أمين الوائلي -
الفضيلة(كسرةخبز) لاأكثر..بحثاً عن (اعتذار لآدميتنا)!!
لماذا لا يفكرون بطريقة عملية أفضل وأنفع؟
مثلاً : هيئة لتوظيف الشباب, وأخرى لتشغيل الأيدي العاملة - العاطلة, وثالثة لمساعدة المتسولين وإيواء المشردين وإكسابهم مهارات حرفية وأعمالاً تعود عليهم بالفائدة وتخلصهم من ذل التسول ومهانة العوز والحاجة.
لماذا لا يفكرون بطريقة أكثر مرونة وأقل خشونة؟
مثلاً : هيئة لحماية المجانين ومواساة إنسانيتهم المحزونة المضاعة في الأرصفة والشوارع والأسواق, وجمعية أو جماعة للاعتذار لآدميتنا وإنسانيتنا وللنساء اللواتي يعرضن أطفالهن الرضع على المارة .. في الأرصفة وعند أبواب المساجد .. ومداخل الأسواق, يتوسلن بفلذات الأكباد إلى الناس ويتسولن بأطفالهن ثمن وجبة غذاء .. أو قيمة علبة حليب مجفف .. أو إيجار المأوى المتعفن, الذي لا يعرف ضوء الشمس طريقاً إليه .. أو قيمة فاتورة علاج.
- أليست هذه كلها من أبواب الخير والمعروف, والسكوت عنها أو تجاهلها يعد منكراً غلظ من جميع المنكرات؟!
- لماذا يضيع البر والإيثار والتكافل والتراحم والرأفة والشفقة .. ويضيع المئات والآلاف من الشباب والرجال والنساء والأطفال والعمال والخريجين بسبب الفقر والعوز والحاجة وقلة أو انعدام روح التعاون والتكافل في المجتمع, فيسقطون رغماً عنهم في مهاوي التشرد والتسول والانحراف والسخرة والاستغلال البشع, بل وربما يدفعهم الفقر والفاقة وترغمهم الحاجة إلى مخالفة الضمير والتنازل عن أعز وأثمن ما لديهم مقابل أوراقٍ قذرة أو القليل من المال القذر .. لسد الحاجة, ومداواة طفل أو شيخ عجوز, أو لإسكات المؤجر الجشع الذي يهددهم وأسرهم بالطرد إلى الشارع.
-
وبرغم هذه المجازر الآدمية, والمذابح الأخلاقية, والمنكرات السفاحة, لا يجد حماة الدين والعقيدة .. وحراس السماء (أن تقع على الأرض) .. وآباء الفضيلة المصلوبة على سارية خطبة وخطيب, لا يجد هؤلاء منكراً في كل ذلك .. أو معروفاً يستحق القيام به تجاه أولئك المعذورين في إنسانيتهم والمدفوعين عند الأبواب والأرصفة وأسواق النخاسة. فهل صارت الفضيلة - بدورها - مشروعاً قمعياً تسلطياً, ونوعاً من السادية, وشعاراً استعدائياً واستعلائياً يجدد صكوك الانسحاق المجتمعي تحت سنابك الأوصياء .. المملوئين سلطة وتسلطاً, بينما تعجز هذه الفضيلة الفريدة عن رؤية الفقر والجياع والعاطلين والمشردين والنساء المزروعات وأطفالهن على قارعة الطريق وعند باب كل مسجد ودار عبادة! ولا يقول لنا أحد من لا هوتيي الفضيلة إن كان هذا منكراً يجب النهي عنه .. عملاً وتعاوناً وتكافلاً وبذلاً, وليس مجرد كلام وطحن أحرف وخطب؟!
- لماذا يكدسون الأموال والثروات والعقارات, ويتكدس الفقراء والجوعى والمرضى والمتسولون والمشردون, ثم يحدثنا كبار الملاك وأكابر الرأسماليين والكانزون الأثرياء .. الأغنياء .. الأتقياء عن المنكر الذي تمثله الجامعات وتعلم الفتيات وبدعة «الكوتا»!! فقط لا غير ودعك الآن, ودائماً, من الجياع والمرضى والمتشردين والمتسولين والأطفال والنساء والمعدمين يستمطرون الفضيلة والفضل كسرة خبز, وصيانة عرض, وحفظ كرامة .. ولا تمطرهم الفضيلة إلى خطباً ومؤتمرات يحتشد لها أكابر «البرجوازيين» ذوداً عن فضيلة علقت شعاراً على يافطة تكاد تبرأ إلى الله من ذنب الفضيلة المغيبة .. المغدورة!.
- لماذا لا يفكرون بطريقة عملية.؟ ويقاسمون الجياع والمدفوعين إلى الانحراف القهري والترزق بالأجساد, أموالهم وثرواتهم وأرصدتهم .. امتثالاً لفضيلة الإتباع والانتفاع العملي بسيد الخلق وكافل الأيتام وراحم الفقراء القائل - صلى الله عليه وسلم - : «من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم فقد كفر بما أنزل على محمد» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
- فها هنا يكون الفضل والفضيلة. لأن هذا الدين ما عرف ولا عرفه الناس ولا آمنت به القلوب والعقول ولا أحبته الأمم والشعوب إلا لأنه دين محبة .. وإيثار .. وأحوال وأعمال, لا أقوال ومظاهر .. وبطالة مقنعة. فدونكم كثير من الفضل والفضيلة والمعروف فأفعلوا .. وهاتوا برهانكم, ودعونا من الكلام!.
[email protected]
*عن نيوز يمن