المؤتمرنت-التقاها -محمود الحداد -
رئيسة نساء اليمن :الأحزاب تمارس النفاق السياسي وهيئة الفضية بدعة
الاهتمام بالمرأة يعتبر المرتكز الحقيقي للنهضة التنموية الشاملة في الوطن، ولذا وجب إشراكها في برامج التنمية لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال تمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً والارتقاء بها والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها والتمسك بالمبادئ والتعاليم الإسلامية التي تكرم المرأة والإنسان بشكل عام..
وفي اليمن مازالت المعادلة لم تكتمل فهناك عراقيل وقفت حجر عثرة أمام تمكين المرأة..
"اتحاد نساء اليمن" باعتباره منظمة مدنية يعبر عن قضايا المرأة وله خبرته ونشاطه في هذا المجال .
"المؤتمرنت" أثار قضايا كالتعديلات الدستورية والسجينات وتصريحات هيئة الفضيلة حول الكوته النسائية.. وغيرها من القضايا.. مع الأستاذة رمزية الارياني رئيسة الاتحاد العام لنساء اليمن.. وكانت هذه المحصلة:
إزالة الالتباس
* التعديلات الدستورية ظلت ومازالت تشغل بال الكثير من المهتمين.. فماذا كانت قراءة اتحاد نساء اليمن لها.. وهل قدم بشأنها تصوراً يصب لصالح المرأة؟
- اطلع الاتحاد على التعديلات ووجد أنه مازال يحتاج إلى تعديل آخروإضافة بعض الصياغات، وعلى ضوئها تم عمل لجنة مكونة من رئاسة الاتحاد والمكتب التنفيذي والدائرة القانونية لتقديم مقترحات الاتحاد حول مشروع التعديلات الدستورية، حيث قدمت اللجنة المقترحات في أكثر من (26) مادة تتضمن إضافة بعض التعريفات التي كانت مقتصرة من حيث الفهم فقط على الرجل.
وبعض المواد أحدثنا فيها تقديم أوتأخير أوإيجاز وتصحيح، أما الجزء الآخر من المقترحات فهو تأكيد نسبة 15٪ سواءً في مجلس النواب أو تشكيل الحكومة، ومجلس الشورى ووحدات السلطة المحلية، وكذلك تمثيل المرأة في القضاء والنيابات.. وفي حالة لم تتحقق النسبة يتم التعيين من قبل رئيس الجمهورية.. وغير ذلك من المقترحات، والتي نهدف من ورائها إزالة أي التباس بعد الدستور كونه استحقاقاً قانونياً يتم وضعه لفترة زمنية طويلة وتبنى على ضوئه الأنظمة واللوائح والقوانين وتعمم على أنحاء البلاد.
*المراقب للمنظمات المدنية يظن أن المرأة اليمنية تتقدم على مثيلاتها في الدول المتقدمة.. إلاّ أن من يقترب منها يجد أنها ظاهرة صوتية لم تحقق شيئاً للمرأة خاصة الريفية..؟
- قد يكون في كلامك بعض الصحة إلاّ أن من الأهمية بمكان عدم إغفال الظرف المجتمعي لليمن ، فليس كل نشاط يجب أن نلمس المردود منه مباشرة.. لأن المسألة مرتبطة بمدى ثقافة المجتمع ووعيه تجاه ما يتقبله من أفكار.
ولابد أن نؤمن بأننا بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين حتى نصل إلى ما نريد كمنظمات مدنية وكدولة.
إضافة إلى أن ضغوط الحياة المعيشية وتدني مصادر الدخل كل ذلك يفاقم من الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمعات.. ولهذا فالدور الملقى على المنظمات المدنية المهتمة بقضايا النساء سيكون صعباً إزاء الظروف التي يعيشها مجتمعنا اليمني.. ومهما كان فأن نعمل خير من ألاّ نعمل..!
دليل وجود
* لكن قد يكون العمل بهرجة إعلامية لاتسمن ولا تغني من جوع.. ولكي لا نذهب بعيداً فأمامنا نموذج اتحاد نساء اليمن.. فهناك من يشير إلى أن أنشطته صورية، ومشاريعه شبه فاشلة؟
- تبتسم: الإشارة التي تقول عنها نعتبرها ظاهرة صحية، وهي دليل على وجودنا، وعلى كلٍّ هذا مجرد رأي واختلاف الآراء نعمة من الله، وكنت أتمنى من الإشارة التي بنيت عليها سؤالك أن توضح أين هي هذه الأنشطة الصورية التي يقدمها اتحاد نساء اليمن.. لكن لاضير أن أقدم للقارئ ولكل من التبس عليه من يعمل ومن لا يعمل.. ماذا عمل ويعمل الاتحاد وما يتطلع إليه مستقبلاً:
فقد سعى الاتحاد وفروعه ومنذ إنشائه وحتى الآن إلى النهوض بأوضاع المرأة وإعداد الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمشاريع الهادفة إلى تحسين وضعها المعيشي والتعليمي والاقتصادي ومساهماتها وذلك بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المانحة وبتعاون المؤسسات الحكومية.. ولأن تعليم المرأة يعكس المستوى الحضاري للمجتمع ويلعب دوراً بارزاً في المشاركة الفاعلة للمرأة في التنمية، فقد كان من أهم أولويات الاتحاد مناصرة تعليم الفتاة ودعم قدراتها لتعليم مهارات العصر وتعليمها المهارات التكنولوجية حتى تتمكن من مواكبة العصر ورفع الوعي المجتمعي بأهمية مسايرة السرعة المعلوماتية وبأهمية وقاية الجيل من التخضرم الحضاري وتدريب النساء على التفاوض لفض النزاعات، وعلى الإدارة الحديثة والتشبيك وإدارة الحملات الإعلامية، وقد استطاعت 32 امرأة من قيادات اتحاد نساء اليمن الفوز في الانتخابات المحلية من إجمالي 38 متقدمة، حتى أن المرأة الوحيدة التي فازت من الحزب الاشتراكي هي من قيادات اتحاد نساء اليمن..
ولدينا الكثير من الأعمال التي نشعر أننا من خلالها قد أسدينا خدمة لوطننا ، ولا يهمنا أن تتحدث عننا وسائل الإعلام .
تهم كيدية
* إذا نأتي إلى موضوع السجينات ماذا قدم الاتحاد بالنسبة لهن ؟
- الاتحاد يشرف على كل السجينات في المحافظات التي توجد بها سجون خاصة بالنساء.
* ما هي هذه المحافظات وكم عدد السجينات في كل محافظة؟
- يشرف الاتحاد على السجينات في كل من محافظات صنعاء وعدد السجينات وفقاً لآخر إحصائية الأسبوع الماضي وصل إلى 60 سجينة، وفي عدن 30 سجينة، وحجة 20، وتعز 20، والحديدة 25، وإب 15، وذمار 11، وصعدة 9، وحضرموت سجينتان فقط ،وهذه الإحصائية غير مستقرة .
كما أن أغلب المسجونات صوماليات وحبشيات، وتتراوح قضاياهن بين الجنائية والشخصية وقضايا الشرف، ومن المؤسف أن هناك تهماً كيدية ضد بعض الفتيات المسجونات وبمجرد دخولها السجن يتخلى عنها أقرب الناس إليها إضافة إلى أن المجتمع ينبذها، وتظل وصمة العار تحاصرها حتى بعد خروجها من السجن.
* ما دور الاتحاد أمام مثل هذا الوضع المأساوي الذي تمر به السجينة سواءً داخل السجن أو عند خروجها منه؟
- من هذا المنطلق عمل الاتحاد في محافظة عدن على عمل حجز قانوني من خلاله يتم حجز الفتاة المتهمة حتى يتم التأكد من تهمتها، فإذا ثبتت التهمة دخلت السجن وإن لم تثبت ترجع إلى أهلها.
وبالنسبة للسجينات اللواتي تثبت تهمتهن فلدى الاتحاد الكثير من البرامج معهن حيث استطاع أن يقيم مستوصفاً نفسياً في سجن تعز وبرنامج الحماية القانونية والمناصرة والذي يعد من أنجح المشاريع القائمة في اليمن ويغطي محافظات الجمهورية من خلال تقديمه العون القضائى والتوعية المجتمعية حول الحقوق القانونية وتقديم الخدمات للسجينات خلال المرافعة، بمعنى أن الاتحاد سخَّر محامين ومحاميات يترافعون عن السجينات مجاناً في مشروع الاتحاد بمحافظات الجمهورية، كما يسعى الاتحاد إلى تقديم أوجه الدعم والتوعية للسجينة في المهارات الحياتية وفي محو الأمية وفي الإرشاد الديني.
تضخيم إعلامي
* هناك تهويل إعلامي مفاده: ارتفاع جرائم الشرف في اليمن.. ما صحة ذلك؟
- من المؤسف جداً جداً أن يقف وراء هذا التهويل من هن من بني جلدتنا نحن اليمنيات، ومهما كانت الأهداف من هذا التهويل فإن الإساءة للمرأة اليمنية ولشرفها مرفوض رفضاً قاطعاً..
ولكي نقترب من الحقيقة فمن خلال التحري عن السجينات وجرائم الشرف في الدول العربية وجدنا أننا في اليمن الأفضل وأقل نسبة لجرائم الشرف.
ومن خلال دراسة ميدانية قام بها الاتحاد حول هذه القضية- التي تمادت البعض من الناشطات في تضخيمها-.. الدراسة لم تنكر حدوث مثل هذه الجرائم وإنما أثبتت أنها بسيطة جداً ونسبتها لا تتعدى بالكثير 2٪ في المحافظات التي يوجد بها سجون نساء.
أما في المحافظات الأخرى فقد وجدت الدراسة عدم وجود سجون نساء بها لأن نسب الجريمة فيها صفر سواءً أكانت جرائم الشرف أو غيرها.
كما أن الدراسة وجدت أن بعض المحافظات، كان العرف القبلي فيها لصالح المرأة.
وفيما يتعلق بمشاريع الاتحاد في السجن فيما يخص جرائم الشرف فقد حرص على عمل حضانة للأطفال وأمهاتهم في السجن المركزي بصنعاء وهذه الحضانة مزودة بأفضل الوسائل الممكنة وقد زارها الملحق الثقافي للسفارة الأمريكية وأبدى ارتياحاً تجاه البيئة الآمنة للسجينات وأطفالهن في الحضانة.
دار إيواء للسجينات
* وماذا يقدم الاتحاد للنساء الخارجات من السجن؟
- الاتحاد قام ببناء مشروع دار الإيواء لتأهيل وتدريب النساء السجينات والمعنفات ونحن بصدد افتتاحه الشهر القادم، بحيث يقدم للنساء اللواتي لا يتقبلهن المجتمع بعد خروجهن من السجن وكذلك المعنفات، وقد تم توفير مستشارين نفسيين وقانونيين وصحيين في الدار، كما أنه سيكون مفتوحاً لجميع الفتيات اللاتي يردن التدريب والتأهيل في مجال تعلم اللغة الانجليزية أو الكمبيوتر.. ويطمح الاتحاد- بالنسبة للنساء المعنفات والسجينات اللواتي خرجن من السجن بعد خضوعهن لدورات تدريبية- أن يقوم بتوظيف النساء الأميات في شركات ومؤسسات كفراشات ومراسلات بحيث يبقى الدار مأوى لهن، أما بالنسبة للمتعلمات فيشجعهن على مواصلة تعليمهن ومن ثم البحث عن وظائف لهن في مختلف قطاعات الدولة.
انتشار غير مدروس
* على الرغم من انتشار 160 مركزاً لاتحاد نساء اليمن إلاّ أنه انتشار غير مدروس ولا موجه، بدليل تواضع نسب الانجاز ،كما أن مخرجات التدريب غير مجدية لعدم وجود مشاريع تعنى بمرحلة ما بعد التدريب؟
- الاتحاد يحرص على تقييم أنشطته بين الحين والآخر وذلك للوقوف على السلبيات لتصحيحها وتجاوزها، وعلى الايجابيات لتدعيمها.
ومن خلال الزيارات الميدانية وتقارير الفروع وجدنا أن بعض المراكز التابعة للاتحاد تعثرت ولم تحقق الأهداف المرجوة لأسباب منها :عدم وجود دراسات جدوى لهذه المشاريع وعدم صيانة أصولها إضافة إلى أن بعضها تحولت من مشاريع مدرة للدخل إلى مشاريع تدريبية، ناهيك عن غياب الرؤية في التوسعة وضعف جانب الرعاية والترويج للمشروع وعدم اختيار الموقع المناسب.. كما أن من أسباب التعثر ضعف الجانب الإداري والمالي والجانب المهاري بالنسبة للعاملين فيها.
أكثر تقرُّباً من الحكومة
* ما علاقة الاتحاد باللجنة الوطنية للمرأة.. وأين مكامن الاتفاق ونقاط الاختلاف؟
- اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة كلٌّ له عمل خاص به، فاللجنة مهمتها مناصرة ورسم سياسات كونها حكومية، والاتحاد منظمة مدنية يعمل مع كل فئات المجتمع من خلال العديد من البرامج التربوية والتدريبية والتأهيلية.. وتبقى الوجهة الواحدة التي نسعى إليها هي تمكين المرأة من كل حقوقها..
^ لكن هناك من يقول إنكم أكثر تقرباً من الحكومة؟
- .. نحن نفتخر أن بيننا شراكة حقيقية بين الاتحاد وبين جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.. فهذه الشراكة تساعد على نجاح التنمية وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الذي يشدد على أنه لن يكون هناك دعم للعالم الثالث ما لم يكن هناك شراكة حقيقية بين الدولة والمنظمات المدنية والقطاع الخاص، وتنفيذاً لهذه الدعوة فالاتحاد يترأس شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية ولديه مكاتب في وزارة التخطيط وهو شريك وعضو أساسي في رسم السياسات وفي اللجنة الفنية في الوزارة كما ساهم في إعداد الخطة الخمسية والمراقبة على تنفيذها.. وهذا هو البرهان للأمم المتحدة والعالم بأن الدولة تعمل ضمن شراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والحكومة.
و أستغرب من تفكير البعض الذين يعتقدون أن المجتمع المدني يجب أن يكون معارضاً للدولة وضدها في سياساتها التنموية.. فهذا ليس في صالح التنمية.. ونحن يمنيون ،والدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص يجب أن يهدفوا جميعاً إلى تنمية البلد.. وإذا لم يكن بيننا وبين الدولة شراكة فإننا لن نستطيع التمكن من تقديم أبسط أوجه الدعم للمجتمع مثل دعم السجينات والدفاع عن قضاياهن أو تنفيذ العديد من الحملات التوعوية..
وإذا كان الاتحاد قد ناضل من أجل تبوء النساء مناصب قيادية على مستوى اتخاذ القرار وعلى خلق شراكة بينه وبين المجتمع المدني والحكومة لتنفيذ ومتابعة مشاريع تنموية فإنه استطاع أن ينفذ إلى العالم العربي ويجمع شمل البيت النسائى العربي ويعيد وحدة اتحاد النساء العربي ويجعل مقر اتحاد نساء اليمن مقراً للاتحاد العربي وأن يكون مستشاراً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة بدرجة تميُّز ومراقباً في الجامعة العربية وكذا عضواً في منظمة الأسرة العربية وكذلك مع منظمة »كير« العالمية ومنظمة »اكسفام« البريطانية واليونسيف ومجلس الأمم المتحدة للنشاط السكاني.
هيمنة ذكورية
* هناك مجالات عمل مازالت خاضعة تقليداً لهيمنة الذكور كالاشتغال في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والصناعات الحديثة وأعمال الصيانة الالكترونية والميكانيكية والعمل في مجال الشرطة والأمن.. ما دور الاتحاد لتشجيع النساء على اقتحام هذه المجالات؟
- هذه المجالات التي أشرت إليها.. كانت مصنفة للذكور وذلك في الماضي إلاّ أن من يمعن النظر في الهيئات والشركات والمؤسسات ذات العلاقة بالمجالات المذكورة يجد أن المرأة بدأت تجد لها موضع قدم وقد تمكنت من الوصول إليها وأثبتت أنها جديرة بهذه الأعمال وليست عصية عليها، فلدينا الآن قاضيات ومحاميات ومهندسات وشرطيات وغير ذلك.. والاتحاد يحرص إزاء ذلك على تهيئة المجتمع لتقبل عمل المرأة في هذه الأعمال التي كانت محصورة على الرجال فقط.
بدعة
^ برأيك هل هناك ثقافة معادية للمرأة في اليمن ؟
- لا أؤمن بأن لدينا ثقافة معادية للمرأة، بالعكس هناك احترام.. حتى وإن كان هناك التباس وخلط بين الموروث الثقافي والدين فمازال هناك احترام للمرأة، وهي في بعض المناطق الآمرة الناهية وقد كانت المرأة اليمنية حتى الثمانينيات كاشفة الوجه وتحظى باحترام المجتمع.
* إذاً كيف ينظر الاتحاد إلى هيئة الفضيلة التي دشنت أول لقاء لها منتصف الشهر الجاري بإصدار كتيب عن الكوتا النسائية يعارض بشدة مسألة التمكين السياسي للمرأة اليمنية؟
- قيادات وقواعد اتحاد نساء اليمن تابعت باستياء بالغ البدعة التي ابتدعتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواءً في تصريحاتها أو ما جاء في الكتيب المسمى الكوته النسائية.. والاتحاد يستنكر ويدين بشدة ما صدر عن العلماء الأفاضل من افتراء وتشويه لدور المرأة المسلمة.. والتقليل من قيمة وأهمية الدور العظيم الذي تقوم به المرأة في الحفاظ على دينها وعفافها.. وكان الأحرى بالعلماء الأفاضل أن يفرقوا بين الموروث الثقافي وبين الدين وأن يقرؤوا النصوص القرآنية ويفسروها بمنأى عن ذلك الموروث الذي يقلل من قيمة المرأة ليدركوا أن التعاليم الإسلامية تؤكد على المساواة بين الرجال والنساء كما أن لها الحق بالمشاركة في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فنساء المؤمنين بايعن الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" في مكة- بيعة العقبة الكبرى- وهاجرن مع المسلمين وشاركن في الحروب.
وعلى علمائنا أن ينصفوا المرأة وأن يتخذوا من الآيات الواضحة والأحاديث الصحيحة فتواهم تجاه المرأة وعليهم التأني في كتاباتهم حتى لا يقذفوا النساء المسلمات المحصنات العفيفات.
* من وجهة نظركِ ماهي التشريعات التي مازالت حجر عثرة أمام المرأة؟
- بصراحة لدينا قوانين عادلة للمرأة وكذلك الرجل ولكن المشكلة تكمن في التطبيق.. والمرأة مازالت تتطلع إلى تشريعات تخص قانون الجنسية والقانون الدبلوماسي وقانون الطلاق التعسفي وقانون السن الآمن للزواج، وكذلك قانون الدية الذي لم يبت بشأنه في مجلس النواب..
وللأهمية فالاتحاد يسعى إلى إيجاد مخرج شرعي بالنسبة للمرأة المطلقة التي تطلقت من رجل قضت معه وقتاً طويلاً واستطاع أن يتبوأ خلال تلك الفترة مكانة عالية، فإن للمرأة حقاً فيما يمتلكه زوجها..
غياب القارئ
* لدى الاتحاد وحدة دراسات وبحوث.. ماذا قدمت هذه الوحدة؟
- هناك العديد من الدراسات الميدانية التي ركز عليها الاتحاد مثل أمية النساء، المعنفات، وفيات المواليد، الزواج المبكر للفتيات، تسرب الفتيات من المدارس.. وغيرها من الدراسات التي من شأنها تحديد الاحتياجات لاستئصال الظواهر المجتمعية السلبية، واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة.
* أين الإصدارات التي تعنى بقضايا المرأة.. ولماذا لا توجد مراكز بحثية تعنى بهذا الجانب؟
- أولاً أين إصدارات الرجل حتى تتحدث عن المرأة.. مشكلتنا واحدة.. فالمرأة والرجل يعانيان نفس المعاناة.. وعدم وجود إصدارات يرجع لعدم وجود قارئ، لأن القوة الشرائية للمادة العلمية في اليمن قليلة جداً.. كما أنه لا يوجد قارئ في مجتمعنا اليمني.. ولعل الأمية وغلاء المعيشة وقلة الدخل تقف وراء هذا العزوف.
* أخيراً.. ما موقف الأحزاب من المرأة.. هل نصرتها أم خذلتها؟
- من خلال الانتخابات السابقة وجدنا أن الأحزاب مزدوجة الشخصية تقول عكس ما تمارس، وتظهر دائماً في موسم الانتخابات وقبل الانتخاب بيوم تخذل المرأة، وتتنصل عن وعودها، وتجسد بذلك السلوك أنصع الصور للنفاق السياسي..
لكن هناك أملاً في الانتخابات النيابية القادمة خاصة في ظل مواقف القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس نحو تمكين المرأة وإصراره على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يشدد على تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً بنسبة 15٪ في قطاعات الدولة.