المؤتمرنت: ترجمة -عماد طاهر* -
رحلة إلى العربية السعيدة
رحلة في الفضاء لكنها أيضاً رحلة في الزمن ، هذا ما لخصته من قراءة الكتاب الذي نشر مؤخراً بعنوان ( رحلة إلى العربية السعيدة ) من تأليف جون دولاروك الذي قامت بنشره دار ( لاترن ماجيك ) ( الفانوس السحري ) التي تتخذ من مدينة بيزانسون الفرنسية مقراً لها .
تقول أوديل ( إنني مفتونة جداً ) بموضوع هذا الكتاب الذي يسرد قصة رحلة السفينة الحربية الفرنسية ( سانت مالو ) التي أبحرت لأول مرة بحثاً عن البن في اليمن بشكل مباشر وذلك لتقوم بجلبه إلى فرنسا في أوائل القرن الثامن عشر.
ففي المقارنة مع الروايات الأخرى للسفر التاريخي التي كتبت في ذلك العصر مركزةً في مضمونها على علاقات السفر و أيضاً على الرسائل واللقاءات الرسمية مع جزء كبير من أفراد الطاقم .
لقد كان نص هذا الكتاب، من أوله، مرن بشكل كبير دون التطرق إلى التفاصيل المملة والتي لا فائدة منها.
إنه كتاب كامل بكل ما في الكلمة من معنى ركز على رواية السفر والعلاقات الدبلوماسية والحياة المعاشة هناك .
فعندما وصل طاقم السفينة إلى ميناء المخا والذي كان آنذاك مركز البيع الرئيسي للبن اليمني . اضطر طاقم السفينة أن يبقى سنة كاملة بانتظار موسم المحصول التالي لأن الوقت الذي أتوا فيه لم يكن وقت جني الثمار للبن ولم تكن اليمن آنذاك قد انضمت إلى جناح الجو .
لذلك توجب عليهم أن يبحروا ما يقرب من عام مع الإرساء هنا وهناك حسب القائمة لينتظروا دورهم بالإضافة إلى التمهيد الذي أضفى على السفينة المعنية انضباط فهذا السعي وراء البن اليمني كان في ذلك العصر لندرة البن اليمني في العالم.
فهذا الكتاب يتضمن قصة أول رحلة قامت بها السفينة من عام 1708 إلى عام 1710م التي أطلق على رحلتها الثانية " رحلة من المخا إلى بلاط ملك اليمن " وهي الرحلة التي قام بها طاقم السفينة إلى بلاط الملك اليمني عام 1711 -1713 م أيضاً لتوقيع المذكرة المتعلقة بشجرة البن وثمارها.
علماً أن هذا الكتاب نشرته دار ( لاترن ماجيك ) والتي تأسست عام 2005م في مدينة بيزانسون الفرنسية والمتخصصة بطبع روايات السفر فقط
من قبل" إيريك بوا" مؤسس هذه الدار.
الكتاب يتكون من (206) صفحة ويباع في فرنسا بسعر (17) يورو ويعتبر هذا الكتاب ( كتاب الصيف ) لهذا الأسبوع .
المصدر/ .macommune.info