الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:06 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 14-مارس-2009
المؤتمر نت -  -
حقائق لا يجب إغفالها
على الرغم من أن البيان الصادر عن الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للإصلاح قد اتسم هذه المرة نسبياً ببعض العقلانية والهدوء إلا أن بعض ما جاء فيه من مواقف غامضة يثير الكثير من التساؤلات وبخاصة حول ما ورد في البيان عما أسماه بالقضية الجنوبية أو حرب صعدة، حيث لم يحدد "الإصلاح" رؤية واضحة إزاءهما أو كيف ينظر إليهما تحديداً وتصور الحلول لهما.. في الوقت الذي تشير فيه الكثير من الدلائل إلى أن للغالبية من قيادات وأعضاء "الإصلاح" كما هو حال كافة أبناء الوطن موقفاً واضحاً إزاء تلك الأنشطة المعادية للوطن ووحدته والتي تقوم بها شرذمة صغيرة تدعو للعودة بالوطن إلى ما قبل الـ22 من مايو 1990م عن طريق ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.. وهي ذات العناصر التي لازالت تفكر بنفس العقلية التي أثارت في الأعوام 92، 93، 94م فتنة مدفوعة الثمن الذي تسلمته على حساب الدم اليمني الذي أهدر والأرواح التي أزهقت من الشهداء العسكريين والمدنيين وكذا الممتلكات العامة والخاصة التي دمرت تحركها الرغبة الدفينة في إشاعة الخراب في الوطن..

وهي الفتنة التي تم إخمادها بفضل الله وتلاحم أبناء القوات المسلحة والأمن وكل أبناء الشعب وقواه السياسية والاجتماعية وغيرها ومنها "التجمع اليمني للإصلاح".
فهل يعني الاعتراف بما تسمى القضية الجنوبية لدى هؤلاء الإقرار بما تقوم به تلك العناصر الخارجة على الدستور والقانون من أنشطة تخريبية هدامة تحاول النيل من الوحدة الوطنية، وبث ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد؟!.
وهل يعني الاعتراف بما يسمى القضية الجنوبية إلغاء الدستور الذي استفتي عليه الشعب وإعادة تجزئة الوطن مرة أخرى؟!..

وإذا كان لدى الأخوة في "الإصلاح" أو غيرهم رؤية غير ذلك أو موقف آخر إزاء ما تقوم به تلك العناصر التخريبية فليقدموها بموضوعية وشفافية باعتبار أن الوطن مسئولية الجميع وملكهم جميعاً وحتى لا ينطبق عليهم المثل القائل "أنت في الكلام فصيح أما في العمل معذور".

أما في ما يتعلق بموضوع صعدة فإن ما جاء في "البيان" قد اعتسف الحقائق وجانب الموضوعية والاتزان.. فكيف نفهم ما جرى من فتنة في صعدة أشعلها وعبر خمس جولات من الحرب عناصر من مخلفات الإمامة من أجل إعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى ما قبل قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م .. وهي عناصر يعرف الجميع من أين تتلقى دعمها وتستمد ثقافتها المشوهة الغريبة على ثقافة شعبنا وتراثه وتقاليده والتي يحاولون فرضها عبر العنف والتخريب وتعكير صفو السلم الاجتماعي.. ومع ذلك فإن الدولة والقيادة وحرصاً منها على إيقاف نزيف الدم وتحقيق السلام قد عملت ومنذ البداية على إرسال اللجان من مختلف التوجهات لإقناع تلك العناصر بالتخلي عن العنف والعودة إلى جادة الصواب وتم بالفعل إيقاف العمليات العسكرية ضد تلك العناصر الخارجة على الدستور والقانون والتي ظلت تقرع طبول الحرب وعلى أساس إنهاء تمترسهم في الجبال وإنهاء الأعمال التي ظلوا يقومون بها وامتدت إلى قطع الطرقات وقتل الجنود والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وكذا تخلي تلك العناصر عن المدارس والمعدات التي قامت بنهبها من الدولة والمقاولين ورفع النقاط التي أقامتها في بعض المناطق في صعدة وعدم التدخل في شئون السلطة المحلية ليعود عناصرها مواطنين صالحين لهم وعليهم كافة الحقوق والواجبات التي كفلها الدستور للجميع في الوطن وبما من شأنه إحلال الأمن والاستقرار والسلام في صعدة ومواصلة جهود البناء والتنمية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

فالدولة خيارها السلام لا الحرب وهي حريصة على أن يعود كل الضالين أو الخارجين على القانون إلى جادة الحق والصواب وأن يستجيبوا لنداء العقل والسلام.
كما أن الدولة حريصة على كل أبناء الوطن ولن تكون ظالمة لأحد أو متآمرة ضد أحد ولا تريد سوى الخير والصلاح للجميع وتحقيق مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وتقدمه وأن يحترم الجميع الدستور والقانون.

هذه هي الرؤية التي يتم النظر بها إلى ما جرى في صعدة من أحداث فتنة ينبغي أن يتعاون الجميع الآن ومن منطلق مسئوليتهم الوطنية على احتواء آثارها وأن يكونوا يداً واحدة في وجه من يقرعون طبول الحرب أو يحاولون إشعال نيرانها مجدداً.

فأمن الوطن واستقراره وازدهاره مسئولية الجميع أفراداً وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني دون استثناء.. فهل لدى الأخوة في "الإصلاح" أو "المشترك" عموماً رؤية غير ذلك نتمنى تقديمها وليس ثمة أي تحفظات إزاء أي رؤية صائبة تستلهم الخير للوطن.. وحتى لا يظل الحديث في مثل هذه الأمور مجرد اسطوانة مشروخة خالية من أي معنى يتم ترديدها في الوقت الذي يعلم هؤلاء بأنهم الظالمون لأنفسهم وللوطن.
*كلمة الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر