المؤتمر نت-ترجمة-رويترز- ميرال فهيم - رهان سياحي على أسطورة الملكة سبا
سواء كانت بعث تجديد فكرة الملك سبأ إما لحكمتها أو لشغف هذا العالم بالأساطير فإن الملكة سبأ لا تزال حية في بلدها الشهير مسقط رأسها اليمن.
المرأة التي يفترض أنها جذبت إعجاب وشغف الملك سليمان تبقى واحدة من أهم الشخصيات التاريخية اليمنية على الرغم من عدم كفاية وإثبات وجودها.
ونريد اليمن حالياً استخدام: أسطورة بلقيس كملكة لسبأ والمعروفة هنا لجذب السواح إلى ما تبقى من مملكة سبا والتي تربعت على عرش اليمن. وامتدت على الجزيرة العربية، وأجزاء من أفريقيا إلى ما يرجع إلى قبل (6000) سنة مضت.
يقول صادق عثمان – رئيس قسم الآثار في القسم الشرقي لمحافظة مأرب- لا يمكن أن توجد سياحة دون آثار ولهذا نحن نعد مواقع ونأمل أن تكون جاهزة خلال سنة أو سنتين وتستطيع من خلالها استقبال الزائرين. كما نؤمن بأن ملكة سبأ حكمت في هذا المكان. كما نريد من العالم أن يأتي ويرى ذلك.
ذكرت الملكة سبأ في الكتب المقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية.والتي وقفت في وجه سليمان. ولكنها أعلنت الوحدانية بعد مقابلتها له.
وتحكي الأسطورة عن المواجهة لكن الشاهد في اليمن هو النص القرآني الذي يخبر كيف أخبر طائر الهدهد سليمان المؤمن عن مملكة سبأ التي تعبد الشمس وعن ملكتها المزدهرة.
فبعث سليمان أحد رسله الذي لم يذكر أسمه إلى الملكة سبأ . ولكن بعد مقابلتها له أرسلت بهدايا إلى سليمان فغضب سليمان فأمر جنياً يحضر تلك الملكة المتغطرسة وعرشها والذي كان مبلطاً بالرخام الزجاجي. فأندهشت الملكة لانتقال عرشها والذي يؤمن المؤرخون بأنها اليوم الجديد للقدس- واعتقد بأن الرخام ماء- فرفعت ثوبها دون غطرسة. ويحكي القرآن بأنها بعد أن تهكم عليها سليمان أصبحت مؤمنة وحليفة.
ولا يوجد نص في القرآن الكريم يذكر قصة حب أسطورية بين ملكة سبأ،وسليمان، أو كيف استطاعت أن تغويه بعد أن أعجبت بحكمته.
ويقول عالم الآثار الألماني "برهارد فوجت" إن هذه النقوش المدفونة في رمال مأرب ربما تحمل مفتاح هذه القصة الجذابة ويضيف بالرغم من عدم وجود دليل تاريخي بأن السبائيين لديهم ملكة إلا أنه سبب عظيم لمتابعة البحث وسبب لوجودها هنا.
منذ العام 1988/ ساعد فريق من معهد الآثار الألماني في إعادة ترميم معابد في مملكة سبأ والتي كانت تمثل حضارة مزدهرة تصدر البخور الثمين والذهب، بينما كانت أوروبا في عصور الظلام. ويقول "فوجت" بأن العمل ما يزال في مرحلته الرائجة بسبب تطلعات السياحة اليمنية- والتي عرضت للخطر بسبب الاختطافات والقتل الذي عم قبائل مأرب لسنوات.
ومنذ 2001م شرعت الحكومة اليمنية بإلقاء القبض على المقاتلين مروجي الأسلحة في البلد وذلك لتحسين صورته بحضور القانون.
ويقول دبلوماسيون ومسئولون رفيعو المستوى بأن اليمن اصبح أكثر أمناً عن ذي قبل فيما يأمل مسئولون في السياحة أن ينعش هذا إحدى الصناعات المربحة مثلها مثل الثروة النفطية في دول الجوار في الخليج العربي.
وقال مطهر تقي – رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة- بأن اليمن أكثر أمناً من نيويورك.. والعنف الذي يحدث هنا أقل بكثير مما يحدث هناك في اليوم الواحد. وتمتلك اليمن تجربة سياحية فريدة.
حضارة فريدة:
مع توقعات الانتعاش السياحي في اليمن لا تتوقع الحكومة اليمنية اية مخاطر، فالجنود المجهزون بأسلحتهم يرافقون الأجانب الذين يذهبون إلى مأرب كما يعمل الجنود بالعشرات في نقاط التفتيش التي تتركز في مداخل شوارع المدينة.
ويطلب من رجال القبائل ترك أسلحتهم الرشاشة والذخائر في مستودعات خاصة قبل دخولهم بعض المناطق.
وهناك أماكن أثرية غير أن الزوار يحتاجون لدخولها إذناً خاصاً حتى يستطيعون تجاوز الحرس المسلحون والسياج الشائك الذي يحيط الجبال.
ونجح فريق يمني – ألماني في إعادة أجزاء من سد مأرب الشهير إلى بعضها البعض الذي يمتلك نظام ضخ مائي متقدم وهو ما يعد دليلا على عبقرية السبائيين واكتشف اليمنيون تحت الأرض معبداً يعرف بعرش بلقيس والذي كان يعبد فيه السبأيين إله التخصيب والجنس.
وكشف العمل في معبد آخر عظيم، والذي تعتبر أعمدته إحدى رموز اليمنيين عن ممرات من الغرفة الرئيسية إلى مدرج كان يعقد فيه مجلس الوزراء جلسته وترى بقايا لمعبد مأرب الفرع عن بعد.
ويقول بعض المؤرخين أن ملكة سبأ ربما تكون من إثيوبيا بينما يقول آخرون أنها على الأرجح حكمت في بلد قريب من أفريقيا وكانت ملكة لها .
|