راسل عمر القرشي -
( النخبة ).. في مؤتمرهم العام
*بعد صخب شديد ومحاولات عدة هدفت إلى إفشال تظاهرتهم التي تنعقد مرة واحدة كل أربع سنوات .. اكتفى الصحفيون في اليمن بالخروج من مؤتمرهم العام الرابع الذي اختتم أعماله امس بالعاصمة صنعاء بانتخاب نقيب جديد لهم خلفاً للأستاذ نصر طه مصطفى وانتخاب قيادة جديدة لمجلسهم النقابي .

وبعيداً عن الأسماء الجديدة التي نالت ثقة أعضاء الجمعية العمومية وتم انتخابها لقيادة نقابة الصحفيين نؤكد أن المؤتمر العام الرابع للصحفيين تميز بحضور فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي مثل تكريماً للصحفيين .. وفي الوقت نفسه جاءت كلمته لتعكس حرصه على تعزيز قيم الحرية الصحافية المتاحة .. التي لا تتعارض أو تتقاطع مع قيمنا الحية ولا تتعدى مصالح الوطن وحرية الآخرين .

*الصحافة كما أكد رئيس الجمهورية لا تعني المزايدات والمناكفات .. بل هي رسالة إنسانية تقع عليها مسئولية الحفاظ على ثوابت ومصالح الوطن العليا ، والإسهام الفاعل في محاربة ومكافحة كل الظواهر السيئة التي تؤثر على عملية البناء والتنمية وتقف حجر عثرة أمام كافة البرامج والتوجهات الرامية إلى تجاوز كل السلبيات وفي مقدمتها ظاهرة الفساد بعناوينها وأنواعها كافة .. وتعزيز الإيجابيات وتنميتها ..
الصحافة ليست وسيلة للهدم ونشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد ، وإنما وسيلة للتربية الوطنية وخلق ثقافة المودة والمحبة والتسامح بين أبناء الشعب جميعاً .
هكذا أكد رئيس الجمهورية في كلمته التي خاطب بها الصحفيين في مؤتمرهم العام الرابع .. وهي الكلمة التي حملت الكثير من التوجهات التي ينبغي على الصحفيين العمل من أجلها كونهم النخبة وصناع الرأي المعنيين بنشر تلك الثقافة وترسيخها بين أبناء المجتمع ونبذ ما عداها ..

وإضافة لتلك التوجهات العامة الذي ذكر بها فخامة رئيس الجمهورية الصحفيين أكد أيضاً أن الحرية التي تعيشها الصحافة اليمنية والتي بدأت معالمها بالوضوح مع تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ينبغي حمايتها من أيادي العبث والتخريب التي تسعى وتحاول عكس صورة غير صحيحة عن مسارها وواقعها المعيش .

*رئيس الجمهورية وفي سياق تأكيده على الحرية الصحافية وجه الحكومة بسرعة إعداد القانون الخاص بإنشاء قنوات فضائية وإذاعية خاصة والتعجيل في إصدار تراخيص الصحف وإلزام الحكومة على إطلاع الإعلاميين بكل جديد عقب كل اجتماع أسبوعي لها .. إضافة إلى إعلانه إسقاط الحكم ضد الصحفي عبد الكريم الخيواني وهي التوجهات التي تؤكد إيمانه بالرسالة التي يحملها الإعلام ويتحملها الإعلاميون .. وفي الوقت نفسه تقديراً للوظيفة الصحافية وأثرها المباشر والمحوري في سياق البناء التنموي والديمقراطي .

إن الاهتمام بالوظيفة الإعلامية يعد جزءاً أساسياً ومكوناً أصيلاً في وعي وسلوك المشروع الديمقراطي والوطني الذي يعكسه فخامة رئيس الجمهورية وهو الوعي الذي لن يتزعزع ولن يتخلف في جميع الأحوال .

الصحافة تحتل مكانة متقدمة في صلب عملية التحديث والتطوير المستمرين التي يقودها رئيس الجمهورية .. ومواكبة لهذه العملية التحديثية ينبغي على صناع الرأي " الصحفيين " وعقب اكتمال مؤتمرهم العام وانتخاب قيادة نقابية جديدة الوقوف بجدية على قضايا ومحددات تجويد الخطاب الإعلامي وتفعيل رسالته وإمكاناته في سياق خدمة البرامج الوطنية والإستراتيجيات التنموية والإسهام الفاعل في نشر ثقافة المحبة والتسامح ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومحاوره .

-رئيس تحرير صحيفة تعز