فريد باعباد -
أحزاب المعارضة.. لماذا تعادي الوطن ؟!
يبدو أن بعض السياسيين وقادة المعارضة وخاصة أحزاب المشترك لم يألفوا ولم يتآلفوا مع السياسة ومرتكزاتها وثوابتها.ويبدو أنهم لازالوا يعيشون عصر ما قبل الوحدة اليمنية المباركة، عصر نظام الحكم الشمولي الذي كان يحظر أن تعارض الحكومة أو تختلف معها . ويبدو أن أحزاب المعارضة وأخص بالذكر هنا أحزاب المشترك والتي لا تتفق مع بعضها في شيء إلا معارضة الحزب الحاكم والحكومة والرئيس وأي شيء يصدر من كل هؤلاء حتى وإن كان ايجابياً ومهما كانت ايجابياته للشعب اليمني وللوطن.
ويحق لي أن استنتج وأقول عنهم إنهم لم يعرفوا بعد (ألف باء) السياسة ولكنهم يعرفون تماماً ويخبرون تماماً الكذب والخداع والتمويه بل والمشاركة في صناعة الفتن.
لن يصدق أحد خارج اليمن ممن يتعاطون السياسة أن أحزاباً رئيسة في المعارضة اليمنية صبّت جام غضبها على الدولة والحكومة وحمّلتها المسئولية عندما حلت كارثة طبيعية على الوطن، ونقصد هنا كارثة الفيضانات والسيول التي أصابت محافظتي حضرموت والمهرة في أكتوبر الماضي، فبدلاً من أن تسهم في التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية استغلتها فرصة في توجيه اللوم للدولة والحكومة، كل ذلك سعياً نحو تشويه صورة الدولة وكأنهم عندما يحكمون سيظللون الوطن بأكمله بمظلات حتى لا تنزل قطرة مطر على المواطنين ويتضررون.
والأغرب في هذه الأحزاب أن تقف وبكل وقاحة بجانب من يتظاهرون بدون ترخيص ويقومون بالتقطع والعبث بالأمن ونشر الفتنة وإطلاق الرصاص على المواطنين ورجال الأمن ويقومون بالتخريب وإحراق المحلات الخاصة والعامة، حيث تقوم الدولة ببناء منشآت ليستفيد منها الشعب بينما تقوم شرذمة مخربين بتخريبها وتدميرها، ونجد هذه الأحزاب بالذات تطالب الدولة بعدم التعرض لهؤلاء المخربين وعدم مواجهتهم وإطلاق سراح من أُلقي القبض عليهم منهم.
يبدو أنها أحزاب المعارضة عندنا هي من أجل المعارضة وليس من أجل الوطن، ويبدو أن هؤلاء لا يقرؤون في سياسة أحزاب المعارضة في الدول الأخرى ليتعلموا منها، ويبدو أنهم لا يعرفون ما الذي تقوم به تلك الأحزاب في مساندة ودعم جهود الحزب الحاكم والدولة عندما تواجه الوطن مأساة أو حدث هام يمس سيادة البلد وسمعته.
وإني لأجزم هنا أنهم فعلاً لا يقرؤون البتة وإلا لكانوا تعلموا مثلاً من أحزاب المعارضة الباكستانية التي وقفت جميعها مع الدولة ومع الحكومة (وهم معارضة) عندما اتهمت الحكومة الهندية الباكستان بالوقوف وراء التفجيرات التي حدثت في مومباي العام الماضي، فأين معارضتنا وأحزابها من هؤلاء؟!
يقيني أن بعض أحزاب المعارضة لم تتعود أن تكون خارج الحكم ولم تألف أن تكون معارضة، بل تعودت أن تكون حاكمة مستبدة وغير ذلك في نظرهم غير سوي.
لذلك لا يأمل المواطن اليمني من هؤلاء خيراً لأنهم صناع شر وفتنة واستبداد ولا يعرفون من الديمقراطية إلا اسمها، بل هم في نظري ونظر آخرين غيري أعداء للوطن.
إذ إنهم وكلما حصل حدث معين في اليمن قلنا ربما سيعتدل هؤلاء في سلوكهم السياسي لكننا لا نجدهم إلا يتمادون في التطرف وبشتى الصور التي يستغربها المواطن العادي الذي لا يعرف في السياسة شيئاً لكنه يعرف معنى الوطن ومصلحة الوطن.
فهل نستطيع أن نأتمن هؤلاء على وطننا وشعبنا مهما تلبسوا بلباس الدين والديمقراطية؟!
[email protected]
*نقلا عن الجمهورية