-
لا عهود لهم!
التفاف ابناء شعبنا سواءً عبر الدعم المعنوي أو قوافل الدعم الشعبي وتلاحمهم مع ابطال قواته المسلحة والأمن في مواجهة العناصر التخريبية الاجرامية الارهابية بمحافظة صعدة، أكد بصورة قاطعة ان هذه المؤسسة الوطنية كانت وستبقى هي المجسدة لوحدته الوطنية والمعبرة عن ارادته الحرة الواعية المنبثقة من فهم عميق لمجمل التحديات التي تمثله عصابة الفتنة والتمرد على ابناء صعدة والوطن.
وفي هذا السياق فان ابناء اليمن في تأييدهم واسنادهم اللامحدود لمايقوم به الميامين الشجعان منتسبو القوات المسلحة والأمن ومايقدمونه من تضحيات في مواجهة تلك العناصر الارهابية المتمردة لم يقتصر على الطابع المعنوي بل اكتسب مضموناً مادياً تقترن فيه الاقوال بالافعال، مترجمين عملياً استشعارهم بالمسؤولية الوطنية تجاه اهوال المعاناة التي يعيشها اخوانهم ابناء محافظة صعدة الذين فقدوا الأمن والأمان والسكينة والاستقرار منذ ظهور هذه العصابة المارقة التي تقترف جرائم القتل ضد المواطنين الأبرياء دون تمييز بين كبار وصغار.. رجال ونساء.. وتمارس الخطف والتعذيب وتقوم بأعمال السلب والنهب للممتلكات الخاصة والعامة.. وتدمر وتخرب وتحرق البيوت والمزارع، محولة هذه المحافظة من واحة للاستقرار والنماء والازدهار والسلام الى أرض يعيثون فيها فساداً وإفساداً.. لتؤدي الأوضاع التي خلفتها هذه الفتنة إلى نزوح الكثيرين من مختلف مناطق صعدة المتواجدة فيها عناصر عصابة الارهاب والتمرد والتخريب.. وهنا يتجلى هذا الاستشعار العالي بالمسؤولية المفعمة بالروح الوطنية الأصيلة التي تجلت في الدعم والاسناد الشعبي اللامحدود للنازحين جراء الفتنة التي اشعلتها تلك العناصر التخريبية والذي يساهم فيه كل ابناء اليمن على امتداد مساحته من خلال التبرعات المادية والعينية التي تحولت الى قوافل من الشاحنات تحمل المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الاخرى لتخفف من معاناة اخوانهم النازحين من ابناء هذه المحافظة.. وهذه القوافل سوف تتواصل حتى يتم القضاء على هذه العصابة التخريبية الارهابية العنصرية ويعود النازحون الى بيوتهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية وتعود صعدة كما كانت مصدر خير وعطاء لليمن كله.
إن العناصر التخريبية بمنطقها الاستعدائي العنصري ليس لديها مشروع سوى إراقة الدماء وإزهاق الأرواح ونشر الفوضى واشاعة ثقافة الموت في مواجهة ثقافة الحياة.. وتتصور واهمة ان بامكانها فرض أجندة اسيادها في الخارج واعادة شعبنا إلى عهود التخلف والظلم والظلام، لكن مشروعها هذا سوف يسقطه شعبنا وابناؤه منتسبو المؤسسة الكبرى القوات المسلحة والأمن كما اسقطوا كل مشاريع التآمر ممن سبقوا من المرتزقة والخونة والمارقين من بقايا الحكم الكهنوتي الإمامي واذيال الاستعمار.. وهذه هي حقيقة هؤلاء وكل مايدعونه باطل ومن باب الترويج الإعلامي في محاولة لاخفاء الصورة البشعة لتلك العناصر الظلامية.. ولعل اتفاقية (الدوحة) هي الدليل الناصع على صحة ماذهبنا إليه، فالدولة في مساعيها المتكررة لحقن الدماء واتاحة الفرصة لتلك العناصر الظالمة علًّها أن تثوب الى رشدها وتعود الى جادة الصواب، لكنها كانت تستغل هذا الحرص المسؤول لتستعد للمزيد من إراقة الدماء واستباحة المحرمات.. وهكذا تعاملت تلك العناصر الارهابية مع اتفاقية الدوحة.. التي تنكرت لها وقتلتها في المهد وحيث إن تلك العناصر لا عهود لها ولا ذمة! ففي الوقت الذي التزمت فيه الدولة بما احتوته تلك الاتفاقية ضربت بها عناصر الفتنة عرض الحائط وإدعائها اليوم في التمسك بتلك الاتفاقية ليس إلاَّ محاولة لتطويل أمد استمرارها في جرائمها.. ولكن حيلتها تلك لن تنطلي على أحد والفرصة الأخيرة التي أعطيت لها في النقاط الست التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا عليها ان تقبل بها دون قيد أو شرط حرصاً على عدم اراقة الدماء، أما اذا استمرت في غيها فان الدولة ستواصل القيام بمسؤوليتها حتى النهاية وستمضي القوات المسلحة والأمن في أدائها لواجبها حتى استكمال انجاز مهامها في القضاء على عناصر التمرد وعصابة التخريب بشكل نهائي ومعها أبناء صعدة الشرفاء, مسنودين بالدعم الشعبي وعلى هذه القوى المتخلفة وكل بقايا الماضي أن تعي بأن لامستقبل لهم في وطن 22 مايو العظيم.
*افتتاحية 26 سبتمبر