المهندس/ عوض سعد السقطري - 19 عاماً من التغيير الشامل يحتفل شعبنا بكل قواه السياسية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني بالعيد الوطني التاسع عشر لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
ومن المفيد وشعبنا يحتفي بذكرى هذه المناسبة الوطنية الغالية أن نشير إلى أهمية الحدث كمنجز تاريخي عظيم صنعته الزعامات الوطنية لليمن المعاصر وعلى رأسهم فخامة الأخ المناضل علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية.
إن الـ22 من مايو العظيم 1990م يوم مبارك يمثل في حياة شعبنا وفي تاريخ اليمن المعاصر نقله توعية فريدة تميزه عن باقي الأيام ففيه استعاد الشعب وحدته واستعاد الوطن مجده الحضاري في كيان واحد وإدارة سياسية واحدة، بعد أن أسدل الستار على ماضي التشطير وفتح الآفاق أمام المستقبل المشرق.
إن الوحدة اليمنية المباركة التي جاءت في زمن التفكك والانهيارات للنظام الاشتراكي والحروب والصراعات في العديد من الدول والمجتمعات والتي قوبلت بالمباركة والتأييد من كل الأشقاء والأصدقاء والعالم أجمع، وبما أحدثته من تحولات عميقة وتغييرات جوهرية هائلة في حياة شعبنا لا شك أنها قد شكلت قيمة عظيمة في عقل ووجدان الإنسان اليمني الذي طالما عبر بمُثله الإنسانية عن مبادئ الثورة اليمنية والتطلع للوحدة الوطنية وبلوغ الحرية والحياة الكريمة.. إن علينا أن نقف أمام هذه القيمة العظيمة للوحدة ونعتز ونفاخر بها وبالتحولات والإنجازات الكبرى التي تحققت في ظلها ونحتفي مبتهجين ونحن نواصل الخطى بثقة مطلقة مشبعة بالروح الوطنية في ظل راية الجمهورية اليمنية وتحت قيادة الزعيم الوحدوي باني نهضة اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي كرس جهوده من أجل اليمن ووحدتها حتى أصبحت شامخة وقوية بين الأمم والشعوب.
إن وطن الـ22 من مايو وهو يقف اليوم بهذا الشموخ وهذه الرفعة والمكانة بين الأمم ما كان له أن يزدهر لولا هذه الروح الوطنية التي انطلق منها فخامة الرئيس في بناء نهضة اليمن ومعه المخلصون الشرفاء من أبناء الشعب - إذ أن الوحدة اليمنية ظلت في وجدان كل اليمنيين قبساً يهتدى به ومنحت أبناء الشعب القوة وحق المشاركة في بناء الوطن الموحد بقدر عال من المسئولية وبعيداً عن الأنانية مترجمين بذلك الولاء والانتماء للوطن الحبيب.
ولأن الإنجاز الوحدوي التنموي جاء مدعوماً بالإرادة الشعبية فإن ملامح الثمار التي تحققت في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية طيلة الـ19 سنة من عمر الوحدة تبدو ومنذ الوهلة الأولى جلية وبارزة فكانت الوحدة أكبر إصلاح سياسي في اليمن ومثلت إعادة رد الاعتبار والكرامة وعزة الشعب اليمني- فبعد خروج أبناء اليمن من دائرة اليأس والانقسام تم إزالة حواجز العزلة بين أبناء الوطن الواحد، كما أزيلت من النفوس ترسبات الماضي التشطيري ووقف الشعب ضد المؤامرات والمحاولات الحاقدة التي حاولت النيل من الوحدة والإضرار بها متجاوزاً كل الأساليب العتيقة باقتدار وفكر متجدد وكما التحمت القلوب وتشابكت المصالح بين أبناء الوطن الواحد فقد شهد الوطن خلال هذه المرحلة الجديدة عهداً مزدهراً من التغيير الشامل، فمن خيرات الوحدة وعطاءاتها ونعمة الأمن والأمان إلى نعم الحريات العامة والشخصية واحترام حقوق الإنسان والتعددية السياسية وحرية الرأي والتحولات الديمقراطية، حيث شكلت الوحدة والديمقراطية تلاحماً وترابطاً وثيقاً بينهما ودلالة ذلك ما تحقق على صعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومجالس السلطة المحلية، وانتخاب المحافظين، ومن إيجابيات الوحدة المباركة ما وصلت إليه المرأة اليمنية من مكانة في المجتمع اليمني حيث أصبحت متبوئة للمناصب السياسية المختلفة، كما هي الطبيبة والمدرسة والمهندسة والأستاذة الجامعية والعاملة وسيدة الأعمال الناجحة، وبروز الكثير من المثقفين والمثقفات ممن أحدثوا تغييراً في الحياة اليمنية ونشوء الجيل الذي ولد بعد الوحدة اليمنية والذي أصبح اليوم ينعم بخيرات الوحدة متفائلاً بالغد المشرق.. كما توسعت آفاق الحرية بما في ذلك حرية التجارة.
وعلى صعيد الدبلوماسية اليمنية أنهت بلادنا بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مشاكل الحدود مع دول الجوار وأغلقت الملفات الحدودية، كما أصبحت اليمن تحتل المكانة المرموقة على الساحة الدولية - حيث اتسمت سياسة اليمن الخارجية بالمرونة والانفتاح والواقعية السياسية - الأمر الذي مكن اليمن من تعزيز السلام السياسي والوحدة الاجتماعية والجغرافية لكافة المجتمعات الإنسانية، أضف إلى ذلك الجهود اليمنية الفاعلة في مسيرة تعزيز العمل العربي المشترك ودور اليمن القومي في مناصرة القضية الفلسطينية التي تتصدر أولويات الهم القومي اليمني.
إن مسيرة الوحدة اليمنية المباركة خلال الفترة المنصرمة بما جسدته من حقائق فعلية في الحياة السياسية وفي مسيرة البناء والتنمية تؤكد وبما لا يدع مجالاً للإنكار أن حاضر اليمن هو أجمل من الماضي ولعل النهضة التنموية التي يشهدها الوطن تعد واحدة من الشواهد الحية والإيجابية التي شكلت واقعاً جديداً في حياة الشعب اليمني ولأنه من الصعب التطرق إلى كافة ملامح فترات مسيرة الوحدة في كل المجالات.. إلا أنه من غير المعقول نسيان دور القوات المسلحة والأمن هذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي كان لها شرف الإسهام في صنع فجر الثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة والتي ستظل الحارس الأمين والعنوان الدائم للوحدة الوطنية وترسيخ وجودها، وما يجب أن يذكر أيضا أن 19 عاماً من عمر الوحدة اليمنية فترة قصيرة لا تكاد تذكر في عمر الأمم والشعوب إلاّ أنها تعد من الذكريات الجميلة التي يستعيد بها شعبنا اليمني في كل يوم وفي كل مناسبة تلك اللحظة التي تحقق فيها النصر الوحدوي أسمى هدف حققه شعبنا الأبي على الإطلاق.
* وزير الكهرباء والطاقة
* الثورة |