نصر طه مصطفي -
ما بعد إخلاء الطرف النقابي
أجمعت كل الكتابات التي تحدثت عن وقائع المؤتمر العام الرابع لنقابة الصحفيين اليمنيين على حالة الفوضى وعدم الانضباط التي شهدتها قاعة المؤتمر عند بدء جلسة العمل الأولى التي أعقبت الجلسة الافتتاحية التي حضرها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح... وفيما أتفق مع وصف ما جرى في الجلسة الأولى فإني لست مع الذين فهموا حديث الرئيس
في كلمته الافتتاحية بأنه وصف الصحفيين بالفرزة، فأنا على يقين بأن الرئيس لم يقصد ذلك بحال من الأحوال، فما حدث أن الرئيس وهو يعدد ما وجّه به في كلمته من إسقاط للعقوبة عن الزميل عبدالكريم الخيواني والبدء في إنجاز القانون الخاص بالقنوات والإذاعات الخاصة والترخيص لطالبي إصدار الصحف أن تعالت بعض أصوات الزملاء مطالبة بتنفيذ التوصيف الوظيفي ما أحدث بعض الضجيج جعل الرئيس يقول لهم مداعباً أنتم في مؤتمر للنخبة ولستم في فرزة فكان أن عاد الجميع للصمت والاستماع بما يليق بخطاب الرئيس من الاهتمام والمهابة
كان لا بد من توضيح هذه المسألة أولاً، وإن كان ما حدث بعد ذلك في جلسة العمل الأولى من عدم انضباط أمر مؤسف، كما أن عدم المبالاة في باقي الجلسات بمناقشة الوثائق المقدمة من المجلس السابق كان هو الآخر أمراً مؤسفاً... وفي الحقيقة لا يمكن إعادة السبب وراء ذلك إلى هيئة رئاسة المؤتمر بل إلى أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم الذين تجاوزوا الألف عضو، وهو عدد يصعب السيطرة عليه وضبط إيقاع حركته بالتأكيد ناهيك عن أن غالبيتهم بدوا كما لو أنهم جاءوا فقط لانتخاب نقيب ومجلس جديد وليس شيئاً غير ذلك مثل محاسبة النقيب والمجلس المنتهية ولايتهما.. وعلى كل حال يبدو أن الزملاء الذين رأوا ضرورة الفصل بين الدورات الانتخابية والوثائقية كانوا على حق في ضوء ما لمسناه خلال المؤتمر الرابع، الأمر الذي يجعلنا نسعى بكل الجدية المطلوبة لعقد دورة وثائقية عند انتهاء اللجنة المكلفة من الجمعية العمومية بإنجاز الصياغة النهائية لمشروع التعديلات على النظام الأساسي ومشروع ميثاق الشرف الصحفي خلال الشهور الستة القادمة للبت في المشروعين
انتهى المؤتمر بنجاح تام ورضا كامل بما أسفر عنه من نتائج، وأضفت الزميلة المميزة دوما والأكاديمية المقتدرة الدكتورة رؤوفة حسن طابعاً رائعاً على المؤتمر بتنافسها الحيوي والديناميكي مع الزميل القدير والنقابي المهني الأستاذ ياسين المسعودي، كما كانت الحيوية التي سادت أجواء التنافس بين حوالي 85 مرشحا لمجلس النقابة أمراً أضفى على هذا المؤتمر ملامح جادة على سباق حقيقي لم تنجح الأحزاب في الحيلولة دونه، رغم كل ما بذلته من جهود... ولأول مرة أجد نفسي أمام ما يزيد عن خمسة وعشرين صحفياً وصحفية يستحقون جميعهم أن يفوزوا بعضوية المجلس حتى أني تمنيت في قرارة نفسي لو أن مقاعد المجلس بعددهم فكل واحد منهم أفضل من الآخر -إن صح التعبير- ولذلك فبقدر ما شعرت بسعادة كبيرة لمن فازوا شعرت بنفس القدر من الحسرة في نفسي على من لم يكتب لهم الحظ بالفوز لأنهم لا يقلون جدارة وكفاءة عمن فازوا... وعلى كل حال أقول لمن فاز أعانكم الله على ما ستجدونه من مشقة خلال السنوات الأربع القادمة، ولمن لم يفوزوا بأن يثقوا أنهم نجوا من الامتحان الصعب الذي سيواجهه الفائزون خلال السنوات الأربع القادمة
من حقي كنقيب سابق أن أستسمح القارئ بأن أوجه كلمات شكر خاصة لمن عملت معهم من أعضاء المجلس الذين فازوا مجدداً والذين لم يترشحوا أو لم يفوزوا... سعيد ثابت ومروان دماج وحمدي البكاري كنتم جديرين بالفوز مرة أخرى وبثقة زملائكم لأنكم وقفتم بصلابة أمام كل الأعاصير التي استهدفت النقابة ووحدتها واستهدفتكم والتي لا يعلمها كثيرون، لكن قلوبهم وجهت أصواتهم لتسجل شهادة غالية لكم من خلال نجاحكم الكبير لصالح أداء المجلس السابق... عبدالله الصعفاني يا صديقي ورفيقي في مفاوضات التوصيف الوظيفي الصعبة لقد كنت مطمئنا على نجاحك الكبير مجددا لأنك كنت فارس الكلمة الشجاعة في كل المواقف... جمال فاضل الجندي المجهول والنقابي الشجاع الذي كان يستحق الفوز هو الآخر إلا أن تواضعه وطباعه الخجولة لم تمكنه من أن يحظى بما يستحقه من الدعاية الانتخابية... ذكرى عباس درة المجلس المكنونة وشعلته المضيئة ورمز الجدية والصدق والوفاء التي زهدت في الترشح مرة أخرى قناعة منها بأنها أدت دورها وأن من حق غيرها أن يحظى بفرصته الكاملة... راجح الجبوبي النقابي الكبير والعريق الذي قال بشجاعة آن الأوان أن نترك الفرصة للجيل الجديد رغم ما يحظى به من ثقة زملائه لأخلاقه النبيلة وخبرته الكبيرة... واثق شاذلي يا صوت الحق دائما والأسد الذي نهابه جميعا من حقك أن ترتاح بعد هذا العطاء الكبير والطويل والصادق... حافظ البكاري وسامي غالب وعلي الجرادي ستظل بصماتكم شاهدة على أداء نقابي مسئول حتى في غيابكم الطويل كنتم معنا دوما قامات كبيرة في كل الظروف... نقيبنا الحكيم ياسين المسعودي وأنت اليوم في موقعك الطبيعي الجدير به والجدير بك نقيبا اخترناه بعقولنا وقلوبنا وحبنا لمهنتنا وحرصا عليها، ثق أننا جميعا سنقف معك في قيادتك لنا ليس فقط لحقك علينا نقيباً ولكن لأننا كذلك تعلمنا على يديك الكثير من أصول العمل النقابي وآدابه وأخلاقياته... وأخيراً أحمد الزرقة أيها الصحفي المميز لك تحية خاصة مفعمة بالحب والتقدير لأنك عملت معي بصمت مديرا لمكتبي في النقابة طوال سنتين وثمانية أشهر لم تبخل عليَّ بنصيحة ولم تتردد في القيام بتكليف ولم تتخل عن واجبك معي في أية لحظة ولم تتوان عن مهمة أوكلتها إليك