الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 05:20 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

السبت, 22-أغسطس-2009
افتتاحية الثورة -
لا مفر!!
يحل على شعبنا وأبناء الأمتين العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك بمعانيه العظمية ودلالاته النبيلة التي ارتبطت بفريضة الصيام، التي جعلها المولى سبحانه وتعالى محطة سنوية لمراجعة النفس وتنقيتها من كل ما علق بها من الشوائب والترسبات الغريزية.
ومثل هذه المحطة ينبغي أن تستغل في ترجمة القيم الإسلامية السامية التي تحث على التكافل والتراحم والإخاء والعطف على الفقراء ومساعدة المحتاجين والترفع عن الصغائر والسمو فوق الأحقاد والضغائن، وتمثُل المقاصد الحقيقية لفريضة الصيام، التي لا يمكن أن تختزل غاياتها في مسألة الامتناع عن الأكل والشرب ومقاومة بعض الرغبات، بل تمتد إلى ما يتصل بتهذيب الذات وتعزيز رابطة الانتماء للعقيدة واستلهام مفاهيمها الصحيحة والسليمة، التي تحث على التسامح والتعاضد والابتعاد عن الفرقة ونبذ التعصب والتطرف والغلو والكهانة العنصرية، التي تشوه الدين الإسلامي الحنيف وتسيء إلى جوهره النقي.
وتتسع هذه الغايات لتشمل عوامل التأمين لمسارات المجتمعات الإسلامية انطلاقاً من تحفيز ابنائها على توثيق عرى التوحد وتعميق روح الولاء لأوطانهم لما يشكله ذلك من وقاية وحماية لهم من بواعث الاستلاب والتشظي والتمزق.
ومن هذا الآفق تصل إلينا تلك التعبيرات الواضحة والصريحة التي وردت في خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الذي وجهه إلى أبناء شعبنا يوم أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك في إظهار ما تحظى به قضية الاصطفاف الوطني من مكانة في الاهتمام السياسي وتوجهات الدولة، باعتبار أن قضية كهذه تمثل قاعدة ارتكاز للنجاح الإنمائي والنهوض الاقتصادي والتطور الديمقراطي، إن لم تكن الإطار الجامع الذي يوثق معالم الشراكة بين مختلف قطاعات الشعب وبجمل ألوان طيفها السياسي والحزبي وتياراتها الفكرية والثقافية ومؤسساتها النقابية، وتوجيه طاقاتها وقدراتها نحو الرقي بالوطن والسير به في اتجاه الغد الأفضل والمستقبل الأرغد.
وتمضي تلك التعبيرات الواردة في خطاب رئيس الجمهورية لتعيد إلى الأذهان المصاعب والتحديات التي واجهها الوطن اليمني منذ انتصار ثورته المباركة «26 سبتمبر/14 أكتوبر»، وما تخللها من حلقات التآمر والفتن التي تمكن شعبنا من تجاوزها والتغلب عليها بفضل تماسك ابنائه، وتلاحمهم وتآزرهم وإخلاصهم لمبادئهم ونهجهم الوطني والحضاري. وبكل تأكيد فإن الانتصار على كل تلك المصاعب والظروف شديدة التعقيد لم يكن نتاجاً لضربة حظ او بمحض الصدفة، بل كان محصلة طبيعية لتلك التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها أبناء هذا الشعب من أجل إرساء قواعد الحق والعدل والحرية والنماء، وتخطي موروثات التخلف والجهالة والجور والطغيان والتمزق الداخلي.
ومن المؤمل، والحال بهذا الوضوح، أن تستوعب العناصر التخريبية والإرهابية ما انطوى عليه خطاب رئيس الجمهورية من دلالات وجدت تجسيداتها في تأكيده مجدداً على أنه لا تهاون ولا تقاعس أمام أية ممارسات تلحق الضرر بالوطن وأمنه واستقراره، وأنه أيضاً لا تهاون أمام أية أعمال تستهدف حياة المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم وسلمهم الاجتماعي، وأن تلك العناصر ما لم تسارع إلى الالتزام بالنقاط الست المعلنة من اللجنة الأمنية العليا بشكل غير مشروط، وتعلن امتثالها الكامل للدستور والأنظمة والقوانين، وتتوقف عن أعمال التخريب وتعلن الأوبة والتوبة، فإنها تكون قد جنت على نفسها ووضعت نهايتها المخزية والمحتومة واختارت المصير الذي لن تقوم لها بعده قائمة. ولاشك في أن الدروس القاسية التي لقنتها إياها القوات المسلحة والأمن خلال الأيام القليلة الماضية، ستجعلها على يقين أنه ليس أمامها من خيار سوى تنفيذ النقاط الست، دون تلكؤ أو مماطلة. إذْ أنه لا مجال للهروب أو لالتقاط الأنفاس. فكلما ظل هناك مجرمون فلا بد أن تطبق عليهم أحكام العدالة، وأن ينالوا العقاب العادل على كل ما اقترفته أيديهم من أعمال إجرامية وإرهابية بشعة، ولا مفر من ذلك




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر