د.عبدالعزيز المقالح -
22 مايو والثوابت الوطنية
ما من شعب على وجه المعمورة إلاَّ وله ثوابته الوطنية. تلك التي تجمع شتات أبنائه وتوحد رؤاهم في الحاضر والمستقبل. وحين يفقد شعب ما ثقته بهذه الثوابت أو يضعف الولاء الوطني لدى أبنائه فإنه يكون قد افتقد روابطه الأساسية، وفقد معها مقومات النهوض، وأصبح عرضة للتمزق والانهيار.
ونحن في هذا الوطن الحبيب يمن 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو من أكثر شعوب الأرض قاطبة امتلاكاً للثوابت الروحية والوطنية، لذلك لا بد أن نكون في مقدمة الشعوب حرصاً على هذه الثوابت. ولعل أهم ثابتين جامعين لمشاعر أهلنا- في هذه المرحلة التاريخية - هما ثابتا الوحدة والديمقراطية باعتبارهما طوق النجاة من التفسخ والفوضى والعودة بالبلاد إلى أزمنة الاحتلال والاختلال.
من المؤكد أن هناك أشياء كثيرة في واقعنا الراهن تدعو إلى الاحتجاج والقلق وإلى الاختلاف، وهذا شيء طبيعي تشاركنا فيه شعوب الأرض، فنحن بشر تختلف رؤانا وتختلف أذواقنا. ولكن في إطار الثوابت الأساسية التي تجعل كل اختلاف محكوماً بالمصلحة الوطنية ومنطلقاً من هذه المصلحة لا من مصالح الفئات والأفراد أو من رغبات بعض الحالمين وذوي الطموحات الشخصية. ومسيرة التاريخ الإنساني تثبت وجود هذا النوع من الطامحين والحالمين في كل زمان ومكان. ومن حسن حظ الشعوب أن هؤلاء قلة لا تكاد تذكر في سياق الملايين التي وحدتها الثوابت الأساسية أو القيم الوطنية الكبرى وتحصنت بالوعي الوطني الكافي لدحض كل ما يناقض هذه الثوابت أو يقلل من أهميتها.
ولا أحد ينكر أو يدعي أن اليمن خالية من الظلم والفساد، وأنها لا تعاني من اختلال في نظام التوظيف ونظام الرواتب والأجور، ولا أحد ينكر -أيضاً- أن هناك من أثرى بطرق ووسائل غير مشروعة، وأن هناك من تحايل في نهب أراضي الدولة وأراضي بعض المواطنين، ليس في مدينة بعينها ولا في محافظة بذاتها وإنما في كل المدن والمحافظات. وهناك من نهب أراضي الجامعات اليمنية في صعدة وعمران وحجة وصنعاء وإب وتعز وعدن والحديدة، وهناك من باعوا وتاجروا بأراضي الدولة في حضرموت وأبين وفي غيرهما من المحافظات، وكل ذلك مسطور وموثق وأدلته على درجة عالية من الوضوح. لكن وجود هذه المخالفات والسرقات والخطايا لا يدعو تحت كل الظروف إلى التخلي عن الثوابت أو إلى المناداة بالتحلل من الالتزام الروحي والوطني والأخلاقي تجاه الوطن الواحد، ومن أن نجاته وإصلاح أمره لا تتم إلاَّ بالمزيد من التلاحم والاعتصام بالوحدة ونقد الأخطاء وتصويبها وتعميق مضمونها السياسي والوطني، والديمقراطي.
ولست مبالغاً إذا ما قلت أن التواصل اليومي مع نماذج من كل شرائح المجتمع في المحافظات المختلفة يؤكد إيماناً لا يتزعزع بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها ثابتا الوحدة والديمقراطية، وهما القاسم المشترك بين جميع المواطنين اليمنيين، معارضة وحكومة ومستقلين، وإذا ما صدرت بعض الكلمات الصادمة والخارجة عن هذا الإطار الوطني الملتزم فإنها لا تعدو أن تكون تعبيراً غاضباً ومؤقتاً، ولا تعني بحال تحبيذاً لعودة البلاد إلى ما كانت عليه من تشطير وانقسام ومن أجواء مشحونة بحالات الاستعداد للحرب التي تولًّد حروباً وما كان يرافق ذلك من تبديد للطاقات الاقتصادية، لا لشيء إلاَّ لحماية البراميل والأخشاب تلك التي كانت تاريخياً وفي الأساس تحمي الاحتلال من وحدة الشعب الواحد ومن تلاقي أهله على صعيد المواطنة المتساوية ومواصلة التعايش القائم على التفاهم والوئام والتعاون في السراء والضراء على قاعدة دولة مدنية مؤسسية حديثة، دولة لكل مواطنيها (اليمانيين) فلا يعقل أن العالم من حولنا يسير باتجاه التكتل والتوحد في كيانات وطنية أو قومية كبرى، ونسير نحن باتجاه معاكس لحركة التاريخ، في صيرورته المنشودة.
: 93 كاتباً مسرحياً يمنياً في كتاب
عنوان الكتاب (أعلام الأدب والفن المسرحي في اليمن) وقد بذل فيه مؤلفه الأستاذ يحيى محمد سيف جهداً متميزاً لا في تتبع كتّاب المسرح في بلادنا وحسب، وإنما في إضاءة أعمالهم وفي البحث عن المغمورين منهم. ويشتمل الكتاب على تمهيد تاريخي يتناول بدايات هذا الفن في بلادنا وتطوره وقضاياه. ولهذه الأسباب يشكل الكتاب «بانوراما» موسعة عن فن المسرح وأعلامه. وقد أهدى المؤلف كتابه إلى والده المناضل محمد سيف الذي نال الشهادة في دفاعه عن الثورة والنظام الجمهوري. يقع الكتاب في 311 صفحة من القطع الكبير وهو صادر عن الهيئة العامة للكتاب في صنعاء.
تأملات شعرية:
لا أخاف عليها من الغرباء
ولا من عيون الأساطيل
والحاسدين،
فقد ملكتْ أمرَها
وهي الآن في رَيعان الشبابْ.
بيد أني أخاف عليها
من الأهل
- من أهلها- حين يختلفون
كما اختلفت -بعد رفع الموائد-
طائفة من صغار الذبابْ
*نقلا عن صحيفة الثورة