المؤتمرنت - رويترز - حماس تعلن وقفا لاطلاق النار اعلنت حماس وقفا فوريا لاطلاق النار في غزة يوم الاحد واعطت لاسرائيل التي اعلنت بالفعل وقفا احاديا لاطلاق النار اسبوعا لسحب قواتها من القطاع.
ولم يكن هناك اي اطلاق للنار من الجانبين بعد اعلانيهما المنفصلين ولكن يبدو ان وقف اطلاق النار بصفة عامة يكتسب قوة وبدأت القوات الاسرائيلية في الانسحاب من غزة التي دخلوها في الثالث من يناير كانون الثاني بعد اسبوع من بدء الهجوم الجوي.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد اجراء محادثات مع القادة الاوروبيين في القدس "لانريد البقاء في غزة ونعتزم تركها في اقرب وقت ممكن."
وامكنت رؤية القوات والدبابات عائدة عبر الحدود منذ صباح يوم الاحد منهية صراعا استمر 22 يوما وقتل فيه اكثر من 1300 فلسطيني. وقتل عشرة جنود اسرائيليين وثلاثة مدنيين اسرائيليين ايضا.
وفي غزة بدأت الاسر الخروج من اماكن اختبائها بما فيها مجمعات مدارس الامم المتحدة حيث سعى 45 الف الى الاحتماء اثناء القتال والعودة الى منازلهم ليجد البعض منهم انها دمرت او اصيبت باضرار.
ووفقا لما ذكره مكتب الاحصاء المركزي الفلسطيني تم تسوية نحو اربعة الاف مبنى سكني بالارض اثناء الحملة العسكرية. وقال دبلوماسيون غربيون ان اصلاح البنية التحتية في غزة يمكن ان يتكلف نحو 1.6 مليار دولار امريكي.
واعلنت حماس وقف اطلاق النار بعد 12 ساعة من تحرك اسرائيل الاحادي وقالت ان حلفائها الاسلاميين في غزة سيتمسكون به ايضا. وتقول اسرائيل ان الصواريخ التي تطلقها حماس على اسرائيل هو سبب الحملة العسكرية التي تشنها على غزة.
واعلن اسماعيل هنية زعيم حماس في غزة تحقيق "نصر شعبي" على اسرائيل. وأضاف في كلمة أذاعها تلفزيون الاقصى التابع للحركة ان " العدو" فشل في تحقيق أهدافه.
وردت الاجهزة السرية الاسرائيلية حيث تدخلت في بث تلفزيون الاقصى بصور الضربات الجوية على اطقم اطلاق الصواريخ الفلسطينية والمسلحين القتلى. ثم بطاقة في النهاية تقول "حماس هزمت".
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - الذي انضم اليه قادة المانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا وجمهورية التشيك باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي لاجراء محادثات مع اولمرت - اسرائيل الى فتح حدود غزة امام المعونات في اقرب وقت ممكن.
غير انه على الرغم من اكتساب وقف اطلاق الناز زخما الا انه لايوجد اتفاقا رسميا بين اسرائيل وحماس. ويبدو الموقف في غزة مثلما كان عليه قبل الصراع اي مواجهة مسلحة ومستقبل عبوس ينتظر مليون ونصف نسمة محاصرين في غزة في حصار يهدف الى دفع حماس لاطلاق صواريخها وطموحات لتدمير الدولة اليهودية.
ومع انتشال جثث العشرات من مقاتلي حماس من ميادين المعارك التي هدأت فجأة يوم الاحد قال مسؤولون طبيون في غزة ان نحو 700 من بين 1300 قتيل هم من المدنيين.
ووضعت الصحف الاسرائيلية صور القوات الاسرائيلية المنتصرة على صفحاتها الاولى يوم الاحد ولكن خلف العناوين تساءل بعض المحللين ما اذا كان الصراع لم يباعد من امال السلام مع غزة.
وكتب المعلق الرئيسي في صحيفة "معاريف" وهي صحيفة من يمين الوسط "كانت هذه حربا عادلة ولكنها لم تكن حربا حكيمة. هذه الحرب افترضت تغيير الموقف ولكن للاسف فان الموقف لن يتغير الا للاسوأ."
واصاب نحو 17 صاروخا جنوب اسرائيل بعد وقف اطلاق النار الذي اعلن اولمرت سريانه بدءا من الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت جرينتش). وردت اسرائيل بغارتين جويتين ضد مواقع اطلاق الصواريخ.
وقالت الشرطة ان ثلاثة صواريخ على الاقل ضربت جنوب اسرائيل بعد اعلان حماس وقف العمليات.
وعلى الرغم من الانتهاكات رحبت الولايات المتحدة بوقف اطلاق النار كما عبرت الامم المتحدة عن ارتياحها.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان "الهدف مازال هو وقف دائم لاطلاق النار يتم احترامه بشكل كامل ويؤدي الى تحقيق الاستقرار وعودة الامور الى طبيعتها في غزة."
وقال متحدث باسم الرئيس المنتخب باراك اوباما انه يرحب بالهدنة وسيقول المزيد عن الموقف في غزة بعد ان يتم تنصيبه يوم الثلاثاء.
وفي القدس عبر مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت عن امله ان يتم فتح المعابر اذا ما صمدت الهدنة.
وقال "اذا صمد وقف اطلاق النار وامل ان يصمد سترون المعابر تفتح لكم هائل من الدعم الانساني."
وقالت شرطة حماس ومسؤولون طبيون انه في بلدة بيت لاهيا بشمال غزة نقلت سيارات الاسعاف الفلسطينية اكثر من 95 جثة غالبيتهم لمسلحين كانوا بين الانقاض والمناطق المفتوحة.
وبعض من عادوا الى منازلهم يوم الاحد شعروا بالذهول ان يجدوها مدمرة ولكن كان هناك ايضا الامل.
وقال ابو داود عامر معزيا صديقه "الحمد لله انك ما زلت حيا. المنزل يمكن اعادة بنائه ان شاء الله."
وادى العدد الكبير من القتلى المدنيين والدمار الذي لحق بغزة الى زيادة الضغوط الدولية على اسرائيل لوقف الهجوم الذي بدأته بهدفها المعلن في انهاء الهجمات الصاروخية التي قتلت 18 شخصا على مدى الاعوام الثمانية السابقة.
ومن بين الانتقادات التي وجهت الى اسرائيل اتهامات من قبل كبار مسؤولي الامم المتحدة بانها ربما ارتكبت جرائم حرب بقصفها على نطاق واسع بما فيها مقتل 42 شخصا بينهم اطفال ونساء في مدرسة تابعة للامم المتحدة في السادس من يناير كانون الاول.
ورفضت اسرائيل الاتهامات قائلة ان جيشها وقواتها المسلحة يعملان وفقا لقواعد الحرب.
|