المؤتمرنت -cnn - ترشيح الزيدي أو أوباما لشخصية العام ربما تكون سنة 2008 واحدة من بين أبرز الأمثلة التي تشير إلى قدرة شخص واحد على صنع التاريخ بقرار أو بفعل قد لا يستغرق منه أكثر من ثوان معدودات، يخطف بها الأضواء بعيداً عن تطورات جسيمة وأحداث عظيمة.
فبصرف النظر عن المواقف المتباينة لما قام به الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، الذي قذف الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بحذائه في بغداد، فقد فرض الحدث نفسه على أجندة السنة، وظهر ذلك جلياً في أراء الجمهور وقراء CNN بالعربية.
فمنذ أن أعلن موقعنا عن استقبال الترشيحات لشخصية العام، تسارعت الرسائل التي تصب في هذا السياق، حيث عرض القراء عشرات الأسماء والشخصيات التي احتاج تنظيمها إلى بعض الوقت والجهد، ليظهر أن الزيدي حصل على قرابة 40 في المائة من الترشيحات، ليستحق بالتالي إدراج اسمه ضمن قائمة تصويت CNN بالعربية.
والبارز أن الزيدي تقدم في الترشيحات على باراك أوباما، الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي صنع التاريخ بدوره، انطلاقاً من كونه أول رئيس من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، ليجسد انتخابه قطعاً تاريخياً مع موروثات الماضي في تلك البلاد.
وحصل أوباما على ما يقارب 25 في المائة من الترشيحات، لأشخاص رأوا أنه يستحق أن يكون شخصية العام، بعدما جاء دخوله إلى البيت الأبيض ليكلل مجهوداً استمر لأشهر طويلة، خاض خلالها الكثير من المعارك السياسية والحزبية، تجاوز خلالها سيدة أمريكا الأولى سابقا، هيلاري كلينتون، صاحبة الشعبية الواسعة المدعومة بإرث زوجها بيل كلينتون، وبطل الحرب السابق، جون ماكين.
وفي مطلق الأحوال، فقد ضمن أوباما، بحكم الترشيحات والمنطق التاريخي، موقعه على قائمة التصويت لشخصيات العام، لينضم بذلك أيضاً إلى العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي حصل على نسبة عشرة في المائة من الترشيحات.
فقد شهد العام عدة مبادرات للعاهل السعودي، تمحورت حول محاور السلام وحوار الأديان والتنمية الاقتصادية، وفي سبيل ذلك، رعت الرياض عدة مؤتمرات لنشر ثقافة الحوار، كان للملك عبدالله بن عبدالعزيز الدور الأبرز، وقد اكتسبت أهميتها بعداً عالمياً، خاصة وأن آخرها عُقد في الأمم المتحدة بمشاركة دولية.
وعلى الصعيد السياسي، كان للملك عبدالله دور بارز في مواصلة الدعوة إلى قبول "مبادرة السلام العربية" لإنهاء الصراع بين العرب والإسرائيليين، كما كان المحرّك الأبرز لخطط التنمية التي طرحتها بلاده، بما فيها بناء مدن اقتصادية جديدة لتنويع الدخل بعيداً عن النفط.
وإلى جانب هذه الأسماء الثلاثة التي ستضمها قائمة تصويت موقع CNN بالعربية لشخصية العام، فقد أبرزت الترشيحات مجوعة أخرى من الاسماء التي لعبت أدوراً مختلفة في كتابة تاريخ عام 2008، وتحديد خريطة أحداثه.
وفي هذا الإطار، جاءت أسماء العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والرئيس الأمريكي الذي تقترب ولايته من نهايتها، جورج بوش، ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وشخصيات أخرى عديدة.
وإذ يقدم موقعنا الترشيحات كما جاءت ممن اختار التواصل معنا، فإنه يعيدها للقراء ليقولوا كلمتهم في تحديد شخصية عام 2008، الذي بدأ بقلق من تضخم يجتاح العالم، قبل أن تكشف أيامه عن انكماش حاد، لينتهي بتطاير أحذية أمام قادة دول عظمى.
|