أحمد غيلان -
النكبة .. و(متسولو المنابر)
لست أول – ولن أكون أخر – من يسأل عن الدور الإنساني لجمعيات الغوث والإخاء والتكافل والمحبة والمغفرة والمدد والرضوان وكسوة العيد وإفطار الصائمين
ونجاة ( الملهوف) وتعمير القلوب وحصالات الدكاكين وشيلان المساجد ، و.....الخ....الخ.....الخ......الخ من المسميات والكيانات وبوابات التسول التي عرفت وعرفتنا على ضحيا كوارث الدنيا وحروب الكرة الأرضية... من كوسوفا إلى الصومال ....ومن فلسطين إلى الشيشان ... ومن ألبانيا إلى العراق وفتحت خطوط التواصل – لها وللمتبرعين – مع المنكوبين والمشردين واليتامى والأرامل والجياع والفقراء والمرضى والعرايا وكل من يستحق حسنات المحسنين وصدقات المتصدقين...!!
والسؤال لا يعبر – بالضرورة – عن انزعاج من غياب وصمت هذه الجمعيات ومتسوليها عن الكارثة الإنسانية التي حلت بإخواننا وأخواتنا وأبائنا وأمهاتنا وأبنائنا في محافظتي حضرموت والمهرة ... كما ولا يعبر عن انزعاج من أن يقف الداعون إلى الخير والبر والصدقات والجهاد بالمال في كل ناد ومن على كل منبر إلى جانب تلك الأصوات التي وجدت في هذه الكارثة مدخلا لمكايدة السلطة ومطالبتها بمواجهة الكارثة من ميزانية الدولة فقط على حد تعبير الخطيب والنائب الإصلاحي عبدالله العديني الذي يشكو منبر جامع السلخانة في تعز من كثرة تسولاته لصالح مصائب الدنيا ومتضرري السيول في موزمبيق.. .!!!!
قد يكون في المطلب شيء من الحق ، بل إن من حق أي مواطن يمني أن يطلب من الحكومة أن تفتح اعتمادا إضافيا خاصا لمواجهة هذه المحنة الإنسانية ، فإن لم تستطع فلتواجهها بما بين يديها من إمكانات ولو كان ذلك على حساب أي التزام أخر ، لكن الباطل كله كان ولا يزال ظاهرا في ظاهر وباطن ما يردد فقهاء الكيد المشترك ، الذين لا يفرقون بين ما يقبل وما لا يقبل المزايدة والمكايدة والدحس والابتزاز ....!!!!
دعائنا مرفوع إلى الله تعالى بأن يلطف بنا وبإخواننا المنكوبين في ما قدر ، وتحية صادقة للزعيم الإنسان الذي كان – كعادته –أول من أحس بالألم وشاطر المصابين والمتضررين محنتهم ، أداء لواجب عليه وحق لمواطنيه ، وتحية لكل إنسان عبر عن إنسانيته بمبادرة كان لها أثر مادي أو معنوي في تضميد جراحات مجتمع منكوب بقدر الله الذي لا راد لقضائه ..ولا عزاء لفقهاء الدحس بالمعروف.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .. !