المؤتمرنت-تقرير - بعد فشله بحرمانهم من التصويت.. الإصلاح يقود أقذر حملة تحريض وكراهية ضد الجيش والأمن عاودت أحزاب اللقاء المشترك بزعامة تجمع الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) شن حملات إساءاتها للمؤسسة الأمنية والعسكرية من خلال بيانات وتصريحات ومقالات تصدرت وسائلهم الإعلامية وتزايدت حدتها خلال الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق .
الخميس المنصرم كانت قوات الشرطة حاضرة لمواجهة مجاميع تابعة لأحزاب المشترك رفضت الانصياع لتحديد وزارة الداخلية مكان تمارس به هذه العناصر نشاط سياسي أعلنت عنه مسبقاً وحددت ميدان التحرير الواقع وسط العاصمة مكاناً لتنفيذ هذا النشاط المخالف بدلا من المواقع التي حددتها وزارة الداخلية.
رفض أحزاب المشترك الانصياع للقانون كان بديهياً أن يواجه برفض أجهزة الأمن لمخالفة القانون كونها المكلفة بحماية الناس وممتلكاتهم خصوصاً مع إصرار المشترك على إقامة الفعالية في مكان يعد مركزاً للبنوك التجارية في اليمن و من أكثر الأسواق التجارية ازدحاماً بمصالح الناس وممتلكاتهم إضافة إلى كونه منطلقاً لحافلات النقل العامة التي تربط المنطقة بعدد كبير من مديريات العاصمة.
أداء أجهزة الأمن لواجبها قابلته احزاب المشترك بحملة شعواء استهدفت رجال الامن ونعتتهم بصفات كشفت مدى الحقد الذي يكنه تكتل المشترك وخصوصاً الإصلاح للمؤسسة العسكرية ويبرز ذلك جلياً من خلال استهداف منابر الإصلاح الإعلامية بتنوع اهتماماتها للمؤسسة الأمنية والعسكرية.
"يذهب العسكري معمماً بعصابة التعبئة وكثير من الغباء" هذا جزء من مقال نشرته صحيفة الصحوة الإصلاحية ولايزال موجوداً على موقع الحزب الالكتروني تحت عنوان الشارع كمخرج من الأزمة وهو بقلم احد قيادات الإصلاح في محافظة تعز .
وهذا جزء أخر من المقال المشار إليه (محمد طاهر يرقد جريحاً في المستشفى إثر ضرب نار مباشر من عسكري أعمى أصم ) هكذا يصور الإصلاح وقياداته ووسائله الإعلامية أفراد الجيش والأمن وكأن الشرطي رجل ألي قادم من القمر وليس مواطن يمني لولاه لكان كاتب هذا المقال وأسياده غير قادرين على مغادرة منازلهم إلى الجامع لأداء الصلاة فجراً.
ولمعرفة نفاق وكذب وزيف هذه القوى يجب قراءة مايلي وهو جزء من خبرين الأول تصريح لمصدر في المشترك نشرته الصحونت يوم المظاهرة التي نفذتها احزاب المشترك جاء فيه "وحيا المصدر "الروح التضامنية لمنتسبي القوات المسلحة والأمن من خلال موقفهم المسئول الذي عبروا عنه تجاه المتظاهرين من خلال عدم استجابتهم للتعبئة الخاطئة، التي تقوم بها عناصر موتورة بالنظام، بغرض حماية مصالحها الشخصية وتقديم المواطنين - الجيش والأمن المتظاهرين- كبش فداء".
لكن تلك التحية ظلت مجرد حبر على ورق ففي خبر ثانٍ نشر عفي الموقع نفسه بتاريخ 29 نوفمبر تحت بعنوان (قيادة المشترك والنواب يزورون المصابين على خلفية اعتصامات الخميس) أظهرت قيادات المشترك خلافاً لتلك التحية حيث عبرت عن أسفها الشديد لما قامت قوات الأمن باستخدامها الرصاص الحي والمباشر على المعتصمين.
فمن هو الكاذب اذاً ولماذا يناقض كل تصريح ماسبقه وهل أرادت قيادات المشترك أن تقول لعناصرها أن الأمن والعسكر عدوكم بلغة تعبئة أبطنت الكثير من الخبث وقلة المروءة .
وبعد يوم واحد فقط يصدر المشترك بلاغاً صحفياً يكيل فيه التهم جزافاً ضد أجهزة الأمن حيث دان المجلس الأعلى للقاء المشترك بشدة ما زعمه الاعتداءات والانتهاكات البشعة التي مارستها القوات الأمنية ضد المشاركين في اعتصامه يوم الخميس،مدعياً-كعادته –استخدام الرصاص الحي والهراوات ضد المشاركين في الاعتصام من قبل الأمن .
مالذي يمكن أن تولده قراءة لهذه البيانات والتصريحات التحريضية لدى شخص لم يحضر المظاهرة ولايعرف أن قيادات المشترك تخالف القانون وترفض ممارسة دورها السياسي وفق التشريعات المنظمة والتي بموجبها انشأت هذه الاحزاب والتنكر لها يحول هذه الاحزاب إلى عصابات بصحف ومقرات تتزين بلوحات تشكيلية رسمت فيها الشمس والهلال والنجمة.
أخر حلقات هذا المسلسل العدواني هو إدانة المجلس الأعلى للقاء المشترك في بلاغ صحفي صادر عن اجتماع عقده أمس السبت (حسب الصحوة نت ) ما وصفها بالاعتداءات السافرة من قبل قوات الشرطة والأجهزة الأمنية، واتهامه لرجال الامن بارتكاب أبشع الاعتداءات على المعتصمين والمحتجين يوم الخميس الماضي 27/11/2008 بإطلاق الرصاص الحي واستخدام العنف المفرط والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وخراطيم المياه بصورة هستيرية.
من يقرأ هذه السطور يخيل له أن عدد من قتلوا في هذه المظاهرة يفوق ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا وليس إصابات مزعومة قد تكون قشور الموز في أسواق الفاكهة هي من سببتها .
والتساؤل الذي يطرح نفسه هو ماذا لو أن هذه المجاميع الغوغائية خرجت في بلد غير اليمن وهي مخالفة للاجراءات القانونية برفضها تنظيم نشاطها في المكان المحدد من قبل الدولة المسئولة عن إدارة شئون البلد بكل مفاصلها وأي نظام في العالم يفتح مدنه وشوارعه لشرذمة من المتهورين والمراهقين دون ضوابط وليست مظاهرات الرفاق في الحالمة تعز ببعيدة عن الأذهان .
هذه الوجبة التحريضية الاتهامية القذرة والتي قرنها المشترك بتهنئة بمناسبة عيد الاستقلال الذي كان للمؤسسة العسكرية ومن خلفها المناضلين والشرفاء من أبناء الوطن شرف صنعه كما هو شرف تفجير ثورتي سبتمبر وأكتوبر وكذا شرف الحفاظ على وحدة الوطن وإخماد مؤامرة الانفصال وصولاً إلى مواجهة محاولة الفتنة والتمرد في بعض مناطق صعدة .
معاودة أحزاب المشترك لشن حملة تحريض جديدة تستهدف المؤسسة الأمنية والعسكرية تأتي ضمن حملة ممنهجة بدأتها هذه الأحزاب منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها اليمن في سبتمبر 2006م .
وتكشف المقارنة لمضامين الخطاب والأساليب التي تنتهجها أحزاب المشترك في حملاتها التحريضية ضد منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية عن تناقض فاضح وغير مبرر بل ويكشف مصداقية وقوف النوايا السيئة والمبيتة للمشترك تجاه أفراد ومنتسبي الجيش والأمن .
ويبرز ذلك التناقض بين حديث المشترك عن ضرورة تحمل الجيش والأمن لمسؤولياتهما في حفظ امن واستقرار المجتمع ،وبين موقفه حيال الإجراءات التي يتخذها الأمن لتحقيق ذلك الذي يتحول إلى عائق لحفظ الأمن حيناً،ومحرضاً على العنف ومواجهة الأمن حيناً آخر ،وصولاً إلى كيل الاتهامات وتصوير المنتسبين إلى هاتين المؤسستين وكأنهم أعداء للمواطنين وليسوا مسئولين عن حفظ أمنهم .
وعلى ذات السياق المتناقض يحاول المشترك بين الفينة والأخرى رفع شعارات مزايدة تتعلق بحقوق منتسبي الأمن والجيش والمطالبة بتحسين أوضاعهم ،لكنه في الوقت نفسه يكيل لهم تهم الرشوة والفساد ويصورهم كقطاع طرق .
وفي الوقت الذي يكرر المشترك وقياداته دعوات المطالبة للدولة والحكومة بضرورة رعاية منتسبي الأمن والجيش ومنحهم كافة حقوقهم باعتبارهم مواطنين يمنيين ،تجد تلك القيادات تسعى بكل ما أوتيت من قوة لحرمان أبناء القوات المسلحة والأمن من ابسط حقوقهم الدستورية المتمثل بحقهم في المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية وممارسة حقوقهم في اختيار ممثليهم في المؤسسات المنتخبة كغيرهم من المواطنين من خلال المطالبة بإلغاء مقر العمل كموطن انتخابي بمبرر أن هذا الموطن وسيلة يستخدم من خلالها الحزب الحاكم الجيش والأمن للتصويت لصالح مرشحيه كما يدعون .
ولعل الملفت للنظر ان أبواق المشترك وقياداته كثيراً ماتتحدث عن تقاعس الامن عن أداء واجبه لكنها تتنمر حين تكون هي من يجب أن تطاله يد القانون .
وما دأب عليه المشترك وخصوصاً حزبي الإصلاح والاشتراكي من استهداف للمؤسسة العسكرية يؤكد استمرار اعتماد تلك الأحزاب على النهج الشمولي في تعاطيها مع المؤسسات الأمنية والعسكرية سواء من خلال اعتماد نظام المليشيات الحزبية لدى الاشتراكيين ، أو من خلال نظام المليشيات المسلحة ذات الطابع الجهادي والذي يعتمد العنف للوصول إلى أهدافه لدى حركات الإخوان المسلمين في العالم ومنها اليمن "تجمع الإصلاح" .
ويمكن الإشارة إلى أن مثل هذه الأحزاب سيما حركات الإخوان المسلمين لا تقتصر على تصوير منتسبي الجيش والأمن كمجرد أدوات بيد السلطة والأحزاب الحاكمة بل تعمد إلى إنشاء مليشيات مسلحة ومدربة وقادرة على ممارسة مختلف أنواع العنف والأعمال القتالية في حال الضرورة ،وصولا إلى إعداد تلك المليشيات كبديل لأجهزة الأمن والجيش في حال وصولها إلى السلطة ،وهو ما تدلل عليه تجارب تاريخية ،وأخرى حديثة لحركات إسلامية عمدت إلى إقصاء منتسبي الجيش وأفراد الأمن وإحلال أعضاء وكوادر مليشياتها بديلاً عنهم واقرب دليل على ذلك حركة حماس في فلسطين ،وحركة طالبان في أفغانستان .
حملات الاستهداف والتحريض الشعواء التي يقودها الإصلاح ومن خلفه المشترك ضد منتسبي القوات المسلحة والأمن تستدعي التساؤل عن الوقت الذي سيفهم الإصلاح وقادته ومن بعدهم احزاب اليسارواللاإتجاه أن رجل الأمن هو ابن وأخ وأب يمني ولد وسيموت على هذه الأرض مدافعاً عن ترابها ومناضلاً في سبيل تحريرها وحافظاً لأمنها وسلامتها ومرابطاً على حدودها لا يتسكع على أبواب السفارات او يشوه صورة وطنه أمام الآخرين ولا يبيع كرامته بثمن بخس،وهل بإمكان أبناء وأحفاد عبد الوهاب الإنسي التوجه إلى المدرسة صباح كل يوم لو لم يكن هذا الجندي والشرطي الذي يتعنترون عليه موجود في أزقة وشوارع العاصمة ومدن اليمن الحبيبة.
|