الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:13 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 06-أغسطس-2008
المؤتمر نت - فريد باعباد فريد باعباد -
هل نحن شعب اتكالي وغير عملي...!؟
نمتدح الحكومة أو النظام لانجازه بعض المشاريع الملموسة في أكثر من مكان في اليمن يغضب معارضوها وكارهو النظام .
نسكت ولا نعبر عن الحقيقة التي نراها على الأرض نحس بالضمير يلومنا ونتذكر المقولة الساكت عن الحق شيطان اخرس. .ولأننا عندما نشير إلى شأنا ايجابيا نعبر عن الفرحة والسرور . ونطالب بانجاز المزيد مثل ذلك هنا وهناك ليس غير ذلك .
ننتقد بعض الظواهر السلبية من إدارات الدولة. نجد من يسخر ويقول ويزعم أن كل الأمور في هذه البلاد أصلا هي سلبيه . ولا يوجد أي شي ايجابي يستحق النقد أو الاشاده . هكذا هو تفكيرهم . وهكذا هم يريدوننا أن نشير. فقط إلى سلبيات الدولة وليس إلى المجتمع . وكأن المجتمع لايصدر منه أية سلبيات . رغم أن أصل كل المظاهر السيئة أصلها صادر من الأفراد.

بلادنا مليئة بكل أشكال السلبيات والفساد والرشوة والتسيب فقط. ولا يوجد أي شئ يستحق الاشاده أو يستحق النقد والتصحيح
هكذا هم الناس هنا . والكثير من مثقفي شعبنا والكثير من البسطاء يريدوننا أن نقول هكذا فقط . هو تفكير شمولي فعلا
شعب تعود على نقد الحكومة والحاكم والدولة والنظام والرئيس. وكل شيء حوله ونسي أن ينتقد نفسه. فهو يحس بمتعه .
وقد يأتي متخصص في علم الاجتماع وعلم النفس ليقول انه نوع من التنفيس لدى المواطن اليمني. ربما ذلك وربما هي العادة
ومن سخرية العقول المتخلفة انك ( مثلا) عندما تشير إلى منجز الطرق في حضرموت في هذه الأيام على سبيل المثال يأتيك صوت نشاز ومريض ليزعم أن تلك الطرق من ثروة هذه المنطقة. وان بعضها من عمل التجار المغتربين. ناسيا هذا النشاز أن الحكام السابقين في العهد الماضي قبل الوحدة لم يستطيعوا انجاز ذلك أي كان مصدر التمويل . فلماذا إنكار ذلك !؟

والغريب أننا عندما نقوم بنقد بعض الظواهر السلبية الصادرة من المجتمع والتي تهيمن عليه وأصبحت عادة سيئة في سلوكه والتي لامست هيكل الوظيفة الحكومية الخدمية وقد أصبحت جزءا منها والوظيفة منها براء وظن البعض أنها جزء من القانون
أقول أننا عندما ننتقد ونرفض تلك السلوكيات يأتي نفر من المثقفين أو المدعين للثقافة ويحملون الدولة السبب في كل ذلك.

إن سلوك المجتمع والفرد وتعامله مع الآخرين هو انعكاس لشخصيته وليس للدولة أو القانون شأنا في ذلك إذا كان سلبيا .
لان الدولة والقانون الذي تشرعه في أي زمان ومكان لايمكن أن تؤسس للفساد والرشوة . هو المواطن الذي يشرعه ويعممه .
إن راتب الموظف أو الجندي إن كان منخفضا ليس مبررا له أن يستلم رشوه أو يكون فاسدا ويصب جام غضبه على الدولة والنظام
وهو الذي يذهب بنفسه ليصرف نصف دخله لشراء أوراق خضراء ليضعها في فمه ويلعن الدولة والظلام بعد انتها فترة النشوة
كنت في منتصف هذا الشهر متوجها بالسيارة التي استأجرتها من صنعاء إلى المكلا عبر البيضاء مارا بعقبة ثره( طريق الوحدة)
وفي طريقي مررت بنقاط تفتيش متعددة . إلى أن وصلت المكلا ومن ثم سيئون المحطة الاخيره لرحلتي في هذا الصيف .
ملاحظتي هنا على رجال المرور عندما وصلت إلى لودر أو موديه إذا لم اخلط في التسمية.

تراهم يقدمون لك التحية بعد السؤال مرفقة بأيديهم الممتدة بشكل غير مباشر وكأنهم يشحتون والقات يتطاير من أفواههم .
تلك الصورة أظنها وصلت إلى ذهن القارئ وفهم القارئ المقصد في تلك التصرفات والسلوكيات فهل للدولة علاقة في كل ذلك !؟
تلك عينة من موظف حكومي في موقع في أبين ولا أظن أن هناك من القراء من سيبرئ أو سيخلق عذرا لأصحاب تلك السلوكيات .
الصورة الأخرى من سلوكيات الأفراد والتي يجب أن ننتقدها مهما كانت الأسباب مصدرها هنا القطاع الخاص وليس الحكومي
في مستشفى خاص في سيئون . وفي غرفة الجراحة والتضميد كان ابني على السرير ممددا والممرض الوطني يقوم بقطع الجبس بالمنشار الكهربائي من قدمه لعمل أشعه للتأكد من التئام العظام. وعند قرب نهاية قطع جبس التجبير فإذا بهاتف الممرض النقال يرن وأنا واقف بجانبه
فجأة توقف الممرض عن العمل . وفي يديه قفازات التمريض واخذ يرد على المكالمة والتي فحواها محادثة سخيفة وسمجة

لااظننى احتاج إلى الكثير من مفردات اللغه لانقد مااقدم عليه ذلك الممرض في هذا الموضوع . صور سلبيه كثيرة نراها في كل مكان .
والمصيبة في هذا الوضع أن غالبية الأفراد تسكت عن هذه السلوكيات الفردية وكأنها تجيزها وان انتقدوها أرفقوها بتبرير الحالة الاقتصادية
ومن الأدهى والأمر في عقليات بعض من يدعون الثقافة أن تطلع على آرائهم مباشرة او عبر المنتديات وتصدم . بل هي فاجعه في ان تجد في تبريراتهم لأفعال وسلوكيات شنيعة كالعمل الإرهابي الذي حصل في سيئون رغم رفضه لكل من سمع به حتى لو كان ساكنا في المكسيك .
تلك السلوكيات والتصرفات من قبل المواطنين لا يجوز أن نحمل الدولة أو الاداره جراء من يقومون بها .
إننا يجب أن نقول الحقيقة أن كثير من التصرفات والسلوك المرفوضة هي من أفعالنا.
فيبدو أننا أصبحنا ننتقد أكثر مما نلام. ونتحدث أكثر مما ننتج . فهل نحن شعب اتكالي وغير عملي !؟


[email protected]





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر