امين الوائلي -
بدأ.. لم يبدأ.. فشل.. ويستمر الحوار.. بإذنكم: هذه مهزلة!!
يقال بدأ الحوار.. يقال لم يبدأ.. ويقال لن يبدأ أبداً ومع ذلك فشل الحوار الذي لم ولن يبدأ.. ماهو الصحيح؟
الله أعلم، فالحوار في هذه البلاد تحول الى ضرب من الغيب أو الخرافة المستحيلة.
كالعادة : المؤتمر سوف يبشر بحوار قريب.. وناطق المشترك أو رئيسه الدوري المدجج بالريبة سوف ينفي (بشدة شديدة) متهماً إعلام المؤتمر- كالعادة- بالافتراء و(التشكيك في أخلاق المعارضة) التي تأبى أخلاقها (سبة) الحوار..!!
ولاحقاً قد نجد بياناً من هنا أو من هناك يأسف لــ(تعثر الحوار) ليتساءل صحافي حسن النية : ولكن متى بدأ هذا الذي تعثر؟!
حينها ستنشر (الصحوة) في عمودين متجاورين : الأول ينفي -على لسان مصدر في الحزب أو اللقاء- ان يكون هناك حوار من أي نوع، والثاني ينفي - على لسان المصدر نفسه ربما- حصول أي تقدم في الحوار القائم!!.
هناك حوار بالمراسلة.. طريقة يمنية آخذة في التكرس، رسائل المشترك لاتحمل جديداً.. باستثناء أنها تشترط على المؤتمر الموافقة المسبقة على جملة نتائج الحوار (كراسة كاملة) والتوقيع عليها سلفاً.. ومن ثم يمكن البدء في الحوار وقد لايكون هذا ضرورياً!
في تصريح سابق لرئيسه الدوري اشترط المشترك (تقاسم السلطة والثروة) تمهيداً للدخول في الحوار، هكذا ببساطة.. ولايزال هذا مجرد تمهيد لا أكثر.
المهم دائماً ان يتسلم المشترك »السلطة« و»الثروة«، ولكن اتفاق فبراير لايقول ذلك ولا يقره، وما الفرق؟ بالنسبة للمشترك فإن اتفاق فبراير انقضى بانقضاء فبراير نفسه ونحن الآن في يوليو.. وغداً في أغسطس.. ويعلم الله أين سنكون بعد غد..!!
يقال : المشترك لم يعد معنياً بالحوار ولديه بدائله التي يجاهر بها، ويقال المؤتمر ليس معنياً ببدائل المشترك، فإما اتفاق فبراير والحوار.. أو انتخابات نيابية مبكرة بأمر الدستور، ولكن مرة اخرى- لماذا تأجلت أصلاً هذه النيابية عن موعدها؟!
دوَّخنا، هذه ليست سياسة.. ولا حتى عجين العجين، هذا تخريب متعمد.. وخيانة مع سبق الاصرار، أحزاب بلا وجه.. بلا معالم.. وبلا بريك.
يجب ان نجد لنا مخرجاً من هؤلاء.. ومن كل هذا العبث والتخريب، (نروح القسم).. مثلاً.. أو المحكمة الدستورية.. يجب ان نشكوهم لجهة ما، وقد لانجد لهم أفضل من (محكمة الأحداث).. هذه فكرة سديدة.
ولكن.. المشكلة هي.. من يقنع المشترك بأن يمتثل لسلطة القضاء..!!