الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:25 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 15-أغسطس-2008
المؤتمر نت - د/ سعاد سالم السبع د/ سعاد سالم السبع -
هيئة لمكافحة الحزبية في المؤسسات التعليمية
إذا أردنا أن نبني جيلا وطنيا نقيا قويا بالعلم والمهارات قادرا على مواجهة تحديات العولمة ونتائجها فلابد أن نعيد النظر في ممارساتنا الظاهرة والخفية في المؤسسات التعليمية ...

نعم نحن نعرف أن الحزبية ليست من المحرمات، لكنها ينبغي ألا تظهر أو تؤثر في العملية التعليمية ، لأن العملية التعليمية هي خطة لبناء إنسان قادر على بناء وطن لكل الأحزاب وليس لحزب معين ....

لو أننا نقتنع ونتفق على أن الوطن للجميع، وأن منتسبي المؤسسات التعليمية هم من أبناء كل الأحزاب، وان المؤسسات التعليمية هي مؤسسات تعد كوادر علمية لكل الأحزاب لأعدنا التفكير في كثير من ممارساتنا داخل المؤسسات التربوية والتعليمية ..

ماالذي سيفيده طالب العلم أيا كان انتماؤه حينما يحضر للمؤسسة التعليمية لتأهيله لمواجهة الحياة وتحمل المسئولية فيجد أن كثيرا من التربويين يقضون أكثر من نصف الوقت في استقطابه لحزب معين في القاعات الدراسية ؟ !! وليت أن هذا الاستقطاب يتم بناء على عرض برامج حزبية ومناقشتها ووضع مقترحات لتطويرها !! أو على عرض وقائع يومية بظروفها الواقعية دون إضفاء مؤثرات صوتية وحركية تنمي التدخلات الحزبية!!! ولكن الاستقطاب يتم بأسلوب يظهر الجهل بمعنى الحزبية في بلادنا، فأسهل أسلوب لاستقطاب الطلبة لحزب معين هو إظهار هذا الحزب بصورة المنقذ الإلهي، والحل الوحيد لخلاص البلاد والعباد من أزماتهم، والتفتيش في سوءات كل حزب وعثراته ، وتغييب منجزاته ،واستخدام نماذج سيئة للتدليل على منتسبيه، بهدف التحقير من شأنه، أو تأليب الناس عليه وكأن مكونات الأحزاب المستهدفة بالتشهير ليست من البشر الذين فيهم الصالح والطالح ..ليس هذا فحسب بل يتم الاستقطاب من بعض الحزبيين التربويين بالإصرار على غرس ثقافة الكراهية للحزب الآخر، متناسين أن نتائج هذا التوجه إن لم تثر فتنة في البلاد في المستقبل ،فلن تمكن المتخرجين من هذه المؤسسات من الانشغال بالتنمية، بل سوف يكرسون جهودهم بعد التخرج للتفكير في أساليب انتقامية ممن يختلفون معهم في الفكر والرؤية كيفما كانوا حتى وإن كانوا من أحزابهم... لذلك ينبغي أن نفكر في وسيلة تحمي أبناءنا من خطر الحزبية في المؤسسات التعليمية ...

ولو بدأت الجامعات اليمنية بتطبيق هذه الحماية بتكوين هيئة لمكافحة الحزبية داخل الجامعات ، فربما نصل بهذه الجامعات إلى مستويات الاعتماد الأكاديمي والجودة العالمية، وبخاصة أننا بعد سنوات إذا لم نعد النظر في التعليم الجامعي فسوف تصبح شهادات جامعاتنا أوراقا للسندوتشات في مطاعم الفول والطعمية، فالعالم لن يعترف مستقبلا بشهادات تخرج طلابا لا يجيدون إلا الشكوى والتذمر من الوضع الراهن دون الاقتراب منه واقتحام مشكلاته ..

وقبل تكوين هذه الهيئة ينبغي على أساتذة الجامعة من كل الأحزاب أن يفكروا في بناء ميثاق شرف فيما بينهم يحرم إظهار الحزبية في العمل الجامعي ، وأن يجردوا أنفسهم ولغتهم وأمثلتهم وإيحاءاتهم وكل ممارساتهم التدريسية والتواصلية داخل أو خارج قاعات الجامعة مع زملائهم ومع الطلبة من أي شيء ينمي أو يوحي بتنمية اتجاه إيجابي أو سلبي تجاه حزب معين....

يفترض أن تكون الجامعات مصنعا للقدرات الوطنية التي تعمل لصالح الوطن وبناء خطط التنمية التي تنقل الوطن من عصر الأزمات والمكايدات الحزبية إلى عصر تخطيط وإدارة الموارد المتاحة فيه، وتنمية الفكر المؤسسي هذا ما نحن محتاجون إليه في عصر العولمة

فهل فينا من يناصر فكرة إنشاء هيئة مكافحة الحزبية ؟؟؟ وبخاصة والفرص متاحة في ظل ديموقراطية إنشاء الهيئات المختلفة؟!!!
كلية التربية – جامعة صنعاء

[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر