الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:06 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 17-يوليو-2008
المؤتمر نت - د‮. ‬أحمد‮ ‬عبيد‮ ‬بن‮ ‬دغر د‮. ‬أحمد‮ ‬عبيد‮ ‬بن‮ ‬دغر -
عندما‮ ‬يغير‮ ‬العظماء‮ ‬مسار‮ ‬التاريخ‮ ‬في‮ ‬بلدانهم
تجري الأحداث التاريخية باتجاه واحد دائماً، وعادة فإن الظروف المحيطة بالحدث تمثل العامل الأكثر تأثيراً في صناعته، واعني ظروف الطبيعة والمجتمع والإنسان وتأثيرات التاريخ والثقافة والدين والعادات والتقاليد. وفي الغالب تنسب الأحداث إلى الناس إلى المجتمع في حركته الجمعية، إلا أنه في حالات غير قليلة يبرز الفرد كصانع للأحداث يحدد سيرها، وهذا الفرد الصانع للحدث يظهر كإنسان مميز قائد وزعيم، وهولاء الأفراد المتميزون قليلون في التاريخ الإنساني هم عظماء، ووجه العظمة هنا تنبع من أنهم قد أدركوا أنهم أمام منعطف تاريخي هام في حياة شعوبهم، وإن واجبهم يحتم عليهم التقاط عنان الأحداث وصياغة الحدث المنشود. وبالتالي توجيه حركة المجتمع نحو هدف واحد، حتى يغدو هذا الحدث هو التاريخ نفسه، هولاء هم عظماء الأمم، وهم نادرون في حياة الشعوب. ارتبطت كثيراً من الأحداث الهامة، والمنعطفات التاريخية بأسمائهم, تماماً كما ارتبط اسم الوحدة اليمنية، الحدث، والمنعطف باسم الرئيس / علي عبدالله صالح. إنهم نادرون لأنهم لا يأتون كثيراً إلى الحياة، ولا يظهرون دائماً في السياق والمجرى العام لتاريخ الشعوب.
كان شاباً فذاً شجاعاً ومقداماً. وهبه الله ملكة القيادة, والفكر السديد فظهر بشخصه مناضلاً مدافعاً عن الثورة اليمنية في صفوف الجيش الوطني المدافع عن الجمهورية، ثم قائداً عسكرياً متميزاً بين أقرانه، تدفعه قدراته ومواهبه لأعلى مناصب القيادة العسكرية فيتولاها تباعاً باقتدار وشجاعة نادرة، زادته مواقع القيادة ــ التي ذهبت إليه ــ خبرة وصلابة، ومنحته رؤية عسكرية وسياسية صنعت ثقافته العامة، ووطدت فيه روحاً نضالية ثوريه، تقدميه ووحدويه، وتلك الرؤية السياسية الوطنية والظروف التي صنعت تلك اللحظة دفعت به في 1978 إلى قيادة‮ ‬البلاد‭,‬‮ ‬إلى‮ ‬رئاسة‮ ‬الدولة،‮ ‬فتوج‮ ‬بذلك‮ ‬رجلاً‮ ‬أول‮ ‬في‮ ‬الشطر‮ ‬الشمالي‮ ‬من‮ ‬الوطن‭,‬‮ ‬وزعيماً‮ ‬يشار‮ ‬إلية‮ ‬بالبنان‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮.‬
واجه القائد صعوبات جمة منذ تسلمه زمام القيادة, فقد كان علية مواجهة الأخطار التي كان مصدرها التناقضات الهائلة في صفوف المناضلين والزعماء المحليين في واقع يتسم بالتخلف الشديد,وضعف الموارد المتاحة للتنمية، وتراجع دور الدولة في حل التناقضات والمشكلات القائمة في المجتمع، هذا بالإضافة إلى مصدر أخر قادماً من الجنوب. كان الجنوب المتحفز إلى وحدة بمقاييسه الأيدلوجية مصدراً للتوتر، وكان علية أن يحول هذه العلاقة بين الشطرين إلى مسار جديد، يصب باتجاه التهدئه وإعادة العلاقات إلى مسارها الوحدوي، وكان عليه أن ينزع فتيل الأزمة التي كان من أسبابها دعم الجنوب لعناصر التمرد في المناطق الوسطى، وتشجيعها على القيام بأعمال تخريبية خلفت وراءها جروحاً عميقة, أضرت بوحدة البلاد واستقرارها وتقدمها, وكان القضاء على التمرد, وإخضاع المتمردين واجباً وطنياً ملحاً, وعنصراً لازماً للتقدم نحو تحقيق‮ ‬رؤيته‮ ‬للوحدة‮ ‬الوطنية‮. ‬
لقد أعاد الرئيس/ الصالح العلاقة مع الجنوب إلى وضعها الطبيعي وخاصة بعد اتفاقية الكويت عام 1979, وفي نفس الوقت تمكن من القضاء على التمرد, وأعاد السكينة والاستقرار إلى المناطق الوسطى فكان ذلك مكسباً جديداً في رصيد الرجل منحة الكثير من الدعم السياسي والجماهيري‮ ‬في‮ ‬مسيرته‮ ‬الوطنية‮ ‬اللاحقة‮. ‬كان‮ ‬يدرك‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬علية‮ ‬أن‮ ‬يقول‮ ‬وما‮ ‬كان‮ ‬علية‮ ‬أن‮ ‬يفعل‮ ‬في‮ ‬ظروف‮ ‬متغيرة‮ ‬وملتبسة‮.‬
ولأن الرجل كان ثورياً, وثوريته قد أكسبتها تجربة القيادة بعداً موضوعياً واقعياً في منحاها السياسي, ولأنه وطنياً وحدوياً حلم بالوحدة. وحمل معه حلم الملاين من اليمنيين على عاتقه، فقد انبرى يوحد الصفوف في الداخل حيث تأثيرات الواقع، ومخلفات الماضي تفعل فعلها, ويحرر العقول من رواسب الماضي، وبحسه الثوري التقدمي الوحدوي، أدرك أن هناك حاجة ملحة لقوة دفع جديدة للقوى الوطنية نحو الوحدة. حاجه لمؤسسة سياسيه، إطار يوحد الصفوف، وينظم العلاقة بين التيارات الوطنية المختلفة القومية منها، والإسلامية، وحتى الاشتراكية. فكان المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في أغسطس 1982 تعبيراً عن هذه الرؤية السياسة الثاقبة، تجسيداً لإرادة القائد المعبرة عن الإرادة الجماهيرية. لذلك جاء المؤتمر الشعبي نقطة تحول في الحياة السياسية، ومرحلة ارتقت فيها العلاقات بين القوى السياسية في الداخل إلى مرتبة أعلى‮ ‬نضجاً‮ ‬وأكثر‮ ‬نفعاً‮ ‬لمجتمع‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮.‬
وبتوحيد الصفوف في الداخل وفق رؤية وفلسفة اقتصادية وسياسية واجتماعية واحده، جسدت الانتماء العروبي الإسلامي لليمن حضارة وثقافة وإسهاماً في تاريخ الأمة. أتيح للقائد أن يتقدم خطوات إلى الأمام بمشروعه الوحدوي, ونقطة الارتكاز الرئيسية في رؤيته السياسية الوطنية. ففي الأعوام اللاحقة أنجز بروح الزعيم مع قيادة الجنوب خطوات هامة على طريق الوحدة ما كان لها أن تتحقق لو لا رعايته الشخصية لكل مرحلة من مراحلها، وحماسه الواعي الثابت لأهميتها. وعندما تعرضت هذه الإجراءات لأخطار الصراع الداخلي في الجنوب، 1986 أمكنه بسبب موقفه المتوازن‮ ‬المدروس‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الصراع‮ ‬أن‮ ‬يعيد‮ ‬للعلاقة‮ ‬مع‮ ‬الجنوب‮ ‬مكانتها‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬عليها‮ ‬قبل‮ ‬ذلك،‮ ‬وبدعمه‮ ‬ورعايته‮ ‬تحققت‮ ‬خطوات‮ ‬على‮ ‬الطريق،‮ ‬أزالت‮ ‬عوائقاً‮ ‬سياسية،‮ ‬اجتماعية،‮ ‬وحتى‮ ‬نفسية‮ ‬من‮ ‬طريق‮ ‬الوحدة‮.‬
هذا الجهد الوطني السياسي المخلص والدؤوب جعله دون منازع صاحب الفضل الأول والأكبر في انجاز الاتفاق التاريخي في نوفمبر 1989 وماتلاه من اتفاقات لاحقه, أسست لوحدة اليمن. كان قد أدرك بعقلة الثاقب, وبخبرة الزعيم أن الوقت قد حان للتقدم نحو خطوة تاريخية غير مسبوقة, هناك ظرف تاريخي يلوح في الأفق, وعوامل دفع محلية وإقليمية تسمح بتحقيق وحدة اليمن الكبرى والإمساك بناصية التاريخ, ووجد نفسه من موقعه القيادي معنياً بالقيام بما يتطلبه منه الواجب الوطني والقومي, وكان عليه دون غيرة أن يتقدم الصفوف لتحقيق حلم اليمن الأعظم. ولذلك سلك سلوك القادة العظام, الذين تمتعوا بروح المبادرة التاريخية والجرأة عند اتخاذ القرارات المصيرية فأزاح عن طريق الالتحام والوحدة بالجنوب كل المعوقات والصعوبات الموضوعية منها وذاتية, وغلب روح الوحدة والأخوة على ما سواها من مواقف, إدراكاً منه لعظمة الحدث, وتاريخيته, وأثره على مستقبل اليمن, ومستقبل ابنائة. وأكثر من ذلك كان مدركاً للبعد القومي لحدث الوحدة اليمنية العميق على الأمة العربية, ونزوعها الذي لم ينطفئ يوماً بتحقيق وحدة عربية. كانت لبنتها الأولى تصنع في اليمن. مهد العروبة, ومركزاً من مراكزها الحضارية‮ ‬المتألقة‮ ‬دائماً‮.‬
لكن هذا الزعيم الذي وقفت الجموع الغفيرة تدعم خطواته بلا كلل وصاحب التجربة التي صقلتها الأحداث, والعقل الثاقب اللماح,لم يكتفي بتحقيق الوحدة. لقد أدرك بعقلية القائد, ونباهة الثوري, وفكر الزعيم أن صيانة الوحدة واستمراريتها يتوقف على المضمون الذي سوف يشكل كيانها, ويصنع دستورها وقوانينها وينظم العلاقات بين تياراتها المختلفة والمتعددة الانتماء السياسي والأيدلوجي, ويحمي وهذا هو المهم حقوق أفرادها ومواطنيها. فكانت الديمقراطية, بما هي حقوق, وحريات, للإنسان اليمني, وانتقال سلمي للسلطة الوجه الأخر للوحدة بمضمونها الإنساني‮ ‬ألقيمي‮ ‬والمعرفي‮. ‬
لقد ذهب ومن خلفه كل القوى السياسية يقيم صرح الوحدة لبنة لبنة على أسس ديمقراطية في مجتمع لازالت ملامحه القبلية ظاهرة في مناحي حياته المختلفة,ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار واقع اليمن, بما هو بنية اجتماعية واقتصادية وثقافية وعلاقات داخلية وخارجية. ومرة أخرى حقق‮ ‬القائد‮ ‬نجاحات‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬تخطر‮ ‬على‮ ‬بال‮ ‬زعماء‮ ‬الحركة‮ ‬الوطنية‮ ‬الأوائل‭,‬‮ ‬وربما‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬أحداً‮ ‬منهم‮ ‬يتوقع‮ ‬حدوثها‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الوقت‮ ‬الزمني‮ ‬القصير‮.‬
أصبحت الديمقراطية باعتبارها قاعدة النظام السياسي وجوهره اليوم نهجاً راسخاً ومكينا لا رجعة فيه, ومع الأيام جرت مراحل انتخابية, توطدت فيها هذه التجربة, وأصبحت جزءاً من التقاليد السياسية لشعب لازال يعاني الكثير من الصعوبات في حياته العامة. وكانت محطات هذه التجربة وأخرها تجربة الانتخابات الرئاسية الماضية, والذي خاضها بروح القائد والزعيم في أجواء تنافسية حقيقية مع معارضة اتسمت مواقفها بالحدة والتطرف. تجربة رائدة في الوطن العربي. وخطوة غي مسبوقة في تاريخ المنطقة.
وللحقيقة التاريخية فإن الفضل كل الفضل,إنما يعود له ولحزبه المؤتمر الشعبي العام, ولكل القوى الوطنية التي ساهمت في هذه العملية ورعتها وحرصت على إنجاحها. لكن المسار لم يتوقف عند محطة بذاتها,لقد جرت وفي تجربة غير مسبوقة في الوطن العربي انتخابات المحافظين ,وذلك‮ ‬بهدف‮ ‬توسيع‮ ‬المشاركة‮ ‬الشعبية‮ ‬في‮ ‬أدارة‮ ‬شئون‮ ‬البلاد‭,‬وإقامة‮ ‬قاعدة‮ ‬للحكم‮ ‬المحلي‮ ‬واسع‮ ‬الصلاحيات‮ ‬وفي‮ ‬السياق‮ ‬ذاته‮ ‬تجري‮ ‬عملية‮ ‬إعادة‮ ‬صياغة‮ ‬دستور‮ ‬البلاد‮ ‬بما‮ ‬يتواءم‮ ‬ومهمات‮ ‬البناء‮ ‬اللاحقة‮. ‬
إن المتابعين لتاريخ اليمن يدركون أن هذا البلد قد مرَّ بصعوبات, ومراحل خطيرة منذ تسلم هذا الرجل زمام المبادرة في 17 يوليو 1978, ولكن قدراته القيادية, والتفاف الجماهير حوله وصلابته في الدفاع عن رؤيته السياسية الوطنية والديمقراطية كانت تكفل له عوامل النصر والنجاح. لقد مرت الوحدة بخطر الانفصال في 1994, وكان خطراً حقيقياً, كاد أن يأتي على الأخضر واليابس في اليمن الجديد, يمن الوحدة. لكن التفاف الجماهير حول منجز الوحدة,وحنكته في قيادة الأحداث, والسيطرة على مجرياتها حولت هذه الأزمة إلى نصر.
هنا ظهرت آفاق جديدة للتطور والتقدم, وللمرة الأولى تغدو الظروف الموضوعية والذاتية مواتيه أكثر لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية, ويغدو اليمن أكثر قدرة على مواجهة معضلات لم يكن بإمكانه تجاوزها في عهد التشطير, وتشهد المعطيات والأرقام الحقيقية على أن عجلة التنمية في اليمن قد تسارعت مند قيام الوحدة وحتى اليوم, وأن ما تحقق على صعيد البناء الاقتصادي الاجتماعي كان عظيماً قياساً إلى ما أتيح من موارد وإمكانيات. وحصل المواطن اليمني على حياه أفضل في المدينة والريف, وتقدم التعليم وتحسنت ظروف الصحة والخدمات العامة,‮ ‬وللمرة‮ ‬الأولى‮ ‬يتلمس‮ ‬الإنسان‮ ‬طريقة‭,‬‮ ‬بثبات‮ ‬نحو‮ ‬أفق‮ ‬الحضارة‮ ‬المعاصرة‭,‬‮ ‬ويمضى‮ ‬بوعي‮ ‬نحو‮ ‬مستقبله‮ ‬متسلحاً‮ ‬بالعلم‮ ‬والمعرفة‮ ‬وبقيادة‮ ‬رشيدة‮ ‬ومجربة‮.‬
إن لكل مرحلة من مراحل التطور صعوباتها ومعوقاتها وإخطارها, واليمن اليوم وفي ظل القيادة ذاتها, تبرز أمامها صعوبات جديدة, وأخطار نوعية لا يمكن الاستهانة بها. لقد استغلت قوى الظلام, المدعومة من الخارج, هذه الصعوبات والمعوقات لتظهر علينا من جديد بمشروعها الإمامي المدحور بالإرادة الوطنية في سبتمبر 1962 , والمعمد بدم الأحرار والوحدويين في طول اليمن وعرضها. إن خطر التمرد الحوثي القائم الآن في صعدة, يعيد إلى الذاكرة ماسي عهود الأمامة, وظلم الأئمة, إنه ذلك المشروع الذي كان ولا يزال خطراً على اليمن, وعلى وحدته وتقدمه. وكأني (( بالزبيري )) عليه رحمة الأبرار يخاطبنا اليوم منبها ومحذراً, كما كان يخاطبنا بالأمس عن الإمامة وخطرها على وحدة اليمن. إنهم اليوم وفي محاولة يائسة وبائسة يثيرون نوازع الصراع الطائفي والمذهبي والسلالي العنصري استناداً إلى دعاوي ما أمر الله بها من سلطان. وأفكار عفى عليها الزمان, إنها محاولة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء, غير مدركين هولاء حقيقة تاريخيه قاطعة, أن التاريخ لا يكرر نفسه, وأن وعي الإنسان اليمني قد سما على الأساطير والخرافات وأن ظروف اليمن قد تبدلت تماماً, كما تبدل الإنسان اليمني أيضاً.
وبالتزامن مع ما يجري في صعدة تبرز اصواتاً نشاز في بعض المحافظات الجنوبية ترفع شعارات انفصالية وتدعو إلى الفوضى, وتزرع الحقد والضغينة بين أبناء الشعب الواحد, الإ إن هولاء لا يملكون مشروعاً, ولا يستندون إلى قاعدة شعبية. وإن كانوا هم أيضاً يملكون دعماً خارجياً‮ ‬وداخلياً‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬الأحزاب‭,‬‮ ‬التي‮ ‬بدورها‮ ‬تتعاطف‮ ‬مع‮ ‬الحوثية‭,‬‮ ‬والطرفان‮ ‬لديهما‮ ‬موقف‮ ‬واحد‮ ‬قائم‮ ‬على‮ ‬هدف‮ ‬واحد‭,‬‮ ‬هو‮ ‬تقويض‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‭,‬‮ ‬وإسقاط‮ ‬النظام‮ ‬السياسي‮.‬
إن قدراً من الحذر السياسي يجب أن يحضر ونحن نطرح على بساط البحث الأفعال المخلة بالنظام والقانون في الضالع وردفان مثلاً, وتلك التي تجري في صعدة. ومصدر الحذر هو أن منطلقات المتطرفين في المحافظات الجنوبية والشرقية, حتى الأكثر تطرفاً منهم, غير مصدر وجذر التطرف والتمرد في صعدة. هناك في المحافظات الجنوبية نحتاج إلى قدر اكبر من والتعامل الجاد مع الحقوق التي كفلها الدستور, وتطبيق القانون بحزم على الخارجين عن الإجماع الوطني, ولجم المتنفيذين أو المفسدين الذين يسيئون إلى سمعة الدولة وسمعة القيادة. أما في مواجهة التمرد في صعدة, فالتمرد له أبعاده الأكثر خطورة, ولمواجهته فإننا نحتاج إلى حشد كل الجهود الجمهورية في وجه الدعوات الأمامية الضلالية, والطاقات الوحدوية في مواجهه الدعوات العنصرية السلاليه, وكل القوى الديمقراطية في مواجهة التخلف بثقافته , وأطروحاته, ورموزه, ودعاوية‮.‬
إن في تاريخ هذا القائد جملة كبيرة من الانجازات والنجاحات على مدى ثلاثين عاماً مضت هي فترة حكمه, لقد غيرت جهوده في تحقيق الاستقرار مع الجيران, خارطة الجزيرة العربية, ومنحت اليمن مكانه خاصة بين الأشقاء والأصدقاء وفي العالم بأسرة, لقد أعطى لليمن هويتها الجغرافية‭,‬‮ ‬ونظامها‮ ‬السياسي‮ ‬الديمقراطي‮.‬
وباقتدار عظيم أخذ علي عبدالله صالح مكانه إلى جانب زعماء عصره من المحررين والموحدين الذين قدموا الكثير لشعوبهم, إن من حقه أن يقف شامخاً إلى جانب عبد الناصر ونهرو, وتيتو, ونيلسون مانديلا وآخرين . إلا إن مكانته في اليمن, فاقت وسوف تفوق أسلافه ممن حكموا اليمن, وغدوا رموزاً في تاريخه. وسوف يذكر له التاريخ أن إنجازه الوحدوي العظيم قد تحقق سلمياً, وفي أجواء أخويه وبإرادة وطنيه جامعة, لم تعرفها اليمن في تاريخها من قبل. خلافاً لكل الوحدات السابقة التي اتسم تحقيقها بقدر كبير من العنف والصراع والتناحر.
هكذا يمكن أن تقرأ أحدات الثلاثين عاماً الماضية, هي نفسها تاريخ رجل تقلد منصبه في ظروف غاية في التعقيد والاضطراب. كانت الدولة فيها في حالة من الضعف الشديد وكانت الأخطار تحيق بها من كل مكان. فأعاد للدولة هيبتها وتقدم بمشروعه الوحدوي وأنجزه, كان قائداً للتنمية‭,‬‮ ‬وطنياً‭,‬‮ ‬وقومياً‭,‬‮ ‬وإنساناً‮ ‬من‮ ‬الطراز‮ ‬الأول‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‭, ‬رئيس‮ ‬الدولة‭,‬‮ ‬وزعيم‮ ‬الأمة‮.‬
بقى أن أقول أن رجلاً وزعيماً وقائداً كعلي عبدالله صالح, يحظى بمحبه قومه وولائهم ودعمهم اللامحدود, رجلاً لدية رؤية ثاقبة للأمور, وعنده هذا المخزون الكبير من التجربة, ويقف على أرضية صلبة. هو ذاته المعني اليوم بقيادة البلاد ليصل بها بر إلى الأمان, وتجنيبها مخاطر الزمان والمكان. وهو المعني دون غيره بقيادتها نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً, مستقبلاً تتعزز فيه بنيه النظام السياسي الديمقراطي لدوله الوحدة, وتتقدم فيه عملية التنمية نحو آفاق أر حب. ويغدو فيه الإنسان أكثر اطمئناناً على مستقبلة حراً شامخاً, لايحد من حريته‮ ‬هذه‮ ‬وصية‮ ‬مدعي‮.‬





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر