المؤتمرنت- Borzou Daragahi-ترجمة- عماد طاهر - أزمــــــــة الميــــــــاه في الــــــــيمن تعاني اليمن الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية أزمة مياه كبيرة حتى أن معدات الحفر تصل إلى عمق (1000) قدم في باطن الأرض لاستخراج المياه ، لضخها من باطن الأرض إلى الناقلات التي بدورها تقوم ببيع المياه بأسعار مرتفعة على المواطنين، بل إن خزانات المياه سوف تصل إلى حالة جفاف، وما يزيد الطين بله هو الانفجار السكاني في اليمن الذي يهدد بالمزيد من الجفاف ويرجع أحياناً إلى تغذية القات الذي يهدد وجود البشر .
يقول مسئولون حكوميون وخبراء المياه إن البلد يواجه أكبر أزمة من المياه مع النزول إلى مستويات هائلة تحت الأرض لاستخراجه .
يقول عبد الرحمن فضل الإرياني: لا أحد يستطيع القول متى ستجف المياه الجوفية غير أن الاتجاه يخبرنا بأن المياه لن تكون متوفرة .
إن خبراء المياه يلقون اللوم على إستراتيجيات إدارة المياه القديمة بل إن القات يلعب دوراً كبيراً في ذلك على الأقل هناك ثلثين من استهلاك المياه في اليمن يذهب إلى هذه النبتة التي يمضغها أكثر من (90%) من الرجال اليمنيين والربع من النساء في اليمن ،فالقات يستهلك الكثير من المياه .
يقول محمد أبو لحوم – قيادي في الحزب الحاكم في اليمن – إن هذه أقل مشكلة نوقشت لكنها أكبر أهمية.
إن التجربة اليمنية تقدم قصة تحذيرية وهذا يدل على تقييد حلول السوق الحرة للمشاكل البيئية بدلاً من الحفاظ على المياه لأنها تصبح نادرة وغالية ،ان بعض اليمنيين يهرع لاستخراج المياه من الأرض والاستيلاء عليه من أجل الربح تاركاً البلاد تتجه نحو كابوس إيكولوجي رهيب .
هناك قليلاً من المياه وأخر قطرة منه ستصبح قيمة للغاية كما يقول رامون سكوبل المقيم منذ فترة طويلة في اليمن يعمل كمهندس مياه في وكالة التنمية الإنمائية التي تعمل في البلد لذا فالجميع متحفز للحصول عليه .
يذهب المزارعون إلى إهدار المياه للقات لينمو بطريقة استثنائية ليقوم ببيع الكيس الواحد من (2-50) دولار حسب نوعيته، على الرغم من أنه ينمو فقط في المرتفعات الجبلية ويتعرض إلى الصقيع ويحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ، فيما أنه يؤثر بشكل نسبي على العقل لمدة ساعات ما يجعل من السهل للمزارعين بيعه بطريقة مباشرة دون المرور عبر وسطاء، فعند الظهيرة يبدأ الرجل اليمني بالذهاب إلى أسواق القات ومساومة البائعين على القات يومياً إنها مادة خام من النبتة مباشرةً إلى الخدين لمضغها لساعات طويلة .
ويقال أنها ليست مخدرة بشكل كبير على الرغم ما يظهر لديهم من خصائص الإدمان، و يقول النقاد للقات بأنه يبقي الشعب سلبياً ،و يقول أحد المخزنين إن القات ليس جيد"فهو بمثابة الويسكي في اليمن .
لقد باءت كل المحاولات لتغيير القوانين بالفشل وقد حاول السياسيون إلى تحريم أو على الأقل الحد من استهلاك القات فتم معارضتهم بشدة من قبل المزارعين أو المخزنين .
يقول عبد الله الفقيه – أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء – إن معظم المناطق القبلية أصبحت ثرية من القات ، لقد أصبحت قوية جداً حتى أنها إذا لم ترغب بأي حكومة بإمكانها الإطاحة بها .
منذ القدم قام اليمنيون بعمل مدرجات زراعية على سفوح الجبال والحفاظ عليها وذلك لالتقاط مياه الأمطار وقاموا أيضاً بحفر قنوات لسحب مياه الفيضانات المفاجأة .
وقامت الحروب على المياه بين القبائل أدت إلى وضع قواعد لاستهلاك المياه .
يقول فيصل أمين أبو رأس دبلوماسي يمني وزعيم قبلي " لقد كان كل شيء مدروس وبحذر لقد كان هناك آداب ، لكن هذه الإستراتيجيات القديمة لإدارة المياه انهارت، وقد قفز عدد سكان اليمن من ستة مليون في عام 1968م إلى (11) مليون في عام 1988م وهو الآن (23) مليون نسمة بنسبة نمو تساوي (4.5%) للعام الواحد ، والذي يأتي في المرتبة السادسة عالمياً في معدل النمو ويتوقع علماء السكان إلى أن عدد سكان اليمن قد يصل إلى (43) مليون نسمة بحلول عام 2035م.
لقد قامت الحكومات بتقديم معونات لاستغلال المياه لزراعة القات وغيره من الزراعات الأخرى عن طريق بيع الديزل بأسعار منخفضة بسعر (65) سنت للجالون الواحد ، وبتكلفة سنوية تقدر بـ(3.5) مليار دولار أو بنسبة (14%) من إجمالي الناتج المحلي ، والذي بدوره أثر في نضوب المياه في أراضيها الجوفية ، وكانت النتيجة مدمرة في صنعاء وما حولها لقد كان المزارعين في عام 1960م يستخدمون المعاول لحفر آبار المياه لكن الآن يستخدمون الحفارات لتحفر أكثر من (1000) قدم في الأرض قبل أن تصل إلى المياه الصالحة للشرب دون معالجة ارتفاع الطلب .
لقد أصبح خبراء المياه منزعجين من تزايد العمق للمياه بنسبة (6-10) أقدام في السنة ، ولم تعد مياه الأمطار التي يعتمد عليها لتغذية المياه الجوفية تفي بالطلب .
وأعلنت الحكومة اليمنية في منتصف يوليو / تموز عن خطة طموحه لجمع ما يمكن جمعه من مياه المطر ولا سيما حول صنعاء لكن ذلك لم يجدي نفعاً لنضوب المياه الجوفية .
يقول مهندس المياه سكوبل " إينما كنت والمياه لا يمكن الحصول عليها إلى بدلوا ".
وفي الريف والقرى يقومون بجمع مياه الأمطار لتغذي الأحواض خلال الفترات الموسمية للأمطار ويقع عبء استرجاع المياه في كثير من الأحيان على عاتق الفتيات إذ تقضي ساعات يومياً في التنقل في الطرق الجبلية للوصول إلى أقرب مكان تتواجد فيه المياه .
في غالب الأحيان لا تستطيع الفتيات الذهاب إلى المدرسة وخاصة المرأة الريفية في اليمن لذلك تجد معدل الأمية في اليمن يساوي (62%) وهذا عامل يسهم إلى حد كبير إلى وجود عائلات ذات كثافة سكانية عالية.
يضيف سكوبل " إن في القرى النائية تجد بعض الأحواض ملوثة من قبل الحيوانات ومحبي السباحة لذلك المقيمين لا يقدرون على التمييز بين المياه النظيفة والمياه الملوثة ".
*المصدر / لوس انجلس تايمز
|