المؤتمرنت – حضرموت -
المرأة اليمنية في كتابات المرأة الغربية
أوضح الدكتور مسعود سعيد عمشوش أستاذ الأدب العام والمقارن المشارك بكلية الآداب جامعة عدن أن الغرب اهتم كثيراً باليمن وحضرموت على وجه الخصوص نظراً لعمقها التاريخي والحضاري وانفتاحها و حضورها الفاعل وتأثيرها الفكري على واقع الحياة في بعض أهم دول العالم وبخاصة التي تتركز وتكثر فيها الجالية الحضرمية الأمر الذي دفع بالعديد من حكومات تلك الدول إلى إيفاد ودعم الباحثين والرحالة وغيرهم على التوجه إلى حضرموت واليمن في مختلف الصور و المهام في محاولة لتغلغل إلى أعماق هذا المجتمع المؤثر في حياة تلك الشعوب .
وتطرق في محاضرة بمركز ابن عُبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون بمحافظة حضرموت إلى دور المرأة في صناعة هذا الواقع فقد كان لابد من معرفة عالمها الخاصة ولا يمكن ذلك إلا من خلال امرأة مثلها تخترق ذلك المحيط المحصن ولذا وصلت إلى اليمن وحضرموت العديد من الأوربيات .
ومن أبرز هذه الشخصيات ثلاثة نساء وهن فريا ستارك الإنجليزية التي قدمت إلى حضرموت وإيفا هوك الطبيبة الألمانية التي أقامت مابين تعز وشبام وقد ذكرت إعجابها بمدينة سيؤون والحركة الثقافية والفكرية والحياة الاجتماعية والاحترام المتميز للمرأة فيها وكلودي فايان الطبيبة الفرنسية صاحبة كتاب كنت طبيبة في اليمن التي عاشت في صنعاء والمدافعة بقناعة عن الزواج المبكر وكذا تعدد الزوجات و تشفق كثيراً على تعاسة بنات الغرب لتأخر زواجهن .
وتتلخص صورة المرأة اليمنية في كتابات هذه النسوة من واقع تغلغلهن في المجتمع وحرصهن على رصد كامل لواقع الحياة الأمر الذي لم يتمكن منه الرحالة الغربيين لتدين المجتمع ومحافظته على عاداته وتقاليده الراسخة فأطلقن العنان للوصف والخيال واستخدمن في ذلك أساليب فنية متعددة الألوان و مشوقة وعلى الرغم من أن تلك الكتابات تعد من أدب الرحلات أو مذكرات شخصية إلا أنها كانت أيضا بمثابة تقارير رسمية لحكوماتهم ويتأكد من خلالها دور الخطاب السياسي .
ويعد الدكتور مسعود سعيد عمشوش أستاذ الأدب العام والمقارن المشارك بكلية الآداب جامعة عدن من المتخصصين اليمنيين القلائل في الأدب الفرنسي ومن المهتمين بمؤلفات المستشرقين والرحالة الغربيين الذين توافدوا على اليمن في فترات مختلفة وقد ترجم المحاضر فيما سلف العديد من مؤلفاتهم وهذه المحاضرة عبارة عن بحث ومشروع كتاب مفصل لقرأته في عدة كتب لثلاث غربيات من جنسيات مختلفة قدم إلى اليمن في مهام متقاربة في فترة ما بين 1930 ـ 1957 تقريباً .