المؤتمرنت - احتفالات بالذكرى الـ40 للهبوط على القمر يتزامن العشرون من يوليو/ تموز مع الذكرى الأربعين لهبوط ثلاثة رواد فضاء أميركيين على سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية، وذلك عام 1969. وتحيي الولايات المتحدة هذه المناسبة باحتفالات بمتحف الطيران والفضاء القومي الأميركي، كما كرم الرئيس الأميركي باراك أوباما بالبيت الأبيض الرواد الثلاثة الذين طالبوا بالعمل الحثيث للهبوط على المريخ.
واستقبل أوباما في البيت الأبيض الرواد الثلاثة لطاقم مركبة الفضاء (أبولو11)ووصفهم بأنهم "أبطال أميركيون حقيقيون" وهم رائدا الفضاء نيل أرمسترونغ وبوز ألدرين أول رجلين من البشر يضعان أرجلهما على سطح القمر، في حين قاد زميلهما مايكل كولينز المركبة حول القمر.
وقال الرئيس الأميركي "أعتقد أننا جميعا نتذكر اللحظة التي تحللت فيها البشرية في النهاية من قيود هذا الكوكب وتمكنت من استكشاف النجوم؛ اللحظة التي خطا أحدنا خطوة على القمر وترك تلك البصمة الموجودة هناك حتى يومنا هذا".
وأشار أوباما -الذي أمر بمراجعة كل برامج الرحلات الفضائية الأميركية
المأهولة- إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى "متابعة اللحظات الملهمة لوكالة ناسا" حيث تعتزم الوكالة العودة إلى القمر بحلول عام 2020 في الجيل المقبل من المركبات الفضائية التي يجري تطويرها حاليا.
فعاليات
وشهدت الاحتفالات بالذكرى الأربعين الاثنين فعاليات في وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) مع رواد أبولو 11 بالإضافة إلى احتفالات في متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن، وتغطية إعلامية واسعة من بينها إعادة لصور الهبوط على القمر على شبكة الإنترنت.
لكن رائد الفضاء ألدرين -الذي هبط على سطح القمر برفقة زميله نيل أرمسترونغ للمرة الأولى عام 1969- عبر عن اعتقاده بأن العودة اإلى لقمر ليست سوى إضاعة للموارد.
وشدد على أن الأفضل لوكالة ناسا أن تركز فقط على الوصول إلى المريخ، بدلا من إنفاق المليارات من الدولارات على العودة إلى القمر الذي يتمتع بظروف مختلفة ربما لا تساعد على إعداد رواد الفضاء للانطلاق إلى الكوكب الأحمر.
وتحدث سبعة رواد فضاء من برنامج أبولو إلى الصحفيين الاثنين بمناسبة الذكرى الأربعين لهبوط مهمة أبوللو 11 على سطح القمر.
وأعرب العديد من الرواد المتقاعدين -وهم الآن في العقدين الثامن والتاسع من أعمارهم- عن خيبة أملهم إزاء عدم عودة وكالة ناسا إلى القمر، وعدم محاولتها الذهاب إلى المريخ.
أشرطة الهبوط
لكن هذه الاحتفالات بالذكرى الأربعين لم تكن كاملة الحلة، إذ أن إدارة ناسا اعترفت الخميس أن التسجيلات الأصلية الخاصة بهبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969 مسحت وأعيد استخدام أشرطتها.
لكن الوكالة أشارت إلى أنها أعادت ترميم أفضل نسخ البث المتوافرة لديها،
وعرضت تلك الصور للصحفيين للمرة الأولى الخميس.
وأقرت ناسا عام 2006 بعدم العثور على النسخ الأصلية للبث البطيء لعملية الهبوط على سطح القمر. ومنذ ذلك الحين قامت بالبحث عن تلك الأشرطة دون جدوى، لكنها تمكنت في النهاية من تحديد مصيرها وهو أنها كانت ضمن مجموعة تتألف من مائتي ألف شريط مسحت وأعيد استخدامها كوسيلة لتوفير المال.
وكانت أول صور التقطت لنيل أرمسترونغ وبوز ألدرين لدى هبوطهما على سطح القمر سجلت بتقنية المسح التلفزيوني البطيء (تقنية قديمة تسمح بنقل الصور هاتفيا) والتي لم تكن متوافقة مع البث التلفزيوني التقليدي، وكان يتعين تحويلها على الفور إلى تقنية البث التلفزيوني المعتادة قبل عرضها على التلفزيون.
وتتمثل المشكلة في أن الصور المنقولة تفقد قدرا كبيرا من جودتها خلال
عملية التحويل، وتخرج الصور التي يراها العالم رمادية وضبابية.
وأصدرت ناسا أول لمحات من إصدار رقمي كامل محسن للتغطية الأصلية
للهبوط، يوضح الصور الضبابية المهتزة التي يظهر فيها أرمسترونغ وألدرين وهما يمشيان على سطح القمر.
وسيتم إصدار المجموعة الكاملة من التسجيلات التي تتولى شركة لوري ديجيتال، ومقرها في بيربانك بكاليفورنيا، إزالة شوائبها في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وعثر على نسخ جيدة في أرشيف شبكة (سي بي أس) الإخبارية وبعض
التسجيلات التي تسمى كيني سكوب في مخازن أفلام في مركز جونسون الفضائي.
ولا يشعر ريتشارد نافزجر -وهو مهندس بمركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا والذي كان يتولى الإشراف على المعالجة التلفزيونية- بالقلق من أن استخدام شركة مقرها في هوليوود قد يؤجج نظريات المؤامرة.
وتعتقد تلك النظرية أن برنامج الهبوط على القمر بالكامل الذي شمل هبوط أشخاص على القمر ست مرات بين 1969 و1972، صُور في موقع تصوير سينمائي أو قاعدة عسكرية أميركية.
المصدر: وكالات
|