الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:35 م
ابحث ابحث عن:
ثقافة
المؤتمر نت -

الجمعة, 25-يوليو-2008
المؤتمرنت - أنور حيدر -
العروسي: اربطة اليمن تميزت بالانفتاح و التسامح
قال أستاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء إن الأربطة اليمنية تختلف عن غيرها من الأربطة التي ظهرت في العالم الإسلامي من حيث الدور والوظيفة.
وأضاف الدكتور محمد العروسي -في محاضرة بالجمعية الفلسفية تحت عنوان (أربطة العلم في اليمن)- بأن الأربطة اليمنية ومن خلال دراسته لها ولبعض الأمثلة التي لا تزال قائمة كانت عبارة عن مدارسة أو كليات للعلوم الدينية قامت بعض الشخصيات الميسورة بإنشائها لبعض مشاهير الأولياء ومشائخ الصوفية الذين كانت تعتقد في ولايتهم.

موضحاً بأن العديد من الفقهاء ومشائخ الصوفية قاموا ببناء أربطة علم تكفلوا بالإنفاق عليها وتولوا التدريس فيها وتلقى طلبة العلم على يد المشائخ مختلف العلوم في هذه الأربطة كما وفرت للقادمين من مناطق بعيدة الغذاء والمسكن وبعض منها يقدم لهم مبالغ مالية رمزية تعينهم على شراء احتياجاتهم الضرورية.

وقال بأن الأربطة في اليمن كانت عبارة عن مؤسسات تعليمية صوفية مستقلة عن السلطة تماماً يديرشئونها ويتفق عليها مشائخ وفقاء صوفية.

وأرجع الدكتور العروسي تاريخ ظهور أقدم الأربطة المعروفة في اليمن إلى القرن الثالث/ الرابع الهجري/ التاسع- العاشر الميلادي وأن رباط كثيب يراميس في محافظة أبين أقدم هذه الأربطة.

وأشار إلى أن الأربطة انتشرت وازدهرت في عصر الدولة الرسولية من القرن السابع إلى القرن التاسع الهجري ومن أشهرها أربطة مدينة عدن، ومنها رباط الأبيني الذي بناه الفقيه أبو بكر بن الفقيه، ورباط الصوفي الذي بناه الشيخ الصالح أبو محمد بكر بن محمد وفي مدينة لحج رباط لحج الذي بناه الشيخ بن قادر ومن الأربطة التاريخية رباط الحقل بصهبان، ورباط المقواحة في إب، ورباط أثقب والصفاء بالبيضاء، ورباط الواحدي وحمير، النهاري، عصلبة في ريمة.

منوهاً إلى أن الأربطة انتشرت في اليمن منذ منتصف القرن السابع الهجري في تهامة ومناطق المرتفعات الجبلية الغربية والوسطى والجنوبية، وظهرت بعد ذلك في عدن وحضرموت.

وقال استاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء بأن رباط النهاري بمحافظة ريمة والذي انشأه الشيخ محمد بن عمر علي النهاري من أقدم الأربطة اليمنية التي لا تزال مكوناتها المعمارية قائمة وفي حالة جيدة من الحفظ حتى اليوم.

مبيناً بأن من أشهر الأربطة اليمنية المعروفة لليوم في حضرموت رباط سيئون وفي مدينة يريم ما كان يعرف بأزهر حضرموت.

لافتاً إلى أن العديد من الأربطة في عدد من المحافظات لا يزال البعض منها عامراً وتؤدي وظيفتها حتى عصرنا هذا.

وأكد العروسي أن أربطة العالم في اليمن تميزت بنشرها للعلوم المختلفة وانتهاجها سياسة الانفتاح ونشر ثقافة التسامح، واستقبلت عبر تاريخها الطويل طلاب العلم من كل الأطياف ولم يكترث شيوخ هذه الأربطة ومعلموها لمذاهب طلابهم أولا ألوانهم أو لمناطقهم بل وحتى لطريقتهم الصوفية.

وأشار إلى أن تاريخ إنشاء الأربطة الأولى في العالم الإسلامي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري.

يذكر أن الرباط لفضاً تعني في الأصل ربط الخيل، وإعدادها وملازمه ثغور الدولة الإسلامية ومنافذها البرية والبحرية جاءت هذه التسمية من القرآن الكريم وتطلق هذه التسمية على منشأة معمارية ظهرت في بداية العصر الإسلامي وكانت عبارة عن بناء عسكري ودنيني خصص لإقامة المتعبدين والمتطوعين للدفاع عن بلاد الإسلام والجهاد في سبيل الله.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر