مقبول أمين الرفاعي -
واهم من ظن أنا ننثني :
لست بحاجة إلى أن اكررحديث الأمة اليمنية قاطبة من أن الوحدة خطا احمر ,
لأن هذا قد أصبح معلوما وجليا وواضحا وضوح الشمس في رابعة النهار ومنذ الساعة الأولى من يوم 22 مايو1990.
لست بحاجة أن اكرر هتافات الجماهير الدائمة والصادقة بالروح بالدم نفديك يايمن
ولست بحاجة أيضا أن اعرف الناس من أن اليمن التي يهتف الجماهير للتضحية لها أنها اليمن الموحدة منذ الأزل من المهرة حتى الحديدة ومن صعدة حتى سقطرة.
لكنني اليوم بحاجة إلى تذكير أولئك الواهمون الذين نسوا أو تناسوا من أن الشعب اليمني قد يمهلهم كما أمهل أسلافهم من قبلهم , لكنه إذا أراد الانتقام فانه يستمد جبروته من جبروت الله العظيم الذي إذا اخذ الظالم فانه يأخذه اخذ عزيز مقتدر
الوحدة لم ولن تكون ملك شخص أو حزب اوجماعة ,, إنها ملك الأمة اليمنية بكل مكوناتها , إنها ثروت الشعب , وسلطانه ..
إنها قدره الذي قدره الله له , إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وهنا اكرر كلاما كتبته قبل عامين , من أن الوحدة قد أصبحت من القوة اشد من ذلك الجبل الذي بناه ذو القرنين لحماية قوم من بطش أمم يأجوج ومأجوج الذين افسدوا في الأرض .. فبنى لهم ذلك الطود الذي لم يستطيعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا,
إننا قد بنينا حاجزا بين المساس با لوحدة وبين أولئك حاجزا أقوى واشد من حاجز ذو القرنين وسميناه خطا احمر, سيسقط كل من اقترب منه .
لقد جرب أولئك المساس به عام 1994 فاحترقوا على أسواره , وسقطوا أمام قلاعه
وفروا شرقا وغربا , شمالا وجنوبا لا يلوون على شيء مما تركوا ,
لقد رئناهم وكأنهم ( حمر مستنفرة) يجرون أذيال الهزيمة أمام ضربات الشعب لهم
إنني اذكر أولئك أن الشعب هو الشعب وان التضحية هي التضحية , وأن القيم هي القيم , وان المبادئ هي المبادئ , لم يحيد الشعب عن قيمه ومبادئه , وهو مستعد للتضحية في سبيلها في كل زمان ومكان.
إن الذين يراهنون على بعض مظاهر اختلاف وجهات النظر بين بعض القوى الوطنية وظنوا و من سوء تقديرهم ان هذه الاختلافات حول برمج الإصلاح قد تفكك الجبهة الداخلية , انماهم في رهان خاسر , وأنهم لم يقرؤوا التاريخ جيدا , وأنهم حتى اللحظة ما استطاعوا أن يعوا وأن يدركوا أن هناك بون شاسع بين الاختلاف على البرامج والاتفاق على الثوابت ,
إن تلك الفئات الخارجة عن القانون , والمتمردة على الدستور,تستطيع إن تغرر ببعض ضعفاء النفوس الذين لايستطيعون ضربا في الأرض ولا يهتدون سبيلا, تستطيع إن تغرر بهم ساعات وأياما .. لكنها لا تستطيع إن تصمد أمام تماسك الشعب الموحد.
لذا فليطمئن كل الوحدويون من أن الحق سيزهق الباطل وأن امتنا العربية والأسلامية قد اعلنتها صريحة من انها لن تفرط بهذا المنجز العظيم الذي تحقق لشعبنا اليمني يوم 22مايو 1990 وانه منجز يهم الأمة كلها.
وإنني هنا لأعلن افتخار شعبنا بمواقف الدول الشقيقة كلها وأخص دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على دعمهم لأرادت الشعب اليمني والوقوف معه في كل المنعطفات التي يمر بها .
وهذه المواقف النابعة من الشعور بواجب الإخاء وحسن الجوار واستكمالا لخطة التأهيل الذي بدأ قبل سنتين لتصل به بلادنا إلى الانضمام الكامل إلى المجموعة الخليجية المباركة .