عمر عبرين -
من يقرر دخول الجنه ؟!!
منذ أن بدأ مسلسل الهجمات والتفجيرات الارهابيه التي تعرضت لها عديد من دول العالم بما فيها اليمن ، لم يلحظ أي فرد عاقل حصول منفذيها على مردود ايجابي يمكن التأويل عليه كمبرر لاستمرار تلك الهجمات والتفجيرات ، سوى ازهاق ارواح المدنيين الآمنين وتخريب ممتلكاتهم ، الى جانب ارواح منفذيها ممن يسمون أنفسهم بالاستشهاديين .
ونظرا لكون الشهاده أعلى مراتب الجنه بعد الأنبياء ، فاني هنا أتسائل عما اذا كان لأحد غير الذات الالهيه ، الجزم بفوز شخص ما بالجنه او الحكم على الآخر بالنار ؟
والاجابه بطبيعة الحال يعلمها الجميع ، ولاأعتقد أن يختلف عليها حتى من لايمتلكون مثلي حق الفتوى ، او العلم الوافي بامور الفقه والأحكام .
اما اذا كانت الاجابه نعم ، فما معنى اذا استمرار خاتم الأنبياء الدعاء لله طوال حياته ، بتثبيت قلبه على الايمان ، ودوام استغفاره (ص) من كل ذنب ، وهو المعصوم عن الوقوع فيه .
ومامعنى حصر سيد البشر ، الذي لاينطق عن الهوى ، وبوحي من الله ، المبشرين بالجنه قبل مماتهم في عشره أشخاص فقط ، ولم يُضمن او يُلحق بتلك البشاره الأكيده ، من استشهدوا من الصحابه رضوان الله عليهم في الغزوات التي عاصرها سيد الخلق ، وترك تحديد أمر من سيفوز منهم بالجنة للخالق (وحده) العالم بمن قاتل في سبيل اعلاء كلمته ومن قاتل دون ذلك ، رغم يقينه (ص) ويقين جميع المسلمين من بعده في الله بأن يجزي الجنه من قدم حياته قربانا في معارك بطوليه مباشره ضد الخارجين عن الاسلام او للدعوة اليه ، والبعيده عن المدنيين الآمنين حتى من غير المسلمين ، لتأكيد خُلق الاسلام وسماحته .
ومامعنى أيضا قول ثاني الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين العشره ، سيدنا عمر بن الخطاب ، بأنه لايأمن دخوله الجنه طالما واحدى قدميه بداخلها والاخرى خارجها .
ومامعنى كذلك ، حكم الله في رجل قتل مائة نفس ، بأن أدخله الجنه ، لعلمه وحده جل شأنه بتوبته النصوحه قبل مماته .
ولعلي بتلك المؤشرات وغيرها ، تؤكد ان أمر دخول الجنه والنجاة من النار قرار مرهون بأمر من الله سبحانه ، كونه المتصرف الواحد في هذا الكون والعالِم بنيات كل فرد فيه ، ولاينازعه في ذلك مخلوق على وجه الأرض ، وفقا للقاعده الدينيه ( انما الأعمال بالنيات ) .
فما بال الاخرين يوزعون صكوك الجنه والغفران بحجة القيام بعمليات يسمونها استشهاديه ، ضد مدنيين أعطاهم رسولنا الكريم الأمان لمجرد نطق الشهادتين حتى وان لم يعملوا بها .
اشاره :
اذا قدر لأي من منفذي تلك الهجمات الخروج من دائرة الغسيل الدماغي المغلق ، والتفكير ولو للحظه فيما اذا شاءت الاقدار - وذلك ليس ببعيد على الله – نجاته من احدى العمليات ولم يخرج نطاق ضحاياها عن دائرة اسرته فقط ، فكيف موقفه حينها ، أم أن الاستشهاد محصور فيما هو دون ذلك !!!
[email protected]