المؤتمرنت –حاوره –محمد طاهر -
تحدث عن كارثة الطائرة المنكوبة. القاضي:مصير الضحايا هو الأهم واليمنية ستحتفظ بنجاحها
رغم أن حادثة سقوط الطائرة اليمنية قرب سواحل جزر القمر كان بمثابة صدمة عنيفة وخبراً كارثياً كما يصفه الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، إلا أن اهتمام اليمنية بقضية الجانب الإنساني وضحايا الحادثة بدأ هو الأهم بالنسبة للمسئول الأول في اليمنية .
يقول الكابتن عبدالخالق القاضي: إن خسارة الضحايا كانت أكبر خسارة ..نحن نشعر بألم شديد ونقدم تعازينا للجميع وخاصة أسر الضحايا وذويهم ونشاطرهم الآلام، ونحن واقفون بجانبهم حتى يتجاوزا هذه المحنة.
الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها اليمنية سواء من قبل الجانب الفرنسي أو من قبل الإعلام المحلي في اليمن وعلى وجه الخصوص إعلام المعارضة،وكيفية تجاوز آثارها لم يثني القاضي عن ايلاء موضوع الضحايا الأهمية : لازلنا نتألم ونشارك أسر الضحايا الأسى والحزن العميق ، ولن نبدأ قبل أن نعرف مصير الضحايا والمفقودين .
والثقة بسلامة الإجراءات الفنية والصيانة لدى اليمنية يحيكها تاريخ طويل يمتد لأربعين عاماً كما يشير القاضي الذي تحدث للمؤتمرنت في أول حوار صحفي منذ حادثة الطائرة المنكوبة قرب جزر القمر بأسى عن الحملة التي استهدفت اليمنية وأبان حقائق كثيرة في ثنايا الحوار التالي نصه :
-ماهي أخر المستجدات بشأن الطائرة اليمنية المنكوبة ؟ = التحقيقات مستمرة وآخر المعلومات تفيد أنه تم رصد إشارات الصندوقين الأسودين والمحاولة مستمرة لتحديد موقع الصندوقين الأسودين والمحاولة مستمرة لتحديد موقع الصندوقين .
- ولا حتى مؤشرات أولية لأسباب سقوط الطائرة ؟ = لا توجد حتى هذه اللحظة حيث لم تكتمل نتائج التحقيقات بعد ، والتصريحات السابقة جاءت من بعض الجهات غير مكتملة.
- اللجنة العليا اليمنية لحوادث الطيران أكدت تحديد الموقع بدقة ؟ = تم تحديد موقع الصندوقين الأسودين ولكن في مساحة واسعة في البحر دون أن يحصروا المنطقة حتى يصلوا إلى موقعه بالضبط وانتشاله وحينها ستكون الحقيقة واضحة ومعلومات مؤكدة .
- لكن الشريط استبعد فرضية الخلل الفني من تواصل الطيار مع مطار "مروني"؟ = أنا سمعت مثلك ولم أستعرض الشريط ،كونه مع اللجنة العليا ، ولا يوجد فيه أي مؤشر لطلب الطيار أي نجدة أو مساعدة ، وهنا يبدو أن الطائرة لم تصب بخلل فني يجبرها على السقوط .
-إذن سقطت فجأة؟ = لا أعرف .. ويجب أن لا نستبق نتائج التحقيقات ، فلا يمكن أن تسقط طائرة فجأة وهي تمر بسرعة مرتفعة ، فلا بد من سبب في حالة السقوط الفجائي.
-كيف تلقيتم خبر الطائرة المنكوبة؟ = كان بالنسبة لنا خبر كارثي ومزعج جداً وصدمة عنيفة ، وحتى هذه اللحظة لا يزل الكثير منا مصدوماً بما حصل ولكن نتمنى -إن شاء الله- أن يبين الصندوقين ما حدث، ولكني أقول :إن خسارة الضحايا كانت أكبر خسارة ..نحن نشعر بألم شديد ونقدم تعازينا للجميع وخاصة أسر الضحايا وذويهم ونشاطرهم الآلام، ونحن واقفون بجانبهم حتى يتجاوزا هذه المحنة.
-ما هي الجهات المشاركة في عملية البحث والتحقيقات ؟ = كل المساهمين في التحقيقات فرنسيون بالدرجة الأولى ويمنيين وقمريين.
- هل يشارك الأمريكيون في التحقيق ؟ = الأمريكيون شاركوا في عملية الإنقاذ والبحث عن حطام الطائرة ، وليسوا مشاركين بالتحقيقات بل فرنسيين ويمنيين وقمريين.
- مشاركة الأمريكيين .. تلبية لطلب فرنسي أم يمني أم قمري؟ = اعتقد أن الطلب قمري وشاركوا في عملية البحث حتى السبت ثم غادروا.
- قبل مغادرتهم هل أبلغوكم بأية معلومات عن قطعة الطائرة التي عثروا عليها ؟ - أبلغونا بوجود هذه القطعة فقط ولكن حقيقة لا نعرف عنها شيء حتى الآن.
-هل هناك تواصل بينكم وبين أسر الضحايا؟ = نعم.. تقريباً تواصلنا مع جميع أسر الضحايا ولدينا خطوط تلفونية مباشرة نتواصل معهم باستمرار ، وهناك غرفة عمليات على مدار الساعة ، إضافة إلى غرفة عمليات في مطار صنعاء برئاسة وزير النقل ، وغرفة في الإدارة العامة لليمنية نتلقى مكالمات من أسر الضحايا ونتواصل معهم.
-ما طبيعة هذا التواصل ..لأجل التعويضات؟ = لا نقصد التعويضات فقط .. أولاً الإنسان قيمته أغلى من التعويضات ولكن نتواصل معهم لنعرف مدى قرابتهم بالركاب في الطائرة وعناوينهم وإبلاغهم بالمعلومات وعمليات البحث عن الجثث وغيرها من المعلومات وسيتم تعويض أسر الضحايا بـ(22) ألف يورو لكل فرد ولكن المأساة هي في وقوع الضحايا .
جدل صيانة اليمنية -ثار جدل حول صيانة اليمنية كيف تتم هذه العملية ؟ = الصيانة تتم بمعايير مصنعية ودولية .. لا يمكننا أن نعتمدها بمفردنا ، فاليمنية تتبع الإجراءات المعمول في أي شركة طيران في العالم ، ومن يردد كلام غير هذا فهو خالي ويفتقد للصحة والمصداقية، فلدينا شهادات دولية ومصنعين وخبراء دوليين في جانب الصيانة وسلامتها الفنية ،فنحن لا نعمل إلا وفق المعايير الدولية التي تقرها مصانع الطائرات والجهات ذات العلاقة والرسمية في العالم .
-ما هي الجهات الدولية التي تشرف على صيانة اليمنية ؟ = عادة عملية الصيانة متعددة ، فالمحركات تصان في المصانع المصنعة، وبعض الأجهزة داخل الطائرة تتم عملية صيانتها في المصانع، وتتم عملية الصيانة الفنية بواسطة مهندسين يمنيين وكوادر مؤهلة لديهم الخبرات والشهادات العملية الكافية وبإشراف شركات ذات خبرة عالمية أو من مصنع الايرباص نفسه ، فلا يوجد لدينا أي مشكلة في عملية الصيانة.
-ما هي المدة الزمنية التي تحتاج الطائرة خلالها للصيانة ؟ = الصيانة لها جدول ولها معايير ووفق درجات (A, B, C, D + HMV) ، وهي مستويات متتالية أو برنامج منتظم لا يمكن أن تدخل فيه المزاجية ، ويخضع لمعايير الكتب الخاصة بالصيانة من المصانع والمعمدة من قبل السلطات والجهات الدولية .
-تردد أن اليمنية تخضع لصيانة فرنسية؟ = دائماً شركات الطيران والمصانع تبعث مندوب، ونحن لدينا مندوب الإيرباص ، وهو حلقة وصل بين الخطوط اليمنية والإيرباص ، ومن ثم يستطيع أن يطلع أن اليمنية تلتزم بالمعايير الموجودة في الكتب ، وهناك ميكانيكيين ومهندسين ومشرفين وفنيين ورقابة تفتيش وسلامة ، فالعملية معقدة وليست إصلاح شيء وخلاص ، فعندما يؤدي الميكانيكي عمله يخضع لإشراف المهندس، وعملية تفتيش لاحقة ، ويوّقع على عملية الإصلاح كليهما ، ثم المشرف المباشر ويتأكد ويوقّع بجانبه ،ثم المفتش ، وعبر عدة إجراءات حتى تخرج الطائرة إلى الخط ، ثم يأتي الطيار يفحصها من جانبه، فلا يمكن أن يقبل طيار أن يقود طائرة وفيها أي خلل ... مستحيل.
- ما هي حقيقة تحذيرات فرنسية سابقة حول الطائرة المنكوبة؟ = بداية أصحح.. ليست تحذيرات وإنما في دول الاتحاد الاوروبي تتم عملية تفتيش السلامة ، وكان هناك ملاحظات على الطائرة المنكوبة خلال العام 2007م وتم إصلاحها وهي نقاط عادية وليس لها صلة بالسلامة الملاحية، وتم إصلاحها فوراً وفقاً لتلك القواعد والملاحظات وبعد (2007) استمرت الطائرة برحلاتها وسفرياتها سنتين تتجول في المطارات والأجواء الأوروبية حتى سقوطها المفجع صباح الثلاثاء الماضي.
-ما هي شهادات السلامة التي حصلت عليها اليمنية ؟
= حصلنا على شهادتين دوليتين بشأن السلامة في 2006م و2008م.
-من أين؟ = هناك شركات دولية فاحصة تقوم بالتفتيش بواسطة فريق خبراء من خمسة أشخاص ، وفحص كل شيء ، حيث يقوم كل شخص بفحص مجال تخصصه، وبناءً على تلك تعد التقارير بسلامة وإجراءات الصيانة المعتمدة دولياً ، وبموجبها حصلنا على تلك الشهادات ، ولو لم نكن مؤهلين ما حصلنا على الشهادات.
-بادر الفرنسيون إلى إلقاء اللوم فور الحادث على عاتق اليمنية ؟ = اعتقد أن الرد الفرنسي كان متسرعاً بعض الشيء ، وكان المفروض انتظار نتائج التحقيقات ومن ثم التصريح ، ويكفيني ما قاله معلق في صحيفة " ناشونال " السيد استيفن دمويد مخاطباً الفرنسيين " يجب الانتظار لنتائج التحقيقات في أي حادثة" .
-هل يعني هذا استبعاد (الايرباص) من دائرة المسئولية بعد الحوادث المتكررة لها ؟ = هذا شيء يخصهم ، ولكنني كنت أتمنى على الجانب الفرنسي أن يتريث.
- كيف تقيمون التعاون الفرنسي القمري تجاه حادثة الطائرة المنكوبة؟ - التعاون مع القمريين جيد، هناك تعاون جيد في البحث والتحري عن جثث المفقودين والضحايا .
حملات إعلامية شرسة - الحملات الإعلامية على اليمنية.. هل انعكاس لارتباك الجهات ذات العلاقة في اليمنية في إدارة الأزمة أم لها أهداف أخرى؟ = دعني أوضح لك أن هذه الحملة من دولة عظمى، بمعنى من نحن بالنسبة لها، هي تفوق قدراتنا ، والصوت المسموع هو صوت الدولة العظمى من نحن حتى يسمعوا منا.
- لكن الحملة بمشاركة محلية؟ = نعم هناك من الداخل وخصوصاً بعض صحف المعارضة التي هاجمت بشدة (اليمنية) ، ولا أحب أن أذكرها وساهمت بهذه الهجمة الشعواء دون إدراك أن المستهدف في الوقت الحاضر ليس ( طيران اليمنية ) بل الاستهداف أكبر من ذلك.
- قلتم أن الاستهداف يتجاوز اليمنية إلى الاقتصاد أم لليمن ؟ = أنت صحفي وتقرأ مغزى الأحداث أكثر مني، الهجمة مبالغ فيها على اليمنية وبمعلومات مظللة ، لدرجة القول إن اليمنية ( تغادر المطار وهناك (20) راكب واقفين وبدون كراسي) وإذا كان هذا الكلام مقبول فعليك أن تقدر حدود وأهداف الحملة، وهنا على وسائل الإعلام أن تتأكد لتنشر معلومات مؤكدة وحقيقية، لكن نشر كل شيء دون تحري، فهذا شيء غريب.
-هناك تصريحات ربطت حادثة الطائرة المنكوبة بالمشاكل الإدارية لليمنية؟ - لابد لأي طيران في العالم من المرور بمشاكل إدارية ، ولا اعتقد أي عاقل يربط بين المشاكل الإدارية وسقوط الطائرة، ولا وجود لها على العموم في طيران اليمنية ، وأبواب اليمنية مفتوحة لمن أراد أن يعرف الحقيقة.
-هل أثرت حملة التشويه على أداء اليمنية ؟ = الجمهور لدية ثقة ممتازة وهذا شيء طيب ونفتخر به ، وبالنسبة للتأثير لم تتأثر رحلاتنا إطلاقاً بل العكس هناك زيادة في الإقبال وهذا نعتز به، فالناس عندهم ثقة واضحة باليمنية وتاريخها، ولكن من لا يعمل لا يخطئ ، وبعض الأخطاء موجودة ولكنها لا تؤثر على السلامة ونسارع إلى إصلاحها فوراً فلا تساهل بأرواح الناس وهذا يشهد به تاريخ اليمنية الناصع على مدى 40 عاماً.
وأمام هذه الحملة الظالمة لا يسعنا إلا أن نقول" إن شاء الله ستظهر الحقيقة وتستعيد اليمنية مكانتها المتميزة في الملاحة .
- لكن هناك انتقادات توجه لليمنية حول عدم الالتزام بالمواعيد والحجوزات ؟ = جميل جداً ، هذا في الحقيقة سؤال جميل ونقد بناء نقبله، وأنا أوافقك فيما قلته، هناك أخطاء موجودة في العمل التجاري ، صحيح وإذا أنكرنا سنكون جاحدين، ونحن نحاول إصلاحها وتلافيها بشكل مستمر، ولكن ليس لها علاقة أبداً بإجراءات السلامة.
- هل يمتد ذلك التأثير إلى دورها بالنسبة للاقتصاد الوطني؟ = اليمنية تربط اليمن بالعالم الخارجي ، وهي شريان الربط الجوي بين اليمن والخارج ، و أحد موارد الاقتصاد الوطني ، وهي الشركة الوطنية التي ستحتفظ بنجاحها وصدارتها ويجب أن تستمر.
- هل تأثر أداء اليمنية بعد الحادثة؟ = كسمعة نعم نتيجة الإعلام الظالم، لكن أتوقع أن الأيام تقترب لتؤكد موقفنا ونوضح للجمهور في الداخل والخارج الحقيقة .
- بالنسبة للرحلات؟ = الرحلات المنتظمة لا زالت كالعادة ولكن تم إلغاء الرحلات الإضافية المبرمجة إلى فرنسا.
- لماذا؟ = نتيجة وجود مشاكل في المطارات وخاصة مطار مرسيليا ، وحيث طلبت الجهات العاملة في مرسيليا التعليق ، بحجة أنهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامة الركاب من ، وطلبوا تجميدها فجمدناها.
-هل هناك زمن محدد لتعليق الرحلات؟ = لا يوجد حتى هذه اللحظة مدى محدد ولا زالت مجمدة ومعلقة.
-وحول تعليق رحلات اليمنية إلى موروني ؟ = خففت الرحلات وهذا شي طبيعي لأنها مرتبطة بحركة الرحلات من مرسيليا وألغيت الرحلات الإضافية بشكل كبير ، حيث تم إلغاء (16) رحلة بين مرسيليا وصنعاء ومروني.
-لكن الرئيس القمري طلب من اليمن عدم وقف الرحلات؟ = الرحلات المنتظمة إلى مروني لم تتوقف حتى هذه اللحظة ، ولا زالت هناك رحلات لليمنية إلى مروني.
-أثار تصريح مسئول قمري رفيع الجدل بشأن حقيقة سقوط الطائرة ورجح تعرضها لصاروخ تدريب فرنسي ما تعليقكم؟ = لا يوجد أي تعليق وكلها توقعات ، ولكننا نريد أن نعرف حقيقة ما حصل، نتوقع ذلك بحصولنا على الصندوقين الأسودين.
-لكنه أورد دلائل كثيرة حول التصرفات الفرنسية المريبة تجاه الحادثة؟ = هو موجود في الميدان أكثر مني ولا أستطيع أن أعلق على هذا الشيء.
- هل هناك خطط لإعادة الثقة بعد الحملات التي استهدفت سمعة ومكانة اليمنية ؟ - نعم.. لكننا نحاول أن نتريث بعض الشيء حتى تستكمل التحقيقات والإجراءات المتعلقة بالطائرة المنكوبة ، ثم نبدأ بتنفيذ تلك الخطط ، لكن في الحقيقة لازلنا نتألم ونشارك أسر الضحايا الأسى والحزن العميق ، ولن نبدأ قبل أن نعرف مصير الضحايا والمفقودين ، ونريد أن نعرف مصيرهم حتى نبدأ الإجراءات لإزالة السمعة السيئة التي لحقت بها وإعادة المكانة الحقيقة التي تربع عليها اليمنية.
- حالياً ما عدد طائرات الأسطول اليمني للطيران؟ = بعد سقوط الطائرة المنكوبة 310 A تبقى لدينا (9) طائرات .
-هل هناك توجهات لتحديث أسطول اليمنية؟ - نحن موقعين مع شركة الايرباص الفرنسية على شراء (10) طائرات جديدة ولهذا سنعيد النظر فيها.
-بعد الحوادث المتكررة؟ = ربما.
-كلمة أخيرة ؟ = شكراً جزيلاً لكم .