المؤتمرنت - واقع السينما في اليمن في فصلية غيمان صدر مؤخراً العدد السابع من فصلية "غيمان" ربيعها الجديد، وفي فصل "أول الكلام" يكتب الدكتور عبد العزيز المقالح مستهلاً العدد بمواده المتنوعة واللافتة عن "القدس عاصمة لثقافة الصمود ورفض الاحتلال" مشيراً إلى أنه "ومن المؤسف أن ينسى البعض أن الأدب وموقف الأديب صاحب موقف أيضاً وأنهما إذا لم يكونا كذلك فلا دور لهما ولا أهمية. وذلك مالانرضاه لهذه السلالة الطالعة من شجرة الأدب العربي المزهرة عبر العصور".
ويضم أفق "دراسات" التي تفرد لها المجلة أجنحة الفقد والكتابة : في الذكرى المئوية لميلاد الشاعر التونسي وصاحب "أغاني الحياة" أبو القاسم الشابي وملامح صوفية من شعره ومنتخبات من قصيدة "قال قلبي للإله ...." حيث يكتب الناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر : مغني الحياة وأوجاعها، ويقف الدكتور عبد الرضا علي عند ذكرى زيد دماج التاسعة على "انتفاضة الطبشي ذي الشارب العسلي".
وترى الباحثة اليمنية صباح الإرياني إلى: "البعد الزمني في قصص زيد مطيع دماج". ويكتب باقر جاسم محمد حول "متون متجاورة متساكنة".
وتنفرد فصلية "غيمان" في فضاء القصيدة لتنشر عدد من القصائد الممتلئة بالتجربة وخفة الصورة والمفردة التي تنتمي إلى تحولات الصورة الشعرية في أفق "الكتابة الجديدة" التي تعنى بها المجلة كأساس رؤيوي وثقافي وتجسيد للقيمة المختلفة للإبداع العربي والإنساني بتنويعاته وعطائه الجديد والاجد حيث نقرأ قصيدة للشاعر الكبير عبد العزيز المقالح بعنوان" صباح القهوة" وقصائد بتنويعات أسماء وعناوين كـ"مثل أيامي / ومغارة بياتوس وجذع جوته/ أشياء المغني التي أزهرت في الكفين / وحديث الهدهد / في مديح الحماقة / طبعاً وإلى الأبد / مسافات فاطمة / حطي على كتفي تينكربل / ميلاد شاعر / مواجيد سبئية / أول الصائمين: وهي نصوص تمثل الإختلاف لأحوال وتجارب كل من الشعراء باسم فرات، ومحيي الدين جرمة، وحسين حبش، أبتسام المتوكل، ومحمد الشيباني، جلال الأحمدي، ومحمد جبر الحربي، عبد الوهاب المقالح، سليمان داود، محمد وميسون الإرياني، ومحمد جابر، النبهان، مأمون الربيعي، نشوان محسن دماج.
أما سؤال الكتابة فيحوي عدد من الوقفات التي تتأمل واقع واشكالات وتقاطعات واقع السينما في اليمن للكتاب: خالد الصباحي، جمال جبران، عبد الناصر مجلي، وديع العزعزي، عبد الرحمن السماوي، عبد الرحمن أحمد عبده، د. حسين جغمان وعبد القادر صبري.
وفي باب نصوص سردية : "قلم أبي" لهمدان دماج، "مليون عصفور يسكنني" لنضال الإرياني، ومحمد عطية محمود "على حافة الحلم". وفي هذا العدد من "غيمان" يوقع الشاعر والناقد العراقي المقيم في اليمن الدكتور علي حداد "ديوان المكان اليمني وأهله، قصائد مختارة" ومقطرة بخفة الإرتحال والموسيقى بمقاماتها العراقية والإنسانية، حيث المفردة تشي بتعلق الشاعر بدفء الصورة في علاقتها بحميمية ونوستالجيا المكان ولحظاته وتأمله بوله العاشق في إسقاطاته على مدن حلمية المعنى والدلالة في مجازيتها المترحلة بأفق أمكنة أخرى مفتوحة ومجروحة أيضا بتشظيات المعنى والاغتراب والسفر والاستئناس بطمأنينة النظرة وشغف القراءة والإقامة في كتاب الكتابة وحواف الحرف الدافق من بين سطور التجربة.
وفي زاوية رسالة: يقترب في سؤال الدفء والإحساس الباحث الأكاديمي عبد الرقيب مرزاح أستاذه ومربيه في كلمات تتوجس من القادم والمجهول بالإمتلاء بالأمل وتختبر في تعابير تستحسن المشاهدة والمثول والقراءة أو الوقوف بين يدي إنسان كالمقالح أعطى التجربة وأنضجها معنى يفيض بالحب وتراكما أبلى من خلاله فكان قديرا على أن يكون جسرا لأجيال متعاقبة في الأدب وفنونه المختلفة.
ويطالعنا جديد "غيمان" بمختارات أثيرة في إنتقائها وإنتخاب صورها لكل من شعر الشابي ومذكراته ونثره / وعنوان لأمر الشاعر الإشكالي "علي أحمد سعيد" الشهير بأدونيس القائل: اجلسوا لكي أقص عليكم نبأ الدخان... بدلالات مقاطع رقيقة الوصف من قصيدة "المداعة" الآرجيلة / وفي متابعات: يكتب كل من د. علي يحي منصور عن: ميرلاند / كاتبة أمريكية صاعدة. ويقارب الناقد الدكتور حاتم الصكر بعض الإصدارات الأدبية شعراً ونثراً ويعزف جمال جبران في متابعاته على: "موسيقى طعنتني من الخلف: للشاعر النحلة فتحي أبو النصر. ويقف الكاتب محمد عثمان خارج "الدائرة المقدسة" لظلال الروائي بسام شمس الدين في روايته الجديدة. فيما يودع الشاعر العراقي المقيم في مسقط عبد الرزاق الربيعي: الدكتور الراحل عبده علي الجسماني.
ويختتم العدد صفحاته بمفتتح آخر لشهادات متباينة عن التجربة القرائية والسردية ورؤية الشاهدين لتحولات وأبعاد التجربة وتقنيات الحالة الروائية وحيث تتموضع هذه الشهادت في سياق ثلاث رؤى لتجارب وشخصيات غامرت وانغمرت بغبار الثلوج ومفارقات الإشتغال في تراجيدياته وحيطته .. ثلاث شهادات تضيء بأقلام الروائيين :علي المقري وحبيب عبد الرب سروري وإلياس فركوح.
في حين تتجسد الرؤية البصرية لكل من غلافي "غيمان" الأول والأخير برؤية الفنان حكيم العاقل واللوحات الداخلية المصاحبة للفنان كمال شرف. جدير بالذكر أن "غيمان" تصدر كفصلية يرأس تحريرها القاص والشاعر الدكتور همدان دماج، ولها موقع إلكتروني بعنوان (www.ghaiman.net)
|