المؤتمر نت – الخليج - أنباء متضاربة حول الانسحاب من جورجيا أشهرت موسكو اتفاقية “منظومة الدفاع الجوي الموحدة” التي يجري الإعداد لها مع بيلاروسيا، في وجه الدرع الصاروخية الأمريكية، وتضاربت الأنباء حول انسحابها من جورجيا وموعد انتهائه، بينما أبدت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا تصميماً على الانفصال، في وقت أعربت “إسرائيل” عن قلقها من إعلان موسكو عزمها تزويد سوريا بأسلحة جديدة.
قال السفير الروسي في عاصمة بيلاروسيا، مينسك، الكسندر سوريكوف، أمس، إن الاتفاقية الروسية البيلاروسية الجاري إعدادها الآن بشأن منظومة الدفاع الجوي الموحدة، قد تصبح رداً مناسباً على نشر الولايات المتحدة لعناصر من منظومتها المضادة للصواريخ في أوروبا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن سوريكوف قوله في مؤتمر صحافي عقده في مينسك “يدور الحديث عن إنشاء منظومة الدفاع الجوي الروسية - البيلاروسية المشتركة منذ عام ،2001 أي قبل طرح فكرة نشر عناصر من المنظومة الأمريكية في تشيكيا وبولندا. ومن المحتمل أن تتضمن الاتفاقية عناصر رد مناسب على المنظومة الأمريكية”.
وتحاشى سوريكوف تحديد نوع أنظمة الدفاع الجوي التي يراد نشرها في أراضي بيلاروسيا، وقال “إن الحديث يدور عن إنشاء منظومة للدفاع الجوي على قاعدة تضم أنظمة الدفاع الجوي في بيلاروسيا ومقاطعة كالينينغراد وبعض المناطق الروسية الأخرى وعن القيادة العامة لقوات الدفاع الجوي. وبعدها سيتم تحديد الوسائل التي ستستخدم لأغراض الدفاع الجوي”.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية للأنباء نقلا عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الأطلسي قوله، أمس، إن وزارة الدفاع الروسية جمّدت مؤقتاً التعاون مع الحلف في انتظار قرار من الكرملين بشأن العلاقات في الأجل الطويل.
لكن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أدلى بتصريح تطميني إذ قال إن مستقبل علاقات بلاده مع منظمة “الأطلسي” يتوقف على كيفية اختيار الحلف الغربي التصرّف. وأضاف “لا نخطط لصفق الباب في وجههم، لكنهم لا يبقون الباب مفتوحاً أيضاً.. إذا كانت هذه الأولويات تتحرك باتجاه دعم نظام (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي المفلس، وإذا كان السعر الذي هم على استعداد لدفعه هو قطع العلاقات مع روسيا، فهذا ليس خيارنا”.
وفي شأن الأزمة مع جورجيا صرح قائد القوات الروسية في المنطقة بأن عودة كامل القوات الروسية الإضافية التي أرسلت الى هناك لدعم قوات حفظ السلام في اوسيتيا الجنوبية لن تنتهي قبل عشرة أيام، بحسب وكالة انترفاكس. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد تعهد بإعادة كافة القوات الروسية الى مواقعها اليوم الجمعة.
وقال قائد سلاح البر الجنرال فلاديمير بولديريف “ستحتاج حوالي عشرة أيام للعودة ضمن ارتال الى مواقعها الأصلية، والتحرك بنظام على الأراضي الروسية مروراً بأوسيتيا الجنوبية”.
غير أن وزير الدفاع اناثولي سرديوكوف أعلن أن الانسحاب يكتمل اليوم.
وأعلن رئيس أوسيتيا الجنوبية أدوارد كوكويتي أنه أعد وثيقة نداء إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ومجلس الفيدرالية الروسي ورؤساء الدول الأخرى، يطلب فيه الاعتراف باستقلال جمهوريته عن جورجيا. ونقلت “نوفوستي” عن كوكويتي في اجتماع جماهيري في العاصمة تسخينفالي “أنا أعددت وثيقة نداء إلى الرئيس الروسي ومجلس الفيدرالية الروسي ورؤساء الدول الأخرى، طلبت فيه الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية”.
وكان الرئيس الأبخازي سيرجي باجابش قال في وقت سابق، أمس، إن بلاده أرسلت نداء إلى روسيا ناشدتها فيه الاعتراف باستقلالها. وتجمّع حوالي 47 ألف شخص في العاصمة الأبخازية سوخومي، دعما لهذا النداء.
لكن أوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، تأخذ منحى آخر، حيث ألقت رئاستها اللوم على روسيا في النشاطات المتزايدة التي قالت إنها مناهضة لها، مشيرة إلى أن روسيا تحاول إعادة حجم “التدخلات في الشؤون الداخلية لأوكرانيا إلى المستوى الذي كانت عليه في الانتخابات الرئاسية عام 2004”.
من جانبها، قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” إن على السلطات الجورجية والروسية اتخاذ تدابير طارئة لحماية السكان المدنيين في القرى الجورجية من القنابل العنقودية التي “خلّفها الهجوم الروسي على جورجيا”.
|