الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:49 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 10-يناير-2009
المؤتمر نت - د/ رؤوفة حسن د/ رؤوفة حسن -
بناء الآخر المغاير
في المظاهرات التي أقامها اليهود الأمريكيون المناهضون لدولة اسرائيل كان هناك عدد من الأشخاص يستغربون لمثل هذا الموقف. وفي المظاهرات التي أقامها اليهود اليمنيون الرافضون لما يحدث في غزة والمصرّون على البقاء في بلدهم اليمن كان هناك من لا يصدق ما يحدث.
عندما يتم بناء صورة محددة عن الآخر يصبح من الصعب القبول بصورة معاكسة. وقد تعددت النظريات التي تناقش ما يسمى بالصور النمطية والتنميط والتي توضح كيف أن البشر يشقون أحياناً خنادق وهمية فيما بينهم تجعلهم ينظرون إلى الأشياء من زاوية واحدة فقط.
ولفترة طويلة تم تثبيت مجموعة من الصور النمطية عن الشرق قام بها المستشرقون لتبرير أطروحاتهم ونظرتهم للشرق مرة على أن الشرق موقع البغاء والانحلال والفساد، ومرة على أن الشرق موقع الحكمة القديمة والفلسفة. في الوقت نفسه قام المغتربون بإيجاد صورة أخرى عن الغرب فيها الكثير من الرومانسية والإبهار في البعض منها وفيها الكثير من الدونية والانحلال للبعض الآخر.
جميع هذه الصورة تشكل هويات للآخر ليست بالضرورة حقيقية ولا معبرة عنه بل هي جزء من خدمة فكر معين وأيدلوجية محددة لمصالح آنية او طويلة.
النساء والعبيد:
في الطريق إلى تثبيت مجموع الصور النمطية للجماعات قد تلجأ مجتمعات بحالها إلى ترسيخ صور محددة سلبية عن جنس كامل في سبيل التمجيد لجنس آخر. وقد واجه العبيد هذا النوع من ترسيخ النقص في الذات كنوع من التبرير لمن يملكون هؤلاء البشر بأنهم بشر أقل من غيرهم وأن العبودية منطقية ومبررة في التعامل معهم. وقد وصل الأمر إلى درجة وجود منظّرين يطرحون نظريات عن حجم المخ لدى العبد على أنه أقل من حجم المخ لدى الحر.
وليبرّروا هذه الأطروحات ربطوا نظرياتهم مع الغالبية من العبيد الذين كان لونهم أسود.
ونفس السلوك في هذا النوع من الطرح الذي يقلل من شأن شريحة من البشر نسمع عن عدد من النظريات التي تقلل من شأن الإنسان المؤنث أي النساء وترسخ كل أشكال التمييز ضدهن. يحدث ذلك بالرغم من الأرقام المتزايدة عاما بعد عام من الفتيات المتفوقات في مجال العلم والعمل بدءاً من الثانوية حتى أعلى المستويات العلمية.
النقاش يستمر:
تقوم حالياً مجموعة من الطلاب الألمان والطلاب اليمنيين في جامعة صنعاء بتدارس أشكال التنميط والبناء للآخر المغاير. النقاشات الرسمية جزء من العملية، ولكن النقاشات غير الرسمية هي الجزء الأكثر فاعلية وأهمية.
فالناس ينظرون الى الآخرين ضمن مجموعة من المحددات التي تسهل عليهم فهم العالم والتعامل معه. بعض هذه المحددات مصنوعة ومفتعلة ومركبة على نحو معقد ولكنه لا يستند إلى حقيقة. والبعض الآخر يستند الى جزء من حقيقة لكنه بحاجة الى فك وخلخلة وشك لكي يصل المعتقد به إلى رؤية صحيحة.
قليل من مناهج التعليم تبني الرؤية النقدية التي تساعد الطلاب على التشكيك في ما ليس حقيقة. وكثير من طلاب جامعاتنا العربية الذين تعلموا داخل النظام التلقيني يطرحون أحياناً أفكاراً مستمدة من المألوف سماعه والمكرر دون أن يطرحوه للنقاش والتشكيك للفصل بين الحقائق عن التصورات.
خلال هذا النوع من اللقاءات بين الطلاب من مدرستين علميتين مختلفتين ستكون هناك فرصة لإعادة النظر في كثير من المسلمات عن الآخر. الطلاب الأوروبيون يمكنهم أن يعيدوا التفكير في تصوراتهم عن الطلاب العرب وخاصة اليمنيين. وكذلك الطلاب اليمنيين ستكون هذه هي الفرصة كي يعيدوا التفكير في تصوراتهم عن الطلاب الأوروبيين وخاصة الألمان.
واضح أن المشكلة الأساسية التي تعيق توسيع مساحات الحوار للطلاب اليمنيين هي محدودية الذين يتحدثون اللغة الثانية منهم. فالطلاب الألمان برغم حرصهم على اللغة الالمانية إلا أنهم يتعلمون الانجليزية كي يتمكنوا من التحاور مع الآخر. ويفعل كذلك العديد من طلاب العالم.
أما مدارسنا فلا تزال في حالة ضعف في تسليح طلابنا بالقدرة على الحوار مع الآخر عبر اللغة الثانية وإمكانياتها.
[email protected]

عن الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر