يحيى نوري -
هؤلاء مع الحرب
لماذا؟ وكيف؟ انتهت الحرب في صعدة.. الخ من التساؤلات العقيمة التي لا تعكس سوى رغبة أصحابها من المزايدة والمناكفة والتشكيك بإعلان إنها الحرب ومحاولة صرف أنظار الرأي العام عن دلالاته ومعانيه على حاضر ومستقبل الأمن والسلم الاجتماعيين لوطن الـ(22) من مايو.
* وللأسف الشديد أن نجد اليوم أصحاب هذه التساؤلات يجهدون أنفسهم من أجل بلوغ أقاصيص وحكاوي يربطونها عنوه بموضوع الحرب ليس لشيء سوى تعبيراً عن امتعاضهم لانتهاء الحرب التي مثلت بالنسبة لهم مادة خصبة للمناكفة والمزايدة السياسية والإعلامية والنيل من النظام والبحث المضني عن كل ما من شأنه أن يعمل على إعاقة مسيرة الوطن.
وهؤلاء يقومون بكل هذا ويسخرون كل جهدهم ووقتهم من أجله وهم يدركون تماماً فظاعة ما يقترفونه في حق وطنهم وفظاعة أهدافهم ومأربهم ورغباتهم الجامحة في استمرار الحرب وهي رغبة تعبر عن حالة عدم اكتراثهم بإعلان إيقاف الحرب أو حتى المبادرة إلى الترحيب بهذا الإعلان والوقوف بمسئولية أمام ما يحمله من معاني ودلالات وطنية وإنسانية ، إضافة إلى تهميشهم للموقف الشعبي المؤيد والمرحب بحرارة بإعلان انتهاء الحرب وهو موقف بات يعبر عنه المواطنين في مختلف إطاراتهم المهنية والإبداعية والجماهيرية ويعتبرونه أي هذا الإعلان بمثابة إنجاز تاريخي يحسب لقواتنا المسلحة الباسلة يضاف إلى رصيد إنجازاتها في كافة معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.
ولعل أبرز ما يفضح خطاب هؤلاء المأزومين حول الحرب هو ذلك التباكي الذي كان يبدونه في كل ما يكتبونه ويعرضون له عن الحرب في صعدة بصورة لم تخلو عن مطالبتهم الملحة بضرورة إيقاف الحرب وهي مطالبات كانت تغفل تماماً المتسبب الحقيقي في الحرب مع تجاهلهم الكامل لكل ما ارتكبته عناصر التمرد من جرائم في حق الوطن والمواطن وما أبدته على إصرار حمل السلاح ومواجهة الدولة والشرعية الدستورية.
لقد كنا نعتقد أن إعلان الحرب سوف يحدث ما سيحدث من تفاعل ايجابي كبير لدى هؤلاء لما يمثله هذا الإعلان من انتصاراً للأمن والسلام والاستقرار.
ولما يمثله أيضاً من انتصار لمصالح الوطن العليا وحقنا ًلدماء اليمنيين ومن خطوة مهمة ورائدة على طريق ألقضاء عل كافة مخلفات الحرب وكافة الظواهر التي تسيء لشعبنا وتعيق مسيرة تطوره ونموه .
لكننا وللأسف الشديد وبدلاً من الانتصار لهذه الخطوة وجدناهم يذهبون ليتنصروا لأنانيتهم ولمصالحهم الحزبية الضيقة ولوكان ذلك على حساب ثوابت الوطن وانجازاته في التنمية والديمقراطية.
* إنه موقف مخزٍ لا ريب أكدوا من خلاله وبما لا يدع مجالاً للشك أن استغلالهم الرخيص لقضية الحرب لم تكسبهم شيئاً سوى المزيد من النزيف الحاد في مسئوليتهم الوطنية.
وعلى هؤلاء وكل من يسير على منوالهم أن يدركوا أن الوطن وسلامة أبنائه وأمنه واستقراره هو أعظم وأنبل هدف ينتصر له الشعب والقيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأن أي استفزاز للشعب من خلال أي تناول غير مسئول لقضاياه المصيرية لن يزيد الشعب إلى التفافاً واصطفافاً إلى جانب قيادته وبأن الأيام القادمة وما تحمله من تغيرات وتحولات كفيلة بمزيد من تعرية هؤلاء المغردين خارج السرب.