المؤتمرنت - السياسة -
اصوات العرب ستذهب لماكين
قدر احد كبار ساسة اللوبي اللبناني في واشنطن عدد المواطنين الاميركيين من اصول عربية وشرق أوسطية في الولايات المتحدة على ابواب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الرابع من نوفمبر المقبل, بما بين ستة وسبعة ملايين "يمكن ان تتشكل من بينهم كتلة انتخابية من مليون ونصف المليون او مليوني ناخب يحق لهم الاقتراع, ستذهب اصوات 76 في المئة منهم, وهم الغالبية المسيحية العربية خصوصا الى المرشح الجمهوري جون ماكين, فيما لن يحصل خصمه الديمقراطي باراك اوباما منهم الا على 24 في المئة".
وقال كبير الباحثين في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في الولايات المتحدة وأوروبا البروفسور وليد فارس في حديث مشترك الى "السياسة" والمجلة الدفاعية الاميركية الاولى "ديفانس ريفيو" الصادرة في واشنطن "انه على الرغم من عدم وجود (كتلة عربية) متراصة ومنظمة في هذه الانتخابات, الا ان معظم المسيحيين اللبنانيين - الاميركيين او المتحدرين من اصل لبناني البالغ عددهم مليونا و800 الف مواطن, سيضعون اوراق اقتراعهم في صندوق ماكين الذي اعلن مرارا خلال حملته الانتخابية وقوفه ضد (حزب الله) وسلاحه واهدافه لاقامة (دولة ايرانية) دينية في لبنان, ووعد بأنه في حال فوزه (سيطرد هذا الحزب من لبنان), مقابل موقف خصمه اوباما الداعي الى عقد صفقة مع ايران التي تدعم (حزب الله) وتزوده بالمال والسلاح".
وقال فارس في حديثه بالهاتف مع "السياسة" في لندن "ان المواطنين الاميركيين العرب المتحدرين من اصول شرق اوسطية الستة او السبعة ملايين يضمون جاليات واسعة من العرب والايرانية والاتراك واللبنانيين والاقباط والايرانيين المصريين والاشوريين والكلدانيين العراقيين ومسيحيي الجنوب السوداني, وقد تتكون بينهم كتلة تزيد على المليون شخص جلهم من المجتمعات المنأوئة لسياسات بلدانهم الاصلية بحيث تذهب اصواتهم الى المرشح الجمهوري الذي يدعم قضايا الحرية والديمقراطية وعودة العديدين منهم الى هذه البلدان في وجه اوباما (نصف المسلم ونصف اليهودي) الذي يبدو في حال فوزه انه سيتجه بسياسة اميركا الخارجية في منحى جديد اقل حدة من منحى الجمهوريين حيال مناطق مثل العراق وفلسطين ولبنان وافغانستان وايران بحيث سيكون بحاجة الى سنة او سنتين حتى تتضح معالم توجهاته وتتبلور رغم ظهوره بمظهر (رجل المفاوضات واللا عنف) حتى الآن, لكن عمليات التنظير قبل الانتخابات شيء والواقع بعدها شيء آخر".
ويعتقد فارس ان الغالبية المسلمة من العرب والشرق أوسطيين الاميركيين سيقترعون لأوباما, فيما غالبية المسيحيين من تلك المناطق, ومعها المسلمون المعتدلون الاصلاحيون سيدعمون ماكين, متأثرين في ذلك بتطورات الاوضاع في العالمين العربي والشرق أوسطي, الاكثر تعقيدا وتحركا وتغيرا من اي مكان آخر في العالم.
وردا على سؤال حول الاعتقاد السائد بأن غالبية العرب في الولايات المتحدة او المتحدرين من اصول عربية هي من المسلمين, قال فارس "نعم.. هذا هو الخطأ الشائع, ففي الحقيقة ان الغالبية الساحقة من الشرق أوسطيين, وخصوصا العرب الاميركيين منهم, هي من الطوائف المسيحية لا الاسلامية البالغ تعداد افرادها 76 في المئة فيما المسلمون لا يشكلون اكثر من نسبة 24 في المئة".
واضاف "ان معظم الكتلة الاسلامية العربية في الولايات المتحدة التي تعارض السياسة الاميركية في المنطقة, كما تعارض حربها على الارهاب, ستدلي بأصواتها الى اوباما, الا ان عددا محترما من المسلمين العرب الذين يناهضون دولهم وانظمتهم القمعية التي هربوا منها الى الولايات المتحدة مثل السوريين - الاميركيين والايرانيين - الاميركيين والافارقة السود خصوصا من السودان ودارفور وبعض الدول الافريقية المتطرفة, سيدعمون السيناتور ماكين لانهم يرفضون سياسات اوباما المعلنة تجاه هذه الدول, كذلك فإن غالبية ال¯ 76 في المئة من مسيحيي الشرق الاوسط يعلقون على ماكين آمالا كبيرة في تحسين الاوضاع السياسية في بلدانهم الاصلية".
واعرب البروفسور فارس, احد الخبراء القلائل من العرب في الولايات المتحدة بشؤون بلدان الشرق الاوسط وطوائفه, عن اعتقاده ان "تذهب غالبية اصوات اللبنانيين الاميركيين, وهم اضخم جالية عربية في اميركا, ويبلغ تعدادهم مليونا و800 الف لبناني مهاجر ومتحدر من عائلات مهاجرة", الى المرشح الجمهوري الذي يعتقدون انه سيكون امتدادا لجورج بوش الذي انهى الاحتلال السوري للبنان ومنع ايران وجماعاتها فيه من السيطرة بقوة السلاح على نظامه وتحويله الى دولة عنيفة مثل سورية وايران".
كذلك "فان الاقباط المصريين الاميركيين سيدعمون ماكين خوفا من ان يعقد اوباما صفقة بين ادارته والاخوان المسلمين في مصر".
وقال فارس ان "المسيحيين العراقيين مثل كلودان ولاية ميشيغان وآشوريي ولاية الينوي سينزلون في صناديق الاقتراع اوراق ماكين مخافة ان ينفذ اوباما نظرته الى المسألة العراقية بسحب القوات الاميركية من العراق ما يعني حصول كارثة نهائية ضد مسيحييه الذين تعرضوا ومازالو يتعرضون لها في الموصل الآن الى عملية تطهير جماعي لاخراجهم من بلدهم".
كذلك يخشى مسيحيو جنوب السودان الموجودون في اميركا من ان صفقة اخرى لاوباما مع النظام السوداني المتطرف قد تمنع معظمهم من العودة الى ديارهم, لذلك فهم الى جانب خصمه ماكين".
الا ان هناك ولايات - حسب فارس - "يمكن ان تحدث فيها تعادلات قريبة في اصوات العرب والشرق اوسطيين مثل اوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا والينوي وفرجينيا وكارولانيا الشمالية, لكن نهاية اليوم الانتخابي بعد اقل من اسبوعين قد تخرج بحصول ماكين من هؤلاء على اكثر من مليون صوت فيما لن يتجاوز ربح اوباما ال¯ 250 الف صوت".