بتول السيد -
الأخ الرئيس
أمران يتنفسهما المرء مع هواء اليمن .. «الطيبة والتواضع»، واللتان تنبثقان عن حياة عفوية لا تعرف الكلفة أو التكلف، مهما علا شأن صاحبها أو ارتفع مقامه.
الشعب هناك لا يعرف فواصل أو حواجز، فالجميع مع الجميع .. حتى في «ضنك العيش».. ومع البساطة في كل شيء .. عفوية هناك .. قلما تجد مثيلاً لها في بقع أخرى من البسيطة.
يُخجلون الضيف بكرم الضيافة اللامتناهي، ويغمرونه بالتواضع .. زرت اليمن عدة مرات في مهام صحفية رسمية .. ولم أجد بداً من حبها بصدق. التقيت خلال زياراتي المتعددة بغالبية مسؤوليها، وكبار مسؤوليها من الوزراء، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال، والذي فتح بيته للحوار الصحفي في لقاء يبهر بقدر تواضعه .. وحنكته وحكمته السياسية.
وفي كل مرة كان يراودني حلم لقاء الرئيس لأكمل «سلسلة اللقاءات اليمنية»، حتى سنحت لي أخيراً فرصة لقائه، ولكن هذه المرة كانت على أرض الوطن، حيث التقيته قبيل مغادرته المملكة بساعتين ظهر أمس الأول.
ورغم انشغالاته حينها بلقاء سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، إلا أن الرئيس لم يبخل على «مُحبة اليمن» - كما عرًّفها عليه رئيس مجلس الشورى اليمني «العزيز» عبدالعزيز عبدالغني «صديق الصحافة» - بجزء من وقته المكتظ لإجراء حوار موجز وسريع، بدأه بحديث ودي، وواصله بردود حكمها الوقت، وختمه بوعد بحوار مطول على أرض اليمن.
قبل اللقاء .. وبعده .. بت أفقه أكثر: لماذا يسبق المسمى الرسمي لفخامة الرئيس اليمني كلمة «الأخ».
هامش ليس هامشي:
ما سبق الزيارة من توجيهات لجلالة الملك المفدى بافتتاح سفارة للبحرين في اليمن، وترحيب برلماني بانضمام اليمن لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، لهو محل إشادة في النفوس، فاليمن السعيد بفطرته، يستحق دعمه ومساندته، وضمه إلى أحضان الخليج، فديمقراطيته وقيمه الحياتية الرفيعة لا توازي الثروات .. والبلد وشعبه العربي «القريب» لهو أولى من "الغريب" .
*عن الأيام البحرينية