكمها تلتهم الجزء الأعظم من الميزانية .. لكن ما صار معروفاً أن ملف الجهاز الإداري المكتبي متضخم ومترهل بالوظائف المكتبية التي لا تتوقف عند حد، حيث العاطلين يزاحمون العاطلين الجدد والحبل ممدود للمزيد .. واللهم لا اعتراض حتى وسوق الوظيفة العامة ذات الطابع المكتبي غير المنتج يحتاج إلى تصحيح بعد أن وقع الحافر على الحافر دون أن يتغير التعريف للموظف بأنه شيء حي ينتظر شيئاً ميتاً .. آخر الشهر .. «لكن هذا الشيء لا يكفيه» .. «المعاش».
<.. الاعتراض يتمثل في أن أولوية التوظيف ما تزال لمن ينتجون القطقطة الكلامية لساعات قليلة وأحيانا دقائق ثم يغادرون مكاتبهم بينما يبدي آخرون استعداداً لذرف العرق وتوصد أمامهم أبواب الوظيفة.
<.. قبل أيام طلب مني عدد من عمال مؤسسة المياه والصرف الصحي أن أكتب عن قضيتهم وها أنا أفعل آملاً من المسؤولين عنهم التعاون معي في إثبات أنني كاتب معهم .. شوفوا الأنانية..!
<.. يقول هؤلاء مؤكدين ما نشاهده جميعاً نحن نعمل في تمديد مواصير المياه .. نحفر ونردم .. نقطع ونوصل .. كل هذا تحت قيض شمس الصيف وزمهرير الشتاء .. يعرقون .. يتحملون الأخطاء التي يتركها المقاولون .. يعبرون عن سخط مواطنين تنقطع عنهم المياه لأسباب تتصل بالمخزون، ورغم ذلك فهم يعملون داخل ملابسهم الرسمية الزرقاء بالأجر اليومي .. وبعضهم قضى عشرة أعوام في انتظار تثبيته..
وأن يعمل مواطن كل هذه الفترة في الميدان فهذا يعني أنه ليس طاقة فائضة وأن مؤسسة المياه تحتاجهم، ولكن أليس من حق هؤلاء أن يحصلوا على درجات وظيفية مقابل أدائهم لمهام شاقة يشرف عليها مهندسون محترمون.
<.. والأدهى في تعثر توظيف عمال كل هذه السنين أن تكشف المحسوبية عن وجهها غير الظريف فيتم توظيف القريب القادم من أسابيع أو شهور فيما يواجه العصاميون العاملون بمن يقلب لمناشداتهم ظهر المجن.
<.. هذه الشكوى مكررة في مؤسسات خدمية أخرى .. لها إيراداتها ولها حاجاتها في عمال يخبطون أبواب الرزق بأدب من اعتاد على أن لا يقتحم مكانا بدون أن يستأذن ويؤكد أن وجوده ليس من باب التطفل وإنما من مسعى لكسب الرزق الحلال مقابل أعمال عضلية.
<.. قضية أخرى .. هل نستطيع الاستغناء عن خدمات النظافة وكم منا مستعد لأن يحمل مكنسة لتنظيف الشارع .. وكم منا ينهى عن المنكر فيعترض على كائن يرمي قشر الموز ومخلفات أوراق القات وعجينه الأخضر إلى الشارع العام.
ومع كل ذلك لا يتم التعامل مع عمال النظافة بالتقدير اللازم .. والأكثر استفزازاً من غرائب الابل ما يتردد حول أن هؤلاء العمال لم يحصلوا على المرتبات القانونية التي تبدأ بحد أدنى لم يتمكنوا من الوصول إليه.
<.. أي نعم .. العمال هنا وهناك لا يجدون تنميق الكلام ولا يختارون كلماتهم بعناية الوصولي والكذاب ويفهمون حقيقة إذا أردت أن تأكل وتصرف على من تعول فيجب أن تعمل.
لكن من أبجديات ممارسة المسؤولية أن ننظر إلى طبيعة عطائهم باحترام وإلا فسنكرس ثقافة مطاردة الرزق بالألعاب البهلوانية وتكدس المكاتب .. وحينها لا يجب أن نستغرب ونحن نسمع عاملاً كان نشطا مثابرا وهو يقول بخجل .. نعم .. كنت عاملاً في أيام زمان .. لكنني أقلعت عن ذلك.
الغش .. بالتزامن
كما هو الحال ببث بعض المقابلات السياسية الخطيرة والمباريات الرياضية المثيرة بالتزامن .. جرت حالات الغش الجماعي في الكثير من المراكز الامتحانية لطلبة التعليم الأساسي والثانوي بالتزامن مع انتشار الغش الفاضح في توزيع وبيع أدوية وأغذية مزورة .. والأسبوع الماضي هاتفني الأخ عبدالله القشيبي - مسؤول الخدمات بالمجلس المحلي - وبمرارة قال: لمصلحة من يتم القبض على أغذية فاسدة تحمل تواريخ مزيفة ثم يرتفع ترمومتر المتوسطين لأن تأخذ الأغذية الفاسدة طريقها إلى المستهلكين .. هذه الوساطات تشتعل مع كل حالة قبض على أغذية وأدوية الدفاع عنها .. خطأ جسيم لا يراعي في صحة الناس ذمة.
<.. ماهي متعة صاحب وجاهة في الوساطة للإفراج عن قاطرة محملة بأغذية فاسدة من شأن توزيعها الإضرار بصحة الناس أطفالاً وشيبه .. ليس أكثر من القول .. الله المستعان.
في الانتظار
<.. تحدث مسؤولو وزارة التربية والتعليم عن إحالة الذين نسفوا العملية التعليمية والتربوية بالفاضح من الغش إلى النيابات.
هل هذا الكلام جاد أم من قبيل توزيع حبوب الأسبرين التي وان خففت التخثر لن تقضى على الوجع .. في قضية التربية والتعليم وفساد العملية التعليمية والغش تصير المسألة قضية رأي عام .. والكل في انتظار النتائج.!!