المؤتمرنت - صوت المسلمين الأمريكيين بات مسموعا في انتخابات الرئاسة قال أمريكيون مسلمون إنّهم مهتمّون الآن أكثر من أي وقت مضى بالعملية السياسية، جزئيا بسبب التقليل من ديانتهم، لدرجة أنّها باتت أحد محاور الحملات الانتخابية.
ومثل الكثيرين في الولايات المتحدة، يعاني هؤلاء من آثار الاقتصاد المترنح ونظام الرعاية الصحية المثير للجدل، وسياسة الهجرة غير الواضحة، زيادة على كون الحربين على العراق وأفغانستان أصابت أرض الجدود.
ولم تكن فاطمة بيفيجي، 32 عاما، تعير أي اهتمام بالسياسة إلى أن تلقت بريدا إلكترونيا في وقت سابق من العام، تبيّن لاحقا أنّه مجرّد شائعة على الانترنت، جاء فيه أنّ السيناتور باراك أوباما مسلم.
وكان الهدف من الشائعة ربط أوباما بالإرهاب، وتحويل الدعم منه إلى منافسه الجمهوري جون ماكين.
وقالت فاطمة "لقد جننت(عندما تلقيت البريد)، فمعناه أنّ ديانة الشخص يمكنها أن تقرر طباعه."
وأضافت: "نحن أمريكا، أرض التعدّد، والبريد انتهك مُثلي لأمريكية."
وأوضح أوباما مرارا وتكرارا أنّه مسيحي، مشددا على مُثله الوطنية، وولائه للولايات المتحدة.
وبدأت فاطمة القيام بعمليات بحث عن كل ما يتعلق بأوباما، مثل أفكاره وحياته ومن ضمنها سنواته التي قضاها في إندونيسيا، وجذور والده الكينية، ورؤاه التي يمكن أن تعكس مواقفها.
ولذلك فقد تبادلت النقاشات لاحقا مع أعضاء في المنطقة التي تسكنها في إيرفينغ بتكساس، حيث تشجّع الناس على التسجيل من أجل التصويت.
كما بدأت تشارك في المدونات، وشكّلت منظمة تتألف من نحو 100 شخص ساعدوا الكثيرين على القيام بعمليات التسجيل من أجل التصويت.
وتظهر مدونة فاطمة على موقع أوباما الانتخابي.
أما المدير التنفيذي لفرع شيكاغو في مجلس العلاقات الإسلامية- الأمريكية، أحمد رحاب، فقد قال: "لم يزر أيا من المرشحين مسجدا. وربّما لكون ذلك قد لا يعدّ العمل الملائم سياسيا، ولكنه من دون شكّ يعدّ عملا ملائما على الصعيد الأخلاقي."
وقام المجلس بتسجيل الآلاف من المسلمين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة من أجل التصويت.
وقال رحاب إنّ أحد الأحزاب الرئيسية طلب منه التقدم للانتخابات، ولكنه رفض "حيث أنّه إذا كان لديك شخص(أوباما) له والد مسلم لا يعرفه البتة، كما أنّه ليس مسلما تمّت مطاردته، فتخيل شخصا مثلي يعمل بهذه الكيفية العلنية لدعم حقوق المسلمين."
غير أنّ أسماء حسن، 34 عاما، من كولورادو، تحرّر مدونة اسمها "غلاموكراسي" لحساب مجلة "غلامور ماغازين" وتقول إنّه "من المرجح أن المسلمين باتوا ضالعين أكثر في السياسة، حيث أنّ الناس أصبحت منفتحة على وجهات نظر مختلفة أكثر من ذي قبل."
وأضافت: "هذه ليست بيئة مثالية ولكنها أفضل."
أما شقيقها محمد علي حسن، 28 عاما، فهو مسلم جمهوري ينافس من أجل مقعد في مجلس النواب تحت لائحة الحزب الجمهوري.
وقال محمد علي حسن: "إذا لم أفز فلن يكون لأنني مسلم، ولكن لأنني جمهوري."
وتعترف شقيقته بأنّه في بعض الأحيان من الصعب التوفيق بين أن تكون جمهوريا ومسلما في الوقت ذاته.
وقالت: "جزء كبير من هذه الانتخابات هو حول حرب العراق، والحزب الجمهوري يدعم هذه الحرب."
وتلقت أسماء الكثير من الرسائل الإلكترونية من شباب عبروا فيها عن رغبتهم في التصويت، وفق ما أوضحت.
وقالت: "هذا هو جمال السياسة أن تغضّ الطرف عن ديانتك أو عائلتك أو ثقافتك. فعليك أن تتخذ قرارا استنادا إلى الكثير من العوامل وليس عاملا واحدا فقط، وأعتقد أنّ الناس مهتمة هذا العام، والأكيد أنّ الكثير من الصغار ومن صغار المسلمين سيصوتون."
لكن أسماء ردّدت نفس القلق الذي عبّر عنه رحاب بشأن المواقف الانتخابية إزاء الإسلام، مشيرة إلى حادث طلب حملة أوباما من محجبتين مغادرة الصفّ الذي يقع خلفه.
وسرعان ما اعتذرت حملة أوباما عن الحادث، وقالت متحدثة باسمه، "إنّ ما حدث لا يعبّر عن أي رسالة من أوباما."
ومؤخرا، وقفت سيدة أمام السيناتور جون ماكين، وقالت إنها لا تدعم أوباما "لأنّه عربي" لكنّ ماكين سرعان ما ردّ بالقول "لا يا سيدتي لا يا سيدتي."
وزادت الإثارة مع إعلان الجمهوري المعروف جدا، وزير الخارجية السابق كولن باول، دعمه لأوباما.
وقال باول إنه سمع أحاديث لدى بعض أوساط حزبه تشير إلى أنّ أوباما مسلم.
وأضاف: "وماذا لو كان كذلك؟ هل هناك خطأ ما أن تكون مسلما في هذا البلد؟ لا ليست هذه أمريكا. هل هناك خطأ عندما يعتقد طفل مسلم في السابعة من العمر أنه بإمكانه أن يكون رئيسا؟"
وعبّر باول في لقائه مع قناة NBC عن قلقه من الهجمات الأخيرة التي شنتها حملة ماكين على أوباما.
وأضاف: "هذه النوعية من الصور التي تبثها الجزيرة تقتلنا في كل أنحاء العالم، وعلينا أن نقول للعالم: ليس هناك فرق بين ما أنت عليه وما كنت عليه. إذا كنت أمريكيا فأنت أمريكي."
وأوضح أن الأمريكيين لا يريدون أن يعرفوا من المسلم من غير المسلم، لا يهمهم ماضي أوباما وعلاقته ببيل آيرز، أحد زعماء المنظمة الراديكالية "ويذر أندرغراوند"، التي نشطت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وقال إن محاولات ربط أوباما بالإرهاب من خلال ربطه بآيرز فاقت الحدود بالنسبة إليه، وكذلك التطرق إلى ذلك الرابط الإسلامي الذي يرتبط به أوباما، ومحاولات ربطه بالإرهاب من خلال ذلك.
وأضاف مقتبساً عن معارضي أوباما: "إنه مسلم.. يا إلهي.. إنه إرهابي".. معتبراً أنه لا يمكن الحكم على الناس بتلك الطريقة، ولا إجراء الانتخابات على ذلك الأساس.
وقال إن محاولات ربط أوباما بالإسلام وبالتالي بالإرهاب قد تتسبب بمقتل الأمريكيين في مناطق مختلفة من العالم، وهو ما ذهبت إليه تقريباً الصحفية في CNN كامبل براون، التي قالت إن رد الفعل على مثل هذا الخطاب في العالم الإسلامي سيكون مختلفاً، وبالتالي فإنه يجب عدم التسامح مع هذا الجهل، ليس في وسائل الإعلام ولا في الحملات الانتخابية.(مزيد من التفاصيل).
كما أشار باول إلى صورة أمّ تضع رأسها على قبر ابنها في مقبرة أرلينغتون، وتظهر عليه جائزة "القلب الأرجواني" التي فاز بها في العراق.
ويرقد في القبر الجندي كريم خان، 20 سنة، وهو مسلم من نيوجرسي قتل في العراق.
وقال والد كريم، فيروز خان، إنه يودّ أن يعبّر بصفة شخصية عن شكره لتصريحات باول.
وأضاف: "كل ما أراده ابني هو أن يخدم بلده. ومنذ كان صبيا كان يريد أن يعمل في الجيش. لقد كان حلمه.. لقد كان الأمر الوحيد الذي رغب فيه. ولم يكن الأمر كيف أنه مسلم، لقد كان الأمر يتعلق بما كان عليه هو وما آمن به. لقد قال لي: أنا ذاهب للقتال من أجل عقيدتي، وليس ضدّها."
وأضاف أنه لا يرغب في التحدث بشأن السياسة، حيث أنّ ما قاله المرشحان حول ديانته ليست له أهمية لديه "فقد عرّف ابنه ما يؤمن به."
سي ان ان |