المؤتمرنت -وكالات - شهادات مروعة لجنود شاركوا بعملية غزة نشرت صحيفة إسرائيلية شهادات لجنود شاركوا في الحملة العسكرية التي استهدفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، أثارت الكثير من الجدل حول التزام الجيش الإسرائيلي بقواعد الحرب خلال عملياته، حيث كشفوا عن حوادث قتل لمدنيين وتدمير ممتلكات بصورة متعمدة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "إطلاق النار والبكاء" روايات لجنود قالوا إن الأوامر التي تلقوها "خالفت المنطق" وقواعد الاشتباك، وأوحت إليهم بأن "كل شيء كان ممكناً في قطاع غزة" المزدحم بالسكان، في حين تعهدت تل أبيب بالتحقيق في صحة هذه المزاعم، في حين حذر مسؤول من "سقوط أخلاقي حقيقي" للقوات الإسرائيلية.
وكانت الصحيفة قد بدأت بنشر الشهادات الخميس، واستكملتها الجمعة، ونقلت فيها عن قائد إحدى المجموعات العسكرية قوله: "لقد كان من المفترض بنا اقتحام أحد المنازل باستخدام مدرعتنا، ومن ثم إطلاق النار في الداخل."
وأضاف: "أنا اعتبر ذلك جريمة قتل.. لقد طُلب منا التنقل بين الطوابق وإطلاق النار على كل من نجده.. وقد سألت نفسي: أين المنطق في كل هذا؟"
وتابع: "لقد رأى قادتنا وجوب السماح بذلك باعتبار أن كل من ظل في مدينة غزة هو إرهابي ومدان، لأنه لم يستجب لطلب المغادرة، وهذا ما لم أفهمه، فمن جهة ليس بوسعهم (سكان غزة) الذهاب إلى أي مكان، ومن جهة فإنهم (القادة) يقولون لنا إن كل من لم يغادر يتحمل مسؤولية خطأه، وهذا أخافني قليلاً."
وذكرت هآرتس أن شهاداتها تستند إلى ما قاله عدد من الجنود الذين شاركوا في دورة تدريبية جرت في كريات ديفون بمعهد إسحاق رابين، بعد انتهاء معارك غزة، وقد قال داني زيمير، رئيس برنامج تدريب ما بعد الخدمة العسكرية، إنه لم يكن على علم بما سيدلي به الجنود، دون أن ينكر بأن ما سمعه "أصابه بالصدمة."
ونقلت الصحيفة أن زيمير رفع شهادات الجنود إلى قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، محذراً من سقوط أخلاقي حقيقي في الجيش الإسرائيلي."
وقد رفض زيمير التعليق لـCNN بدعوى أنه يرفض التحدث للصحافة الأجنبية، غير أنه قال لإحدى شبكات التلفزة الإسرائيلية إن أخطر ما في القضية كان: "توفير أجواء لعناصر بعض الوحدات توحي بإمكانية القيام بكل ما يرغبون به حين يتعلق الأمر بمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وفي الحالات القصوى.. أرواحهم."
وبرز في الشهادات أيضاً قول أحد قادة الوحدات إن أحد الضباط طلب من جنوده الصعود على سطح منزل في غزة وإطلاق النار على امرأة طاعنة في السن كانت تمشي في الشارع على مسافة بعيدة، في حين قال جندي آخر إن هذه الخطوة يمكن تفهمها باعتبار أنه من الصعب تحديد عناصر حماس بين المدنيين، كما أن الحركة تستخدم بعض المدنيين للمراقبة.
بالمقابل، قال قائد آخر إنه احتج على أوامر القيادة بقصف منازل تعود لمدنيين دون إنذارهم، وبعدما تبدلت الأوامر واجه احتجاجات بين جنوده الذين قال بعضهم إن كل من في غزة "إرهابي."
وقال جندي آخر: "لن يقول القادة شيئاً لكن يمكن الخروج بانطباع مفاده أن الأمر غير منطقي، كأن تقوم بكتابة 'الموت للعرب' على الجدران أو تبصق على صورة تعود لعائلة لمجرد أن بوسعك القيام بذلك، أعتقد أن هذه هي الأمور الأساسية لتفهم كيف انحدرت أخلاقيات الجيش الإسرائيلي، وهذا ما سأذكره بشكل كبير."
وبحسب الصحيفة، فقد نفى الجنود الذين تحدثوا أي مشاركة مباشرة لهم في ممارسات ضد المدنيين، الأمر الذي رد عليه الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريجيف، بالقول إن المتحدثين نقلوا روايات سمعوها ويجب التحقيق فيها."
وأضاف ريجيف: "نحن نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، وإذا ما ثبتت صحتها فستكون هناك عواقب مناسبة."
وفي الإطار عينه، قال مكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنرال أفيشاي ميندلبلت، المحامي العام للجيش، قرر التحقيق الفوري في ما أفاد به الجنود، في حين قال وزير الدفاع، أيهود باراك، للراديو العسكري إن لدى إسرائيل "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم،" وأن الشهادات "ستخضع لتحقيق دقيق."
أما على المستوى المدني، فقد دعت تسع جمعيات إسرائيلية لحقوق الإنسان النائب الإسرائيلي العام، مناحيم مازوز، لإعادة النظر في قراره الرافض لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في ممارسات الجيش خلال عملية غزة التي حملت اسم "الرصاص المصبوب."
|