الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:46 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 09-مارس-2009
المؤتمر نت -  كوكب الذيباني -
المسلمون و الخرافات
المرأة هي موضوع نقاش أبدي وفي مجتمع ذكوري مثل مجتمعنا فأن إعطاء المرأة القوة على أن لا تتزوج في سن صغيرة قد يخيف مثل هذه العقليات؟
اعلم أن هذا الكلام قد يبدوا مبالغا فيه لكني قرأت كتابا قد يترجم مثل هذه التصرفات والتي تتم بمرجعية إلى الشريعة الإسلامية.
فالمرأة بالنسبة لكثير من الرجال هي خط احمر يتعرف به وجودهم ولذلك فان عدم توافرها للزواج عند أي سن قد يخرجها من دائرة سيطرتهم ولكن هذه الرغبة الذاتية لا تقرا فقط على مستوى إفراد بل تكبر لتأخذ شكل مجموعات قد تكون مجوعات دينية.
وقد يكون الدفاع عن هذه القناعات هو دفاع عن مصالح ذاتيه تترجم باسم الدين أو العادات فقلما نجد هذا التجمع في قضية انتهاك لعرض امرأة من قبل المتدينين كما حصل مع أنيسة الشعيبي التي لم يتحرك فيها أي خطيب متدين .
إن قضية المرأة هي خرافة من ضمن الخرافات التي عشناها كعرب ومسلمين أتذكر باني كنت اضن أن المرأة لا تستطيع أن تكون قاضية ولا رئيسة ولا أن تتولى مناصب قيادية وكنت اشبع بان المرأة لا يمكن أن تساوي الرجل في الكفاءة وأنا متأكدة الآن انه لا يمكن أن يكون الدين الذي كانت أول كلمة فيه هي "اقرأ" وكان من أهم دوافعه هو المساواة بين البشر الدين الذي وضع بلال بن رباح على حد سواء مع كبار قريش.
اشعر بأننا لا نتكلم عن الإسلام بل نتكلم عن ذواتنا عن رغبات الخوف من أن تكون المرأة في منبر قوة.
أعود لأقول بأننا عشنا خرافات عن المرأة وعززها انه لا يوجد فهم حقيقي لمقاصد الدين معظم هؤلاء لم يشعروا بمعاناة طفلة عندما تتعرض للاغتصاب وتتحول حياتها إلى مجرد الآم ولم يفكروا بالأمراض التي تتعرض لها هذه الفتيات بسبب الزواج المبكر جل ما نفكر به بأن هذا يتعارض مع النبي محمد رغم أن هناك أراء فقهية ترجح بان قصة زواج عائشة في سن صغيرة هي قضية غير مؤكدة تاريخيا.
لكني أتساءل فقط هل الاغتصاب يكون شرعيا باسم الله لأنه لا يوجد له معنى غير هذا ففي قضية نجود لم تكن ترغب في المعاشرة ورغم وجود نصوص تحرم معاشرة الزوج لزوجته بغير رضاها.

إنها ثقافة خفية هي ذاتها الثقافة التي لا تحبذ الفتيات المتعلمات لأنهن متمردات ويصعب السيطرة عليهن ولاحظوا معي هنا أن "السيطرة" هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن يتعامل معها بعض الذكور مع زوجاتهم.

ولغة "السيطرة" هي لغة عربية المنشأ تمارس على جميع المستويات لأنها لغة الشخص الذي فقد القدرة على الحوار والقدرة للسماح للشخصيات الأخرى بالنمو إلى جانبه لان هذه الشخصية لا ترى إلا ذاتها وهي شخصية ضعيفة تحتمي وراء التصريحات الرنانة والصوت العالي لكنها في باطنها تعلم أن أي شخصية إنسانية حقيقة قد تكشف زيفها.

ولابد أن اذكر أن البعض يكون صادق النية ولكنها تربية تربينا عليها ولم نجد الجرأة على أن نتحدى أي فكرة تحت مسمى الدين وان نقول لها خطأ بصوت عالي لأننا لو قلنا "لا" سوف نقولها لله وليس لهذه القناعات التي هي من صنع البشر والتي تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ.

وهنا سوف نأتي لخرافة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والتي حول البشر هذه القيمة إلى وسيلة لتدخلهم في شؤون الغير وجعل البشر أنفسهم سوط الله على الأرض واستخدموا الدين كترخيص لمزاولة هذه المهنة ولم يعلموا بان هذه الآراء ليست ثوابت دينية ولا ملزمة بل آراء فقهية تتناسب مع البعض وقد لا تتناسب.

و هنا أنا لا أتكلم عن حادثة رفض وضع قانون للزواج المبكر لكني أتطرق لثقافة النفاق الديني والاجتماعي والذي يميل إلى المنع ونزع الحريات بأي مسمى كانت:ديني عاداتي.
فكم نتمنى نحن النساء أن يكف خطباء المساجد عن التحدث عن حجاب المرأة وطاعة الزوج وكلها جزئيات تدافع عن ذكورية الخطيب لا عن واجبه الديني ونتمنى أن يتكلم الخطباء عن مشاكل النساء من المعاكسات والمعاملات الدونية والطلاق وعن النساء اللائي يتم تعذيبهن في السجون.

أن الخطباء الدينين هم مشروع حقوقيين صنعهم الدين لكنهم أصبحوا أدوات لشرعنة التحامل سواء على المرأة أو على غيرها.

أنا أرى الإسلام دين أعمق من ذلك وأننا لابد أن نتحرر من السيطرة الدينية الضيقة التي ترمي في وجوهنا تهم "كالإنفلات" و"اللاتدين" وفي بعض الأحيان "الكفر" إذا ما فكرنا في الخروج من هذه الدائرة.

لذا فأنه ليس من المستغرب هذا التكتل لإخراج فتوى معارضة انها ليست مجرد راي مخالف بل تعارض مع مصالح مع قناعات تدافع عن نفسها بشراسة وهذا ما يحصل مع قضية الرسوم الدنماركية والتي هب البعض للتكفير والاتهام بالعمالة لمن أعادوا النشر بقصد المدافعة.

إنها أزمة اكبر من تحديد سن الزواج وتكرر بتكرر الحوادث وقد تختلف لكن السبب واحد هو اننا لم نخرج من عباءة الرؤية الذاتية وان المسلمين "الجدد" لم يدافعوا عن ديننا ليس "بالتكفير" بل ارساء الدين والخروج من سيطرة الموجة الدينية في العالم العربي والإسلامي والتي تقسمنا إلى سنيين وشيعة فنحن في حاجة إلى مسلمين حقيقيين يفهمون الدين لا يحفظونه.
في الأخير أتمني أن نرى أنفسنا أناسا وهبنا الله الحرية قبل الإسلام لأنه عز وجل يأنف أن تكون عبادتنا له "سيطرة" بل "تسليم




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر