المؤتمرنت - CNN - بغداد تنتقد الإنزال ودمشق تشتكي واشنطن انتقدت الحكومة العراقية عملية الإنزال الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية داخل الأراضي السورية والتي انطلقت من الأراضي العراقية.
وقال علي الدباغ، في بيان، إنه يتعين على القوات الأمريكية "أن لا تكرّر مثل هذه الأعمال."
وأوضح أنّ "الحكومة العراقية ترفض الهجوم الذي نفذته طائرات أمريكية ضدّ مواقع داخل الأراضي السورية، تماشيا مع سياسة الحكومة العراقية والدستور الدائم الذي لا يجيز استخدام الأراضي العراقية كمنصة انطلاق أو عبور لمهاجمة دول مجاورة."
وأضاف أنّ الحكومة العراقية بدأت تحقيقا بشأن الحادث.
وأكّد أنّ بغداد ترغب في حل دبلوماسي مع دمشق ينهي أنشطة المنظمات الإرهابية التي تستخدم سوريا "نقطة انطلاق أو عبور لتدريب وتسليح إرهابيين يستهدفون العراق وشعبه."
وسبق لمسؤول أمريكي رفيع المستوى -رفض الكشف عن هويته ولكنه على علاقة بالاستخبارات الأمريكية- أن أبلغ CNN الاثنين بأنّ القوات الأمريكية قامت "بهجوم ناجح" داخل سوريا الأحد، بهدف قتل عضو تابع للقاعدة يعتقد أنه يقوم بتهريب الأموال والمقاتلين الأجانب والأسلحة إلى داخل العراق.
وأضاف أنّ الغارة قتلت شخصا يدعى "أبوغادية" وهو عراقي تعرف عائلته بكونها نشطة في مجال التهريب عبر الحدود مع سوريا "منذ بعض الوقت."
غير أنّ المعلم نفى ذلك قائلا لـCNN "هذه أكاذيب من الولايات المتحدة."
وأضاف أنّ "الغارة الأمريكية اعتداء إرهابي"، مشيرا إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية هي سياسة "الكاوبوي."
وجاء الإعلان عن موقف الحكومة العراقية من الإنزال يوما بعد أن نقلت وكالات أنباء عن الدباغ نفسه قوله إنّ الغارة الأمريكية التي شنت على الجانب السوري من الحدود مع العراق استهدفت منطقة يستخدمها مقاتلون يشنون هجمات عبر الحدود.
وأضافت عنه قوله "هذه المنطقة كانت مسرحا لنشاط تنظيمات إرهابية معادية للعراق تنطلق من سوريا، كان آخرها مجموعة إرهابية قتلت 13 منتسبا لوزارة الداخلية في قرية حدودية."
وأضاف "طلب العراق من السلطات السورية تسليم المجموعة التي تتخذ من سوريا مقرا لنشاطاتها الإرهابية."
والثلاثاء، عبّر مجلس الوزراء السوري عن "استنكاره واستغرابه الشديدين لما صدر على لسان الناطق باسم الحكومة العراقية وتبريره غير المقبول وغير المسؤول لهذا العدوان الغادر الذي انطلق من الأراضي العراقية ضد بلد عربي مجاور وشقيق" وفق بيان للمجلس نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا."
ولا يعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بردّ على التصريحات التي نقلتها وكالات أنباء عن الدباغ الاثنين أم بيانه الرسمي الذي نشره الثلاثاء.
كما قررت دمشق، وفق الوكالة، تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المزمع انعقاده في بغداد 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول.
كما أدان مجلس الوزراء السوري "الاعتداء الهمجي الأميركي الآثم على قرية السكرية بالبوكمال والذي أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين المدنيين الأبرياء وسقوط عدد آخر من الجرحى والمصابين."
كما قرّر إغلاق كل من المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين بدمشق وطلب من وزيري التربية والثقافة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية، وفق ما نقلت الوكالة.
كما أعلنت دمشق أنها تقدمت بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة بشأن الهجوم، وفق وكالة "سانا."
وأضافت الوكالة أنّ سوريا أرسلت خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وآخر لرئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن للتنديد بالهجوم.
وطلبت دمشق من الأمم المتحدة "تحمّل مسؤولياتها لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات الخطيرة" ولاسيما "انتهاك المجال الجوي" وكذلك "تحميل المعتدي مسؤولية سقوط أبرياء وكذلك الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط."
وقالت سوريا إنّ القتلى هم داوود محمد عبد الله وأربعة من أبنائه وكذلك أحمد خليفة وعلي عباس وزوجته.
لكن مسؤولا في واشنطن نفى وفاة أي امرأة أو طفل.
ويأتي الموقف السوري يوما بعد أن اتصل نائب وزير الخارجية السوري مع السفارتين الأمريكية والعراقية في بلاده، فيما استدعت الخارجية السورية القائمين بالأعمال الأمريكي والعراقي في دمشق وقدمت احتجاج بلادها إليهما مُدينة ما وصفته بـ"الاعتداء الخطير" ومحملة الإدارة الأمريكية "مسؤولية هذا العدوان وكافة تبعاته."
وأصر الدبلوماسي السوري على ضرورة ألا تكون الأراضي العراقية منطلقاً لهجمات على الأراضي السورية.
وطالبت دمشق الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها وبالتحقيق الفوري بهذا الانتهاك الخطير، ومنع استخدام الأراضي العراقية للعدوان على سوريا.
|