احمد غيلان - -
(تجمع الإخوان) يدشن موسماً جديداً للزيف والبهتان ..!
من يتذكر منكم الخطاب الأول لمرشح المشترك الرئاسي الاستاذ / فيصل بن شملان - شفاه الله - في أول مهرجان انتخابي للمشترك بمدينة الثورة الرياضية في مستهل الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن عام 2006 م ؟؟؟؟
في ذلك المهرجان دشن ابن شملان مهرجانات المشترك بمقولة سيظل الشارع اليمني يتذكرها في كل مناسبة انتخابية ...
قال ابن شملان - والقول هنالك لم يكن قوله طبعاً - ما معناه ( أن البلد لم يتغير فيها شيء منذ قيام الثورة ) ....
بهذه المقولة أطاح بن شملان باية احتمالات لأي حد من المصداقية في حملته وحملة مشتركه ...
لأنه تنكر لكل المناضلين و القيادات و الحكومات التي توالت على اليمن بشطريه قبل الوحدة وبعدها ...
ومثل ذلك الخطاب الاقصائي لم يخدم بن شملان ولا المشترك بقدر ما خدم الحزب الحاكم الذي التف حوله الثوار و المناضلون و المثقفون و المستقلون والمنصفون ، وحتى عامة الناس الذين سمعوا خطاب ابن شملان وهو ينكر تاريخ و جهود 45 عاما من البناء و التنمية و التحولات التي شهدتها البلد ...
لم أكن أتوقع انعكاسات ذلك الخطاب على عامة الناس .. لكني يوم 20 سبتمبر رأيت كهلاً يمشي على عكازعند خروجه من مقر لجنة الاقتراع وهو يحادث شخصاً آخر ، فهمت من الحديث أن الكهل انتخب الرئيس و مرشحي المؤتمر ،، فسألته عن الدافع الذي كان وراء قناعته تلك فقال :
أما سمعت مرشحهم - يقصد المشترك - وهو ينكر كل ما حدث في البلد منذُ قيام الثورة ؟؟؟
وأضاف : هذا المرشح عضو في أكثر من حكومة يمنية قامت بعد الوحدة ... وإذا كان هذا الرجل يتنكر لتاريخ بلد وجهود شعب بكامل حكوماته و مناضليه وقياداته فكيف استأمنه على صوتي أو على مستقبل البلاد ؟؟؟
بهذه الاجابة ادركت انا ومن حولي حجم الخطأ الذي يقترفه البعض عندما يدخلون الحملات الانتخابية بعقلية اقصائية متطرفة تحاول أكثر ما تحاول اقصاء الآخر و النيل منه على حق وباطل ...
تبادرت إلى ذهني هذه الذكريات و أنا أقلب صفحات صحيفة الصحوة الاسبوعية الصادرة يومنا هذا ، وقد أفردت معظم صفحاتها لتقول بألسنة مختلفة أن الرئيس علي عبد الله صالح لم يفعل شيئا للبلد منذُ ان تم انتخابه مؤخراً ... ولم ينفذ شيئاً من برنامجه الانتخابي ...
العقلية الجاحدة الاقصائية التي دفعت ابن شملان لأن يدشن حملته الانتخابية بكذبة كبيرة مفادها أن البلد لم يتغير فيها شيء منذ قيام الثورة ، هي ذاتها العقلية التي دشنت الحملة الانتخابية لتجمع الاخوان بملف جمعت فيه كثيراً من الرؤى و الأكاذيب و الطروحات المتطرفة و المتنكرة و الاقصائية ...
و مثل هذا التدشين غير الموفق يؤكد للمجتمع اليمني أن ( الاخوان ) لا يستفيدون من تجاربهم ... و لا يتعظوا من أخطائهم ... ولا يعيرون وزناً لعقول و مشاعر افراد المجتمع ... ولا يخجلون من تكرار ممارسة الزيف و التهويل و التلفيق و التدليس و الكذب ... و أن لا جديد عند تجمع الاخوان سوى المزيد من الزيف و التزييف و التهويل ...
سيقولون أنهم لن يدخلوا الانتخابات – وهذا القول شق من الكذبة – وبصرف النظر عن دخولهم من عدمه ، فإنهم اليوم قد دشـَّنوا موسماً جديداً من مواسم الزيف والبهتان...
ولا حول ولا قوة إلا بالله