المؤتمرنت - الاهرام - البوارج الإسرائيلية تقصف غزة تطور يعد اختراقا لقراري وقف إطلاق النار اللذين أعلنتهما كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية بصورة منفردة, أطلقت بوارج حربية إسرائيلية أمس عدة قذائف علي مناطق مختلفة في قطاع غزة, مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص ـ رجل وطفلين وسيدتين ـ بجروح متوسطة وطفيفة. ووفقا لشهود عيان, فإن البوارج أطلقت قذائفها باتجاه الساحل الشمالي لغزة, لمنع الصيادين من الوصول إلي البحر, وسط تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء القطاع. في حين دعت فرنسا ـ علي لسان المتحدث باسم الخارجية فريدريك ديزانيو ـ إلي الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار من جانب جميع الأطراف, وأعرب عن دعم بلاده للجهود المصرية للتوصل إلي وقف إطلاق النار وتثبيته.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية أن حكومتها تحتفظ لنفسها بحق مهاجمة أنفاق جديدة, علي حدود قطاع غزة مع مصر, وتستخدم ـ حسب زعمها ـ في تهريب الأسلحة!
وأضافت: إذا اقتضي الأمر أن نتحرك فإننا سنمارس حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا, ولن نضع مصيرنا في أيدي أحد سواء المصريون أو الأوروبيون أو الأمريكيون!
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين, فقد قدمت مصر القدر الأكبر منها خلال أيام الحرب علي غزة, وواصلت تقديمها بعد توقف إطلاق النار, فخلال الأسابيع الثلاثة قدمت مصر عبر منفذ رفح البري1568 طنا من المساعدات الطبية, من إجمالي3449 طنا, بنسبة تتجاوز40% تقريبا, بالإضافة إلي8279 كيس دم وأجهزة للتنفس الصناعي, و36 سيارة إسعاف من إجمالي70 سيارة. كما قدمت مصر1633.5 طن من المواد الغذائية, من إجمالي4275.5 طن من جميع الدول العربية والأوروبية, بنسبة40% تقريبا, إلي جانب250 كرتونة من اللبن الحليب و36 بالتة بطاطين من منفذ العوجة التجاري, وسمحت مصر بدخول309 أطباء, منهم89 طبيبا مصريا و81 عربيا و139 من الجنسيات الأخري, واستقبل معبر رفح558 جريحا للعلاج, يرافقهم545 شخصا, يوجد منهم441 جريحا و436 مرافقا.
وعلي الصعيد السياسي, جدد إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل استعداده لقبول مبادرة السلام العربية كإطار لاتفاقية سلام مع سوريا والفلسطينيين.
وفي سياق متصل, أعلن توني بلير موفد اللجنة الرباعية الدولية إلي الشرق الأوسط أن اللجنة علي استعداد للتحدث إلي حركة حماس, لكنه اشترط لذلك أن تكون جزءا من حكومة تقر بحل الدولتين, وشدد علي ضرورة إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة, تمهيدا لإيجاد حل طويل الأمد مع إسرائيل.
وفي بروكسل, قال وزير الخارجية التشيكية كاريل شوارزنبيرج الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للأتحاد الأوروبي بعد عشاء جمعه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني وشركائه الأوروبيين: هناك ضمانات واضحة من الجانب الإسرائيلي للقيام بكل ما يمكنه من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلي غزة, وأشار إلي أن بعثة خبراء ستتوجه إلي القطاع بعد السماح لها بذلك, ولكن مازالت هناك بعض النقاط بحاجة إلي إيضاحات, مثل ما يمكن أن تحمله البعثة معها؟. لكن وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير أبدي شكوكا حيال الضمانات الإسرائيلية, وقال إن جميع وزراء الاتحاد الأوروبي طلبوا بصوت واحد من ليفني فتح أبواب قطاع غزة.
وعلي الصعيد نفسه, اعتمدت منظمة الصحة العالمية القرار الذي تقدمت به مصر ـ بالتنسيق مع الدول العربية والأجنبية أعضاء المنظمة ـ حول الوضع الصحي الخطير في قطاع غزة المحتل, جراء العدوان الإسرائيلي. |