المؤتمرنت - تأجيل اصدار تقرير توصيات غوانتانامو ستة أشهر في تطور قد يثير انتقادات المنظمات الناشطة، أقرت مصادر أمريكية مسؤولة بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ستؤجل لمدة ستة أشهر إصدار تقرير للبت في مصير معتقل غوانتانامو في خليج كوبا المثير للجدل.
وأكد أربعة مسؤولون بارزون أن اللجنة المكلفة بوضع سياسة جديدة بشأن المعتقل لن تتمكن من تقديم توصياتها في الموعد النهائي المحدد الثلاثاء، كما مددت مهلة عمل لجنة منفصلة خاصة بالاستجواب لمدة شهرين آخرين.
هذا وقد أصدرت اللجنة الحكومية تقريراً مبدئياً في وقت متأخر الاثنين يتناول ملخص للخيارات بما في ذلك تقديم المعتقلين المشتبهين بالإرهاب للمحاكمة أمام محاكم فيدرالية أو لجان عسكرية.
وأكدت المصادر المسؤولة أن الإدارة أحرزت تقدماً كبيراً في حل قضايا قانونية شائكة تحيط بـ240 معتقلاً في غوانتانامو بحلول يناير/كانون الثاني القادم، وفق القرار التنفيذي الذي وقعه أوباما في الأسبوع الأول من توليه الرئاسة.
وتعهد الرئيس الأمريكي باغلاق المعتقل العسكري في خليج كوبا، الذي دشنته إدارة سلفه الرئيس السابق، جورج بوش، مع بدء الحرب على الإرهاب في أعقاب هجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة.
وتعرضت الإدارة الأمريكية السابقة لانتقادات دولية عنيفة احتجاز مشتبهين في الإرهاب لسنوات دون اتهامات أو تقديمهم للمحاكمة.
ورغم تأخير تقديم التقريرين وما قد يثيره من تساؤلات بشأن الجدول الزمني الذي حدده أوباما لإغلاق المعتقل العسكري، الا أن المصادر أكدت أن الموعد الذي حدده بيناير/كانون الثاني القادم يبقى دون تغيير.
وجزم أحد المصادر بأن إدارة أوباما لن تحيد عن تحقيق "هدف" إغلاق غوانتامو، وقلل من شأن تأخير إصدار التقريرين بالقول: "نريد أن نقوم به على النحو الصحيح وبدقة."
ومن جانبها، تصدى "اتحاد الحريات المدنية الأمريكية" بالانتقاد لقرار التأجيل، لافتاً إلى ترك إدارة أوباما الباب موارباً إزاء إمكانية التحفظ على بعض معتقلي غوانتانامو إلى أجل غير مسمى أو دون تقديمهم للمحاكمة.
وقال الرئيس التنظيم للمنظمة، أنطوني رومريو: "يجب أن لا تنزلق إدارة أوباما في ذات المستنقع القانوني الذي غاصت فيه إدارة بوش بسياسات غوانتانامو الفاشلة."
ويواجه اوباما معارضة قوية من مشرعين بمن فيهم أعضاء من حزبه الديمقراطي لنقل سجناء غوانتانامو إلى داخل الأراضي الأمريكية.
وإلى ذلك، قام وفد من عائلات أسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة بزيارة معسكر غوانتانامو الأسبوع الماضي، حيث ناشدوا إدارة أوباما، تعليق خططه لإغلاق المعتقل.
وقال غوردون هابرمان، الذي قُتلت ابنته في الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك: "أنا أعارض إغلاق المعتقل لأسباب سياسية.. وأظن أن الإدارة الحالية تسرعت في الحديث عن هذا الموضوع."
وجاءت زيارة الوفد الذي ضم تسعة أشخاص إلى المعتقل لحضور جلسات الاستماع ما قبل المحاكمة المنوي إقامتها لبعض المشتبه بهم، وقد انتقد الكثير من أفراده عزم إدارة أوباما تعليق جلسات المحاكمة العسكرية الجارية بانتظار بت مصير السجناء.
سي ان ان |