الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:05 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 19-مارس-2009
المؤتمر نت - أحمد الحبيشي أحمد الحبيشي -
مأزق الصدام بين الأيديولوجيا والحقيقةاليمن والسعودية شريكان في الحرب على الإرهاب (6)
بادئ ذي بدء ينبغي الإقرار بأن مقالات الأخوين عبدالفتاح البتول ومروان الغفوري المنشورة في صحيفتي “الناس” و«المصدر» تستحقان النقاش، لأنها تميزت بوضوح أفكارها، وابتعاد كاتبيها عن التدليس الذي كان -ولا يزال- صفة ملازمة لمواقف العديد من كتاب التيار الإسلامي الذين يحرصون على تدليس آرائهم وتصريحاتهم ومواقفهم من الإرهاب، بالتهرب من تحديد موقف صريح من الإرهاب سلباً أو إيجاباً،
على النقيض من آراء ومواقف رموز التيار الصحوي الإخواني في السعودية التي سبق لنا تسليط الضوء على بعضها في الحلقات السابقة من هذا المقال، لجهة تلاقح المنهج التكفيري الوهابي والمنهج التكفيري الإخواني القطبي على تربة الجهاد الأفغاني، منذ ان تولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من واشنطن أذان التكبير لانطلاقته في أفغانستان -أوائل الثمانينات من القرن العشرين المنصرم- بالتنسيق مع المخابرات الباكستانية ومخابرات بعض الدول الأوروبية والعربية، في سياق الاستقطابات والصراعات السياسية والعسكرية والأيديولوجية لمرحلة الحرب الباردة.
ولئن كانت مقالات الأخوين البتول والغفوري تنطوي على أفكار تساعد على النقاش الموضوعي بعيداً عن التعميم أو الاستهداف الشخصي، فقد حرصت في الحلقة الماضية على مقاربة بعض الجوانب المحورية في الفكر السياسي للحركة الصحوية السعودية، بوصفه الحاضنة الأم للجماعات الجهادية المقاتلة التي تتقاطع مع حركات وأحزاب الإسلام السياسي في الدعوة إلى بناء الدولة الإسلامية، واقامة نظام الخلافة وتطبيق حاكمية الله والشريعة الإسلامية، تحت وصاية رجال الدين الذين يتولون -حصرياً- التحدث باسم الله ورسوله الكريم، وتعريف الإسلام، وتقرير ما يجوز ولا يجوز من التشريعات والسياسات الاقتصادية والثقافية والمالية، وتوصيف الموقف من الآخر المغاير، والعلاقة بين دار الإسلام ودار الكفر، ودار المعاش ودار الحرب!!
ولما كان المحتوى الرئيسي للأفكار الواردة في مقالات الأخوين عبدالفتاح البتول ومروان الغفوري يتعلق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وفيلم “الرهان الخاسر”، فإن أي مناقشة موضوعية لمقاربة هذه الأفكار، تستلزم تعريف المنظومة الفكرية للحركة الصحوية الإخوانية السعودية على نحو ما عرضناه في الحلقة السابقة من هذا المقال، كما تستدعي أيضا تعريف الأفكار الجوهرية لزعيم تنظيم “القاعدة” في الجزيرة العربية الذي يضم جناحي هذا التنظيم في السعودية واليمن، والتي عرضناها بالتفصيل في الحلقة الثالثة نقلاً عن صحيفة “الناس” التي نشرت تلك الأفكار في سياق الحوار الذي أجراه أحد محرريها مع زعيم تنظيم “القاعدة” الجديد في مخبئه السري، وهي خلاصة لأفكارالشيخ محمد بن عقلا الشعيبي، والشيخ أسامة بن لادن، والدكتور أيمن الظواهري، والشيخ أبو حفص الموريتاني، والشيخ جلال الدين حقاني المنشورة في كتبهم وخطاباتهم المطبوعة، أو المنشورة في الصحف وشبكة الإنترنت.
وبوسع كل من يتأمل أفكار البتول والغفوري ويقارنها بأفكار شيوخ الحركة الصحوية السعودية وشيوخ “القاعدة” وأمرائها، أن يلاحظ تقاطع جميع هذه الأفكار في سياق اللعبة العمياء للإسلام السياسي الصحوي الذي يدفع ثمنا باهظا جراء تورطه في توظيف الدين لأغراض سياسية، وما يترتب على ذلك من اغتراب الخطاب الإسلامي الحزبي وعجزه عن الخلاص من مأزق الصدام بين النص والواقع من جهة، وبين الأيديولوجيا والحقيقة من جهة أخرى، حيث يتم اختزال الواقع في النص، والحقيقة في الأيديولوجيا، وفق قراءات تستبعد العقل السياسي النقدي من العالم الواقعي، وتستعين بالمشروع الأيديولوجي الملتبس بالدين، لبناء عالم افتراضي خارج الزمان والمكان والتاريخ والحضارة.
يفترض البتول في مقاله الذي نشرته صحيفة “الناس” (العدد 432) بتاريخ 2 فبراير 2009م تحت عنوان (الدولة والقاعدة بين المواجهة والمعالجة) إن إعلان توحيد تنظيم “القاعدة” في اليمن والسعودية تحت قيادة موحدة، يعد تطوراً مهماً في مسار هذا التنظيم، على إثر موافقة أسامة بن لادن على أن تكون اليمن مقراً ومكاناً لقيادة تنظيم القاعدة” في جزيرة العرب، حيث كان المراقبون (يتوقعون تشرذم التنظيم بعد المواجهات والضربات الأمنية التي تعرض لها في كل من السعودية واليمن، لا توحيده على مستوى الجزيرة العربية ليجمع بين قوة وبأس فرع اليمن، ودعم مال السعودية بهذه الإمكانات الهائلة والتصورات الواضحة والقدرات الإعلامية القوية)، مشيراً إلى دلالة إعلان توحيد جناحي القاعدة في السعودية واليمن بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصاعد الغضب الشعبي المتنامي ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني!!
وبحسب رؤية البتول، فإن تنظيم “القاعدة” (خرج قوياً وموحداً من جميع عملياته ومواجهاته مع الدولة في اليمن والسعودية بعد أن فشلت الضربات الأمنية والمواجهات النارية والحوارات الفكرية في اجتثاث تنظيم “القاعدة”).. ثم يعرج فجأة وبدون مقدمات على فيلم “الرهان الخاسر”، مشيراً إلى (أن الفيلم عمل خاسر وفاشل، لأنه أكد غياب المعلومات الصحيحة والرؤية الواضحة والأبعاد الواقعية لتنظيم “القاعدة”)، بحسب تعبيره.
لا يخفي البتول قناعته بأن تنظيم “القاعدة” بزعامة الشيخ أسامة بن لادن يخوض حرباً ضد الصليبية والصهيونية العالمية، وأن ما تقوم به “القاعدة” في أفغانستان والعراق ليس إرهاباً بل مقاومةً وجهاداً..!! وانطلاقاً من هذه الرؤية يخلص البتول إلى الإيحاء بضرورة الحوار بين الدولة وتنظيم “القاعدة”، بذريعة أن العلاقة بين الدولة والقاعدة تتطلب مراجعة جادة من قبل الطرفين، مشدداً على أنه ((لا ينبغي إصدار الأحكام ضد مقاتلي “القاعدة” وغمط حقهم والتهوين من وجودهم وفكرهم، وإنكار إخلاصهم وصدقهم وتكوينهم الديني والعقدي)) بحسب قوله.
الملفت للنظر أن مضمون مقال البتول في صحيفة “الناس” يتطابق مع مضمون مقال آخر لأحد الكتاب السلفيين هو سراج الدين اليماني، نشرته صحيفة “أخبار اليوم” المعروفة بتعاطفها مع التيار السلفي الجهادي (العدد 1621 بتاريخ 19 فبراير 2009م)، تحت عنوان (التهوين من شأن القاعدة خطأ)، أوضح فيه أن (تنظيمي القاعدة والجهاد في اليمن لا يزالان الآن على قوتهما بل، وقد يزدادان قوة يومًا بعد يوم)، ثمّ يحذر قائلاً: ((لذلك يجب أن لا نستهين بهم ولا نستفزهم، لأننا في النهاية سنخسر بعضنا بعضاً.. الكل سيخسر نحن وهم))، ولا يكتفي اليماني في صحيفة “أخبار اليوم” بهذا التحليل والتحذير، بل يتجاوز ذلك إلى القول: (دعوهم يخططون على العدو ليذهبوا له إلى عقر داره، ولا توقظوهم ليكشروا عن أنيابهم ويغرزوا مخالبهم في جسد الوطن، فيضرون به ونحن في غنى عن هذا).
في العدد رقم (434) من صحيفة “الناس” يواصل البتول حديثه عن تنظيم “القاعدة” الموحد في السعودية واليمن، بعد أن كان قد وعد في مقاله السابق بمناقشة الأفكار التي عرضها الأمير الجديد لتنظيم “القاعدة” في الجزيرة العربية ناصر الوحيشي في حواره الذي نشرته صحيفة “الناس”، لكنه يفاجئنا بمناقشة فكرتين فقط من بين عشرات الأفكار والقضايا التي عرضها أمير “القاعدة”، وأوردناها في الحلقة الثالثة من هذا المقال كاملة بدون أي حذف.
ناقش البتول فكرة قتل السياح، وفكرة وجوب قتال رجال الأمن الذين يحرسون السفارات الأجنبية، دون غيرها من الأفكار التي تمثل الرؤية الفكرية والسياسية الواضحة لهذا التنظيم السلفي الإرهابي، حيث يستطيع القارئ ملاحظة أن أمير “القاعدة” عرض في حواره مع صحيفة “الناس” أكثر من ثلاثين فكرة وقضية محددة، ذات أبعاد متطرفة، تنطوي على تشويه وتجويف صورة الإسلام ومبادئه وقيمه الإنسانية النبيلة.
وعلى النقيض من موقف البتول في مقاله السابق إزاء أفكار شيوخ وأمراء تنظيم “القاعدة” الذي قال عنهم صراحة إنه ((لا يجوز غمط فكرهم وإنكار صدقهم وإخلاصهم للدين))، يفاجئنا البتول في مقاله اللاحق بمخالفة ما ذهب إليه أمير “القاعدة” في جزيرة العرب ناصر الوحيشي بشأن وجوب قتل السياح، مؤكداً ((أن القتل ليس نزهة، وليست فتوى سهلة يصدرها البعض بغير علم، حتى قتل من يستحق القتل ليس من حق أحد، وإنما من حق الدولة سواء كان مجرماً أو جاسوساً أو مرتكباً عملاً مضراً بالدين والبلد)).
ويمضي البتول في نقد فكرة وجوب قتل السياح إلى القول بأن (أئمة أهل السنة والجماعة أجمعوا على عدم جواز قتل السياح)، ثم ينتقل إلى نقد فكرة أخرى وردت في حوار أمير “القاعدة” مع صحيفة “الناس” وهي وجوب قتل جنود الأمن الذين يعملون في حراسة السفارات الأجنبية التي يرى أمير “القاعدة” أنها لا تعدو أن تكون سوى “أوكار للحملة الصليبية على الإسلام والأمة الإسلامية”،
وإذ ينكر البتول على أمير “القاعدة” وصف جنود الأمن بحراس الأوكار الصليبية، ويعارض قوله بإباحة قتلهم تحت مبرر أنهم عون للحملة الصليبية على الإسلام، يدهشنا البتول بالبحث عن جذور هذا الاعتقاد الخاطئ في الزيدية فقط بقوله: (إن هذا الاعتقاد يندرج ضمن باب قياس التكفير بالالزام وهو ما اشتهر به أئمة الهادوية)، الذين قال إنهم (أكثر من كفروا المطرفية بالإلزام، وأباحوا دماءهم وأموالهم)، متجاهلاً -أي البتول- جذور هذا الاعتقاد الخاص الذي تؤمن به وتمارسه “القاعدة” و”طالبان” وجماعات العنف الجهادية في فقه أئمة أهل السنة الذي قال عنهم البتول إنهم أجمعوا على خلاف ما ذهب إليه أمير “القاعدة”، فقد درج شيوخ “القاعدة” وأمراؤها على دعم أفكارهم المتطرفة وتأصيل جرائمهم الدموية بفتاوى ووجهات نظر فقهية ترجع إلى فقه من يسمونهم “أئمة أهل السنة والجماعة” الأسلاف أمثال ابن تيمية، وابن القيم، وابن رجب الحنبلي، كما ترجع أيضاً إلى بعض الشيوخ الحنابلة من أهل السنة، وأبرزهما الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وصولاً إلى شيوخ الفكر الصحوي الجهادي في السعودية وأبرزهم الشيخ محمد بن عقلا الشعيبي، والشيخ الدكتور ربيع بن هادي المذحلي، والشيخ محمد بن صالح المنجد، والشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ علي الخضير (قبل تراجعهما)، والشيخ سفر الحوالي، وهو ما سنأتي إلى توضيحه لاحقاً.
وفجأة، وبدون مقدمات يخلص البتول في نهاية مقاله إلى معارضة قرار مجلس النواب بتحديد سن زواج الفتيات بهدف إيقاف الكوارث المأساوية التي تنشأ عن إباحة تزويج الصغيرات والأطفال الإناث، محذراً من أن هذا القانون يصادم الشريعة الإسلامية بحسب رؤيته، ويخدم التيارات العلمانية، ويعطي تنظيم «القاعدة» والتيارات المتشددة وجماعات العنف مبرراً لمواجهة الدولة بذريعة أن برلمانها يسن قوانين تصادم الشريعة الإسلامية التي يوحي البتول بأنها تبيح تزويج الصغيرات والأطفال الإناث!!!
من جانبه كتب الأخ مروان الغفوري مقالة في العدد رقم (64) من صحيفة «المصدر» الذي صدر يوم الثلاثاء 3 مارس 2009م، بعنوان: (فيلم الرهان الخاسر مسودة خراب). وقد انطوت المقالة على أفكار تستحق النقاش من اجل فهم أعمق لمنطلقات الحملة على هذا الفيلم وابعادها السياسية والأيديولوجية.
كان الكاتب واضحاً في مقدمة مقالته التي هاجم فيها فيلم «الرهان الخاسر»، حيث أشار إلى ان الحكومات العربية -على اختلافها- ترفض وضع تعريف واضح للإرهاب، لافتاً النظر إلى أن المقاومة هي إرهاب في المفهوم العربي السائد، ((حيث تجرى عمليات إعلامية وامنية قانونية واسعة في عديد من الدول العربية للزج بكل مظهر اسلامي على صعيد السلوك او الخطاب في خانة الإرهاب)) (!!!)
تأسيساً على ذلك يقرر الغفوري أن الدول العربية لا تصر على ضرورة التفرقة بين المقاومة والإرهاب، ولا تستوعب الكلفة العالية لسوء التعامل مع المشهد الإسلامي في أفغانستان وفلسطين والعراق والصومال.. وبحسب رؤية الغفوري فانه لا يمكن التعاطي مع فيلم (الرهان الخاسر) خارج سياقه الموضوعي المتمثل بالنصر الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية في غزة أثناء مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي خرج مهزوماً بينما خرجت (حماس) منتصرة، الأمر الذي ((أعاد الدائرة الى نقطة البداية، ونسف كل عمليات الشيطنة التي دشنها النظام العربي الرسمي ضد المقاومة))، حيث يكرس فيلم (الرهان الخاسر) ما وصفه الغفوري الاعتماد على الصور النمطية الرائجة في الدراما العربية عموماً والمصرية على وجه التحديد من خلال التشهير بالحركات والجماعات الإسلامية وإلباسها فكر وسلوك القوى السلفية المتشددة .
في هذا الإطار يرى الغفورى ان فيلم (الرهان الخاسر) وهو يكرس هذه الصورة النمطية التي لا تفرق بين الجماعات السلفية من جهة، وبين ما اسماها (التنظيمات الإسلامية المدنية) من جهة أخرى فانه يستفز بدرجة رئيسية السلفيين المتحالفين مع النظام من خلال تسويق الهيئة السلفية كأقرب النماذج المعبرة عن شخوص الارهاب، وهو ما يفسر استياء السلفيين في اليمن من الفيلم بحسب قول الغفورى! وبوسع من يقرأ مقاله جيداً، ملاحظة انه حرص على البحث عن مسوغات ذرائعيه لتسويق رؤيته الخاصة بالارهاب، من خلال إصراره على التعاطي مع الفيلم لا بوصفه عملاً فنياً يحتمل النقد الموضوعي بأدوات الفن بدلاً من أدوات السياسة والأيديولوجيا، بل بوصفه (منشوراً أمنياً لا ابعد من ذلك) بحسب تعبيره!!.
ويدهشنا الغفوري بعد بضعة سطور من وصف الفيلم بانه لايعدو ان يكون سوى منشور أمني بالقول: (ان الفيلم كان بامتياز عبارة عن مجموعة من المقولات الفكرية التي تغالب وتتغلب على مقولات أخرى مناوئة).. ثم يضيف إلى ذلك اتهاماً صريحاً للفيلم بالسطحية، لأنه (يقدم صورة لطريقة تفكير الارهابي الذى يكفر الرسم والفن اجمالاً، ويكسر المسجل والتلفزيون، ويحرم على النساء العمل والدراسة، ويطلب من شقيقته ان تحتجب منه، كما يحرم أيضاًً خروج البنات الصغار إلى السوق.
ويسخر الكاتب من مضمون الفيلم الذي يعرض هذه المفاعيل الثقافية والمعتقدات التراثية كأساس لنمط تفكيرمتطرف يسهم في اعداد الأجساد المفخخة وصناعة الموت، مشيراً الى أن كل ما يقال عن وجود هذا النمط من التفكير في حياتنا هو عبارة عن (حواديت) كان يسمعها في القرية عندما كان صغيراً، ولكنه لم يجد لها أثراً في الحياة والواقع!!
ومما له دلالة ان الكاتب مروان الغفوري اعتبر الفيلم إهانة صارخة لما أسماها (اللحية اليمنية) التى جرى تقديمها في الفيلم كمظهر لشخوص الإرهاب، كما حرص -في الوقت نفسه- على اختتام مقالته بالنفي القاطع لكل ما أورده فيلم (الرهان الخاسر) من تحريم المتطرفين للفنون والموسيقي والعمل وتعليم النساء، والإفراط في إعلاء شأن التدين الشكلي الذي يلزم الرجال بإعفاء اللحى، وإسبال الثياب وحث الشوارب!!
ويبقى القول إن هذا المقال تميز بوحدة بنيوية متماسكة منذ بداياته التي استهلها بالحديث عن ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة، والتأكيد على أن المفهوم السائد للإرهاب في النظام العالمي والعربي الرسمي هو المقاومة، مؤكداً قناعته بأن مقاتلي طالبان ليسوا متطرفين، وإنما هم (أفغان يقاتلون الأغيار في بلادهم)، الأمر الذي يستوجب من وجهة نظرنا، قراءة نقدية تحليلية لمجمل أفكار مقالة الأخ مروان الغفوري التى تتسق شكلاً ومضموناً مع الأفكار الواردة في مقالتي الأخ عبدالفتاح البتول، على نحو ما سنأتي إليه في العدد القادم بإذن الله.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر