المحامية / نجلاء الخزان -
طلاب اليمن في ماليزيا .. قبل وقوع الكارثة
تفاجأت كما لم أتفاجأ من قبل بعد زيارتي للطلاب اليمنيين في ماليزيا والذين ما إن عرفوا أنني محامية وعضو نقابة المحامين ومسؤلة الفروع بالنقابة حتى راح العديد منهم
يحكي لي عن مأساة مستمرة لا يزال الطالب اليمني يكتوى بنارها إلى اللحظة وهو الأمر الذي ينبغي معه إثارة العديد من التساؤلات إزاء العديد من هذه المشاكل لعل القائمين على أمر الطلاب في الملحقية الثقافية بسفارتنا بماليزيا والمعنيين بالأمر في وزارة التعليم ا لعالي يلقون نقطة ضوء في فراغ مظلم يلطم فيه العديد من الطلاب خدودهم بحثا عن أيام مشرقة قد تأتيهم وهم بين نار الغربة وبؤس الحرمان من المستحقات وإليكم مجمل هذه المشاكل :
قامت الملحقية الثقافية وعبر بعض موظفيها بتسجيل الطلاب لدى جامعة ( KLMU ) وبعد عدة أشهر من الدراسة والإهتمام من قبل الطلاب تفاجأوا أن هذه الجامعة غير معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي ، فهل بعد هذه الصدمة أمل لهؤلاء الطلاب بقيام وزارة التعليم العالي بالإعتراف بهذه الجامعة أم أن خطأ بعض موظفي الملحقية سيلحق كل طالب إلى ذروة البؤس لديه بعد تفاجأه أن أشهر دراسته بتلك الجامعة لا قيمة لها .
ومن ناحية أخرى فقد تفاجأ العديد من طلابنا بجامعة ( MMU ) بمنعهم من دخول الامتحان بسبب عدم قيام السفارة بسداد أي قسط من رسوم الدراسة ومقداره أربعة ومائتين دولار لم تقم السفارة بدفعها لهذه الجامعة وهو ما يمثل تهديدا مباشراً لهؤلاء الطلاب الذين لن يستطيع العديد منهم التركيز على مستوى التحصيل العلمي والتفوق وهو في ظل هذه الأجواء المنذرة بخطر شديد تجاه مستقبل هؤلاء الطلاب وخصوصا بعد منعهم من دخول الامتحان .
مشكلة أخرى تثير الحسرة حيث أن العديد من الطلاب وبعد وصولة إلى ماليزيا للدراسة في جامعة معتمدة إكتشف أنه ضحية خدعة مبرمجة من قبل بعض المنسقين لهؤلاء الطلاب لدى الجامعات الماليزية و فحوى هذه الخدعة أنه بعد دراسة وجهد سنتين متواصلتين إكتشف الطالب الضحية أنه كان يدرس دبلوم وليس على أساس حصوله على شهادة جامعية وكان ذلك نتيجة لضعف بعض هؤلاء الطلاب في اللغة الانجليزية وعدم معرفته لتفاصيل الدراسة في ماليزيا فإذا كان هذا الأمر سيثير الضحك لدى البعض ممن يجيدون خداع الناس لغرض مادي بحت بعيدا عن اي معاناة قد يلمسونها لدى الطلاب المساكين فإنه من اللازم أن يتم مساءلة كل من تسبب في تعكير الجو العلمي لهؤلاء الطلاب ولقد طلب مني العديد من أولئك الطلاب بعد زيارتي للملحقية الثقافية بكوالامبور العاصمة ومعرفتهم أني محامية أن أقوم برفع دعوى قضائية على كل من تسبب في حصولهم على هذه المعاناة المستمرة ، وهو ما جعلني أسعى لمقابلة سفيرنا في ماليزيا لوضع حد لمثل هذه التصرفات الطائشة في حق إخواننا الطلاب .
ومن ناحية أخرى فقد عبر لي العديد من الطلاب عن استياؤهم الشديد جراء تأخر مستحقاتهم المالية منذ شهر 10 حتى اليوم دون أي تجاوب لمطالبتهم المستمرة للسفارة بتسليمهم مستحقاتهم المالية التي لا يستطيعون البقاء والدراسة بدونها .
وهو الأمر الذي قمت معه بمقابلة الملحق الثقافي لسفارتنا بماليزيا الأستاذ / إقبال العلس ، الذي أبدى تفاهماً إيجابيا معنا وقام بشرح بعض مشاكل الطلاب ، وأبدى استعداده لمعالجة آثار تلك المشاكل ، وكانت زيارتي للملحق الثقافي بعد اطلاعي المباشر على معاناة الطلاب المستمرة والتي جعلت الكثير من الطلاب يصب جام غضبه على السفارة والملحقية الثقافية و خصوصا الملحق الثقافي السابق الذي كان العديد من الطلاب يدعو عليه ، أما الملحق الثقافي الحالي فهو متفهم جدا لأحوال الطلاب وأنا بإسمي وجميع الطلاب أتوجه له بالشكر الجزيل على جهودة ومتابعته المستمرة لحل مختلف القضايا ، وفي هذا السياق لا أنسى مواقف الأستاذ / عبد الله شداد ، الذي يقوم من جهته بمتابعة وحل ذات المشاكل الطلابية .
وعقب هذا الاستطراد في شرح مشاكل طلابنا في ماليزيا يحق لنا أن نسأل وزارة التعليم العالي ممثلة بالدكتور / صالح باصرة ، وزير التعليم العالي عن مجمل المشاكل التي تهدد مستقبل الطالب اليمني يحق لنا أن نتساءل عن مدى جدية وزارة التعليم العالي في متابعة وحل مشاكل الطلاب في الخارج و عن مدى قدرتها في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإضرار بمستقبل الطلاب وصولاً لمصالح ضيقة وعمولات قذرة ضاربين عرض الحائط بكرامة الطالب اليمني ، ومن هذا المقام أتقدم إلى وزير التعليم العالي بصفتي المهنية والإنسانية وترجمة لمشاعر الطلاب المتأججة تجاه الأفعال الغير مبررة من قبل الملحقية الثقافية بطلب تشكيل لجنة خاصة للإسراع بمعالجة هذه المشاكل وعدم الإكتفاء بتشخيصها والإقرار بها دون محاولة بذل أدنى جهد لحلها ، كما أطالب باسم جميع الطلاب ممن تم تسجيلهم لدى جامعة (KLMU) بعمل إفادة رسمية من لدن وزارة التعليم العالي تفيد فيها اعترافها بهذه الجامعة وأن الدراسة فيها معتمدة حتى لا تضيع جهود الطلاب سدى ، وإذا لم يتم ذلك عاجلا فعن أي مستقبل يحق لنا أن نفتخر به
وكان الله في عون جميع الطلاب.