المؤتمرنت –عدن-صقر العقربي -
وثيقة جامعية توجب على الأكاديميين دحض دعوات الانفصال وتقديم حلول لمشاكل المجتمع
أجمع أساتذة جامعة عدن على رفض الأطروحات المناهضة لوحدة اليمن التي خرجت عن السياق الوطني والجماهيري والأخلاقي والديني وخالفت الدستور والقوانين والتأييد العربي والدولي للوحدة اليمنية.
وأكدت وثيقة (موقف جامعة عدن من الأطروحات والآراء المناهضة للوحدة اليمنية) على انحياز جامعة عدن الكامل للمشروع الوطني الوحدوي التنموي والحضاري.
وفي مبادرة هي الأولى من نوعها تتبناها جامعة يمنية اكدت الوثيقة التي خرج بها لقاء موسع لأساتذة ومنتسبي جامعة عدن أمس السبت أكدت بأنه ليس من حق أي أحد الادعاء بتمثيل أي جزء من أجزاء الوطن اليمني أو التحدث باسمه عدا الهيئات الشرعية المحددة وفق دستور وقوانين الجمهورية اليمنية.
وناشد أساتذة جامعة عدن جميع الأطراف الوطنية الاستجابة الصادقة والمخلصة لدعوة فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أطلقها للحوار داعية إلى عدم الاكتفاء برأي النخب السياسية , وإعطاء دوراً أكبر للجامعات والمراكز والهيئات العلمية عند البحث عن تحديد الصعوبات التي تواجه الوطن وأسبابها وكيفية حلها , مما سيعطي لكل المعالجات مضمونا أكثر علمية وعملية.
واعتبرت الوثيقة الدعوات الانفصالية الشاذة والهدامة , الهادفة إلى النيل من وحدة الشعب اليمني ¸ومحاولة إعادة تشطير الوطن سعي وراء مغالطات سياسية مقيتة تروجها قيادات تبحث عن ادوار سبق وان أعلن الشعب اليمني رفضه لها .
وقال أساتذة جامعة عدن إن هذه الأصوات الانفصالية أثارت استياءً بالغا لدى كل أبناء الوطن في الداخل والخارج وكذا الأشقاء العرب , الذين يرون في الوحدة اليمنية سبيلا للخلاص من كل المآسي التي عانى منها الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه أثناء فترة التشطير.
وأكدت الوثيقة انه يجب على كل من ينتمي إلى صف الوحدة الرد قولا وفعلا لإسكات هذه الأصوات وإفشال هذه المخططات التآمرية بكل الطرق والوسائل القانونية، وكما يأمرنا الله العلي القدير بقوله سبحانه وتعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذلِكَ يُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياته لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران"]103].
وجاء في وثيقة أساتذة ومنتسبي جامعة عدن (إن جامعة عدن بصفتها الاعتبارية و القانونية باعتبارها صرحاً علمياً كبيراً ,من أهم أهدافه تسخير العلم والمعرفة بهدف بناء الوطن و قضية تقدمه , وتربية الأجيال بروح حب الوطن والوحدة الوطنية , ترى في هذه الأصوات والمخططات التآمرية البائسة خروجا على الثوابت الوطنية المحددة في الدستور وشذوذا عن الإجماع الوطني المعبر عنه في وثائق كل الأحزاب اليمنية ومنظمات المجتمع اليمني وكل الهيئات الشرعية في البلاد ) .
وأوجبت الوثيقة على أساتذة الجامعة والقيادات الأكاديمية و الإدارية وهم يعتبرون أن المنهج العلمي وسيلة لتحليل الواقع وحل مشكلاته باتجاهات وطنية ووحدوية استخدام ما يمتلكونه من معارف علمية ومنهج أكاديمي من أجل دحض هذه المخططات وإسكات هذه الأصوات النشار واستبدالها بتقديم مبادرات ايجابية لحل مشكلات المجتمع و هموم الوطن والمواطن وقضايا التنمية بمختلف مناحيها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , بدلا من السعي إلى تمزيق الوطن , والزج بفئات من المجتمع في صراعات لا حصر لها وتهديد الأمن والسلام الاجتماعيين .
وقالت الوثيقة إن جامعة عدن وأساتذتها وهم يؤكدون رفضهم لهذه الدعوات والمخططات الانفصالية الهدامة بصورة واعية ينطلقون في موقفهم هذا من أن هذه الدعوات والمخططات التآمرية تسعى في محتواها العلني و الخفي إلى التأمر على قضايا الوطن الكبرى.
وبينت الوثيقة أن مطلقي هذه الدعوات اختزلوا مفهوم الوطن في الجنوب والقضية الوطنية في ما أسموها " بالقضية الجنوبية " والنضال الوطني للحراك السلمي في النضال من أجل استعادة دولة الجنوب السابقة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" بكل مكوناتها المدنية والعسكرية من دون الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى القضية الوطنية اليمنية بكل أبعادها, متجاهلين عن قصد أن الهدف الأسمى لنضال الشعب اليمني في الجنوب والشمال منذ الكفاح ضد الاستعمار البريطاني والنظام الإمامي الكهنوتي مرورا بكل المراحل التاريخية كان وما زال هو تحقيق وترسيخ الوحدة اليمنية وبناء اليمن المتطور في إطارها .
وأشار أساتذة ومنتسبو جامعة عدن في الوثيقة التي خرج بها اللقاء إلى انه حتى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي يزعمون بالسعي لاستعادتها كان شعارها المركزي , وشعار الحزب الحاكم فيها حينذاك " الحزب الاشتراكي اليمني " هو ( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية) . و هو ما تحقق فعلا في 22 مايو 1990م بفضل نضالات كل أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته وطبقاته وعلمائه ومثقفيه في كل أرجاء الوطن.
ورفضت الوثيقة تبرير دعوات العودة إلى الدولة الشطرية التي يطرحها هؤلاء وإلصاقها بالوحدة. .
وقالت الوثيقة (لو أنهم استدعوا ذاكرة التاريخ لاستطاعوا الوصول إلى معرفة إن ما أشاروا إليها من مظالم أو أخطاء ونواقص أو سلبيات حالية ,لها جذورها التي تمتد إلى ما قبل الوحدة . فهل يستطيع المروجون للدعوات الانفصالية إنكار أن في الدولة الشطرية الجنوبية سابقا والتي يسعون إلى استعادتها لم تحصل فيها حالات السطو غير المشروع على الأراضي والمنازل, والإقصاء عن الوظائف المدنية والعسكرية والمراكز الحزبية, والسجون غير القانونية , بل و التصفية الجسدية للكوادر والمواطنين الأبرياء على أساس انتماءاتهم المناطقية أو القبلية والسياسية , وانتهاك الأعراض , و النزوح القسري إلى الخارج لصالح جهات مناطقية وقبلية انتصرت عسكريا في الصراع على من وصفتهم خصوما سياسيين , و إن الأمر لا يختلف كثيرا أيضا في الدولة الشطرية في شمال الوطن).
وأضافت الوثيقة انه كان جديرا بهؤلاء تحليل الجذور والأسباب الاجتماعية والسياسية والقانونية لما ذكروا من مظالم وأخطاء , وبنظرة موضوعية شاملة ومنهج علمي غير متحيز, وتقديم المقترحات لمعالجتها في ضوء معطيات الواقع الموضوعي , وفي إطار سلسلة المعالجات الكلية و المتواصلة للمشكلات التي يواجهها المواطن والوطن اليمني برمته , بدلا من السعي والترويج إلى ما أسموه بهيئات وزعامات على أساس شطري , وهي هيئات و زعامات تتصارع فيما بينها على القيادة وحب الظهور, ورفع الشعارات المتطرفة للاستحواذ على عطف العامة و تضليلها, و الزج بها في مواقف خاطئة وعفوية تخدم مصالح خفية لهذه الزعامات و تكون نتيجتها سقوط العديد من الضحايا الأبرياء من دون أن يدركوا أن تضحياتهم تذهب هباءً من أجل شخصيات (زعامات عفا عليها الزمن) تسعى إلى الاستحواذ على السلطة في دولة شطرية بعد أن فقدوا قدرة الاستحواذ عليها في دولة الوحدة ,.
ولفتت الوثيقة الى انه حتى إذا ما تحقق حلمهم - لا قدر الله - ( وهو أمر لا يمكن حصوله أبداً ) فإنهم سيواصلون الدفع بالمواطنين نحو صراعات مناطقية و قبلية وعشائرية تحت مسميات سياسية مزعومة لخدمة مصالحهم الضيقة الخاصة , وتكون المحصلة النهائية استمرار دورات العنف والاقتتال الداخلي , وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء , والكفاءات العلمية المدنية والعسكرية والشبابية , وتواصل عمليات التهجير , وتوقف عملية التنمية والتطور .
وأكد أساتذة جامعة عدن إن إتباع أسلوب الابتزاز في القضايا الوطنية واللهث وراء وهم إعادة التشطير والانفصال أفقد هؤلاء النفر المقدرة على التحليل والاستنتاج , وإدراك أن عمر دولة الوحدة وعمر التجربة الديمقراطية القصيرة نسبيا لا يمكن من حل جميع قضايا الوطن دفعة واحدة وبعصا سحرية , بل لابد لذلك أن يتم من خلال الجهود العلمية و العملية الجماعية المتواصلة , والتأطير المؤسسي القانوني السليم لها من أجل الوطن الواحد " اليمن " ومن خلال التآلف الاجتماعي وتكوين الاتحادات الاقتصادية والثقافية غير الشطرية ,و ليس من أجل الشخصيات المتصارعة المريضة والعودة إلى التشطير الذي سيجر الوطن إلى الهاوية وإلى عواقب وخيمة لاتحمد عقباها.
وأكدت الوثيقة انه لا يختلف اثنان في أن التسامح والتصالح فضيلة أخلاقية ومسعى نبيل لرضا الله سبحانه وتعالى وسلامة الأمة وأمنها الاجتماعي عندما يتحقق على نطاق واسع كل ما أمكن ذلك , بدءاً بالتسامح والتصالح بين الأفراد فالعائلات والعشائر والقبائل والأعراق والجهات ثم الدول والديانات لكن عندما يتحول التسامح والتصالح إلى وسيلة لإذكاء الخلافات وتوسيع رقعة انتشارها لمصلحة فئات أو جماعات قبلية أو سياسية أو دينيه بغية إقصاء أو الانتصار على فئات أو جماعات أخرى تجمعهم ذات الجذور والمكونات والأهداف وأسباب البقاء والقوة فان مسعى التسامح والتصالح يتحول من فضيلة أخلاقية واجتماعية إلى مصدر للتناقضات والشرور الاجتماعية ووسيلة للاستخدامات المتعددة التي لا يعلم أهدافها إلا من ابتكروها..
وأشار أساتذة جامعة عدن إلى إن الانجرار وراء رؤية بعض زعامات الحراك السياسية لمفهوم "التسامح والتصالح" باعتباره وسيلة اجتماعية مؤقتة لتحقيق غايات سياسية لاحقة لم يتم الإفصاح عن مضمونها الحقيقي " , قد جعل الكثيرين من مروجي الأفكار الانفصالية, يتعاملون مع هذا المبدأ بصورة لا تميزهم عن العوام الذين ينبهرون بالشعارات البراقة , من دون تحليل أسباب وزمان و مكان إطلاقها, ومن دون التفكير المنطقي في أساليب ووسائل وإمكانية ومراحل تحقيقها، مع فرق أساسي واحد يميز انبهارهم عن انبهار العامة هو : إن العامة يرون في هذا الشعار وسيلة لتخليصهم من الشرور والخلافات والمآسي التي عانوا منها في الماضي أثناء حكم الحزب الشمولي الاستئصالي والدولة الشطرية , أما هؤلاء , وبحكم شبقهم للسلطة الشطرية , فإنهم يرون في هذا الشعار حلم استعادة دولة الجنوب السابقة بكل مآسيها وخلافاتها وصراعاتها وماضيها الدموي.
ونبهت الوثيقة إلى إن هذه الزعامات والهيئات التي تدعي الوصاية على تطبيق هذا المبدأ "محليا" لم تدرك إن كبر و جسامة هذا المبدأ يساوي كبر وعمر الحضارة الإنسانية , وان التعامل معه لا يمكن أن يتحقق بالشعارات وأعمال الشغب ورفع اليافطات الداعية إليه . ولكن التعامل مع كل ظاهرة خلافية وفقا لمعطياتها و شروط ووسائل و إمكانيات حلها وعبر المؤسسات المعترف بها هو وحده الكفيل بذلك .
واجمع أساتذة جامعة عدن على أن الهدف السياسي المحض لما يروج له دعاة الانفصال , أبعدهم كثيرا عن المفهوم العلمي والمحددات الموضوعية للحراك الاجتماعي أيا كانت مظاهره وعن مضامينه الاجتماعية وأهدافه الوطنية بأبعادها المختلفة
لذلك لم يستطيعوا إلا أن يحصروا مفهوم الحراك في الأنشطة العبثية في غالبها أو في تجيير تبعيتها لشخصيات نصبت نفسها كزعامات عتيقة لما سمي بالحراك.
و جاء في الوثيقة انه لما كان الفهم والمنطلق والأهداف خاطئة لموضوع (الحراك) فمن الطبيعي أن يكون الفهم خاطئاً أيضا لمكوناته السياسية بحصرها في مجموعة الزعامات والهيئات المتناقضة التي لا تمتلك أي تفويض اجتماعي أو مشروعية أخلاقية أو قانونية .
وسخرت الوثيقة من إحلال هذه الزعامات والهيئات كبديل للمنظومة السياسية للمجتمع المتمثلة في "الهيئات التشريعية والتنفيذية والأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني" التي من خلالها ومن خلال نشاطها وأدوارها المتكاملة تتم مجمل التحولات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وكل مظاهر الحراك في المجتمع الهادف إلى التطور والانتقال من القديم إلى الجديد , وليس العكس.
وحددت جامعة عدن بهيئاتها و كوادرها موقفها من الأطروحات التفتيتية المشبوهة التي تمس الوحدة الوطنية اليمنية مؤكدة وجود مشروعين سياسيين على الساحة اليمنية: الأول: سياسي انفصالي , لا يؤمن بالثوابت الوطنية , ويسعى إلى تمزيق اليمن . والثاني: هو المشروع الوطني الوحدوي التنموي والحضاري والذي تعلن جامعة عدن الانحياز الكامل إليه.
وقالت إن الحوار المسؤول من قبل كل الأطراف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الاجتماعية , تحت سقف الوحدة , وبعيدا عن العنف , ونشر ثقافة الكراهية, هو الطريق الأوحد والأمثل لحل كل الصعوبات التي تواجه الوطن , وتناشد جامعة عدن جميع الأطراف الوطنية الاستجابة الصادقة والمخلصة لدعوة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي أطلقها للحوار .
واكدت جامعة عدن موقفها الوطني والعروبي والإسلامي المتمسك بالوحدة اليمنية أرضا وشعبا وانها ستتصدى وفقا للقوانين واللوائح وبما تقتضيه الشريعة الإسلامية والقيم القومية العربية والأخلاقية لكل المحاولات الواهمة التي تسعى خائبة إلى صنع كيان وهمي لايمت لتاريخ الإنسان اليمني وتضحيات أشرف أبناء هذه الأرض الطيبة بأي صلة، وهو الموقف الذي تؤيده كل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسرة.
نـــــــــص الوثيـــــــــــــقة