عبدالسلام محمد صبره -
المناضل حسين المقدمي .. كما عرفته
بداية لا أقول إلا رحم الله الأخ والصديق والإنسان المناضل الصادق الشريف الأستاذ حسين المقدمي رحمة الأبرار الصالحين، فقد رحل من هذه الدنيا وهو ذلك الذي عرفته وما زال هو لم يتغير لا أقصد هنا شكله وإنما مبادئه ووطنيته وحبه الكبير لليمن أرضاً وإنساناً فقد تجذرت وتعمقت في عقليته المتقدة ونفسه الحرة منذ أن كان في الحديدة قبل محاولة اغتيال الإمام أحمد، حيث كان منزله مجمعاً للثوار وبعد المحاولة البطلة من الشهداء "اللقية والعلفي والهندوانة" لاغتيال الطاغية في مستشفى الحديدة ورغم ما لاقاه من الحبس في سجن وشحة والتهديد المستمر بالإعدام له ولزملائه الأحرار حتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وهو أكثر إصراراً على المضي في مسيرة الثورة، وقد كان لأدواره المتعاقبة في المناصب التي تقلدها بعد الثورة الدور الذي لا ينكره أحد في المساهمة في بناء وتأسيس النظام الجمهوري، ولكونه كان استاذاً "معلماً" في الخمسينات فقد أصبح وزيراً للتربية والتعليم أول الثورة وعمل على إنشاء مناهج تربوية حديثة تعلم الأجيال الصاعدة لتخرج اليمن من ظلمات الجهل والتخلف ثم وزيراً للصحة, والمرحوم كان مثال الرجل الوطني الغيور الذي عمل بكل مسئولية ووطنية ونزاهة وإخلاص، كان آخرها رئيساً للجنة الحوار الوطني ولا أبالغ إذا قلت أنه كان محل احترام وتقدير كل من عرفه وعلى مختلف المستويات داخل الساحة اليمنية.
وأذكر أني قبل سنة ونصف عندما خرجت مع أحد أحفادي في نزهة بالسيارة إلى قرية القابل حيث يسكن الاستاذ حسين المقدمي طلبت من حفيدي أن يأخذني لزيارته فذهبنا إلى بيته واستقبلني بحفاوة وترحاب كما هو المعهود عليه وجلسنا نخوض في الذكريات والأحداث التي مرت حلوها ومرها وما واجهته اليمن من أحداث وما تحقق في ظل الثورة والجمهورية من منجزات كبيرة وعظيمة كان أهمها تحقيق الوحدة اليمنية, ومن خلال حديثي معه كان رحمه الله ذلك الذي عهدته دوماً الرجل الوطني صاحب القلب الكبير والعقل المستنير الذي لم ينقطع عن العمل السياسي لما فيه خدمة اليمن حتى وهو في مرضه.
فرحمة الله تغشاه ونسأل الله الكريم أن يجمعنا في مستقر رحمته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.