المؤتمرنت - الحديثي:يقترح منهجية للفكر الاقتصادي الإسلامي في المحاضرة الأسبوعية بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية بعنوان : منهجية مقترحة في دراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام " عرض الأستاذ الدكتور نزار عبداللطيف الحديثي مقاربة منهجية لدراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام حاول فيها تحديد ملامح الإطار النظري العام الذي يؤطر هذا الفكر، ثم عرض تاريخي حدثي لآلية تطبيق الأسس الرئيسة للفكر الاقتصادي في الإسلام كما حددته مصادره .
وانطلق الحديثي في مقاربته من تحديد المصادر التي يستند عليها لتحديد ملامح هذا الفكر موضحا أن أولى تلك المصادر في دراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام القرآن الكريم بما هو كتاب عقيدة الإسلام القائمة على التوحيد، تضمّن الأسس العامة للعقيدة، وتصورا للحياة في ظلها، ونوع الاشتراطات المتبادلة بين العقيدة وتناقضات الحياة اليومية والعامة. غير أن الذي يفترض بنا إدراكه إن القران ليس كتابا في أي من صنوف المعرفة، إنما هو كتاب في العقيدة، وبالتالي فهو في تطرقه لأي من الأفكار نظرية أو إجرائية إنما يتطرق لها من زاوية اشتراطات العقيدة. فالمصطلحات والأفكار والتطبيقات هي مؤشرات بنت زمانها ومكانها، فهي عرضة للتطور بغض النظر عن حجم التطور. فالقران مصدر للتشريع وليس شريعة، وقدسية النص فيه تفترض مرونته لمواكبة الزمن واستيعابه .
ثم تأتي السنة النبوية بما لا يتعارض والنص القرآني، استنادا إلى مقولة الرسول الكريم" خذوا مالا يتعارض مع القران". الكتب الفقهية، التي سعت إلى استخلاص الأحكام من القران والسنة لتنظيم حياة الناس كتب التاريخ على اختلاف صنوف ومجالات الكتابة التاريخية، التي سعت إلى إعطاء البعد الحدثي في نمو الإسلام بدء من مرحلة الوحي إلى مرحلة الدولة، ومواكبة تطور حركية الإسلام وهذه الخيرة يقول عنها الأستاذ المحاضر أنها مصادر لم تعر أهمية كبيرة لمنهجية المحدثين فهي أكثر التصاقا بالحدث منها بالنص. والبعد الاجتماعي فيها هو الغالب، لابمعنى منهجية كتابة التاريخ فحسب إنما بمعنى صنع التاريخ .
المصدر الخامس كتب البلدان والجغرافية وأخيرا ، الكتب ذات الصلة بالحياة الاقتصادية للمجتمع وفي هذا السياق لاحظ الدكتور الحديثي أن الشائع هو اعتقاد البعض أن التراث العربي الإسلامي يخلوا من إنتاج معرفي اقتصادي لأن هؤلاء ينطلقون من مصطلح "الاقتصاد " نفسه متذرعين بأنه لم يرد في المؤلفات الإسلامية القديمة كتابا بهذا الأسم مع أن مصطلح الاقتصاد كما يقول ليس إلا نتاج معرفي حديث النشأة وذهب إلى تبيان الطريقة التي تعامل بها المفكر العربي مع الحياة الاقتصادية موضحا ان المفكر العربي المسلم انطلق من الفلسفة العامة "للمادة" لابالمعنى الفيزيائي إنما معناها المقابل لمفرد" الروح"، ولان النمط الحضاري لسكان الوطن العربي، ومنطق الخطاب ألقراني يريان في الروح ضابط أخلاقي لعملية التقدم التاريخي فقد فرضا على المادة تبعية تراتيبية في موقعها من البناء الفكري في الإسلام، فهي منقادة لاقائدة. وفي الكم التراثي المعرفي المكتوب استعرض الدكتور الحديثي مكامن هذا الفكر في كتب الخلاق والسعادة ، كتب الأموال ،الخراج ، الحساب والحسبة وكتب العمران .
وفي هذا الإطار أبرز الدكتور الحديثي العناصر الأساسية للاقتصاد في الإسلام وهي الأرض كموضوع للإستخدام والإعمار والملكية بما هي ملكية انتفاع اساسها الموازنة بين الحق الخاص والعام ، العمل باعتباره وسيلة إنتاج حياة وليس استلاب حياة على ان كون عملا صالحا حسب التحديد القرأني .
وفي تناوله للتطبيقات الأقتصادية والعلاقات الاقتصادية التي تجلت في الواقع المعاش استعرض الحديثي ممارسة التدابير الاقتصادية خلال فترة الثلاث عشر السنة من عصر الإسلام مبرزا ان المورد الأساس للمسلمين كان المؤاخاة، ثم الزكاة، فالصدقات وليس الغنائم كما يذهب البعض إلى ذلك وخلص المحاضر في محاضرته إلى طرح مجموعة من المقترحات المنهجية التي يرى أنها تشكل منطلقات جوهرية لوضع مقاربة إسلامية للفكر الاقتصادي الإسلامي كما جاء في النصوص المرجعية والممارسة الواقعية على حد سواء .
والمقاربة المنهجية التي يقترحها هي
- حصر المصادر ذات الصلة، ومضمونها على وفق الاتي:
أولا- حصر الآيات القرآنية ذات الصلة أو الدلالة الاقتصادية.
ثانيا- الوقوف على تفسير المفسرين لهذه الآيات.
ثالثا- الذهاب إلى كتب الحديث وحصر الأحاديث ذات الصلة بالموضوع، وتخريجها وقياسها إلى القرآن للتثبت من صحتها.
رابعا- الاطلاع على كتب السنن لمعرفة الموقف الفقهي اعتمادا على الآيات والأحاديث.
الرجوع إلى كتب التاريخ وفي المقدمة منها كتب الفتوح.
خامسا- استخدام المعاجم اللغوية للوقوف على معنى المفردات ذات الدلالة الاقتصادية.
سادسا- استخدام المؤلفات ذات الصلة بالحياة الاقتصادية
2- الحرص على المزاوجة بين كتب التفسير والمعاجم اللغوية في تحديد دلالة المصطلحات.
3- مقابلة الأحكام الفقهية الواردة في كتب السنن مع بعضها، فخلف تنوع هذه الكتب وجهات نظر فكرية متنوعة.
|