محمد انعم -
فشل اشعال نيران الفرس في جزيرة العرب
أظهر الإرهابي الحوثي خلال الايام الماضية أنه وأتباعه أرخص مأجورين في الأرض.. فقد كان الكل يفر منهم.. الكل يتبرأ من أية علاقة بهم.. الكل يتعامل معهم بحذر شديد كحيوانات مسعورة حتى وان رموا لهم بعظام فهم لا يرون أنهم يستحقون أكثر من ذلك.. ليبدو حالهم بقصة أحد قادة الاستعمار الأوروبي الذي قال لخائن تآمر على وطنه بعد أن أكمل المهمة وأراد أن يصافح ذلك القائد لكنه رفض أن يمد له يده وقال له: »لا يشرفني أن أصافح يد شخص خان وطنه« كان ذلك هو النيشان الذي يستحقه كل الخونة عبر التاريخ.
لم يتعظ الارهابي الحوثي من دروس كهذه بل اعتقد أن المدافع بمطارات العديد من الدول ستطلق ابتهاجاً لاستقبالهم مقابل خيانته لليمن وإقدامه على قتل واختطاف المواطنين ومحاولة إشعال فتنة بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وكل ذلك من أجل فتح حوزة تديرها »قم« في صعدة لتتحول الى وكر ليس للتآمر على اليمن الجمهوري فقط، وإنما على شعوب الجزيرة العربية قاطبة.
وكحال ابن العلقمي فإن خلية المجوسي الحوثي تلعب نفس الدور بوقاحة لا مثيل لها وبأساليب ماسونية مفضوحة.. ومع ذلك لم تتأخر الصفعة التي وجهت لهم مؤخراً لمجرد أنهم أغضبوا ايران وحوزة »قم« بعد أن فضحوا أنفسهم وكشفوا مخطط تآمرهم ومن يمولهم، ما دفع الخارجية الايرانية الاسبوع الماضي لإعلان بيعهم بثمن بخس وتتنصل الخارجية الإيرانية رسمياً من التعامل معهم معتبرة إياهم -بطريقة غير مباشرة - مجرد خونة لوطنهم بعد أن أكدت أنها مع أمن ووحدة اليمن.. هذا التطور أكد أنه من المحال أن يتم القضاء على مؤامرة الحوثيين عسكرياً فقط- رغم أنه خيار مطروح منذ سنوات- غير أن تدخلاً إلهياً أراد أن يفضحهم على الملأ ليكونوا عبرة جديدة لمن لا يعتبر من نهاية الخونة والمتآمرين على أوطانهم، فها هي بعض وسائل الاعلام قد استغلتهم بطريقة مهينة ومذلة للتشهير بهم أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي بتوظيفهم بطريقة غير مباشرة كمادة دسمة لفضح مخطط الطابور الخامس من خلايا حوزة »قم« في المنطقة والأدوار القذرة التي يسعون الى تنفيذها لتحقيق مطامع مجوسية.
والمثير للدهشة أن الحوثيين لم يدركوا أن موقف إيران المعلن منهم جاء بعد أن اعتبروهم أشبه بعملاء مزدوجين حيث وجدوا أن المعلومات التي أدلوا بها وخصوصاً المدعو يحيى الحوثي لبعض وسائل الاعلام هي أشبه بشهادات تؤكد تورط إيران في التدخل بالشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة ومع ذلك ظل الحوثي وأتباعه -عن غباء- يذهبون بعيداً ويغالون بترديد شعارات الحرس الثوري ولم يدركوا أنهم فضحوا سيناريو المؤامرة الذي تسعى إيران الى تنفيذه عبر »قم« والذي يهدف إلى إعادة استنساخ الانموذج الطائفي العراقي بالسعودية والامارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر واليمن كذلك..
ومن اللافت أنه عبر هذا الضجيج الاعلامي تم الإيقاع مجاناً بأكبر عملية تآمرية كانت تخطط لها إيران لضرب المنطقة ووحدة المسلمين في الجزيرة العربية حيث كانت تسعى من خلالها الى ايجاد أوراق ضغط قوية تمارسها على الدول الغربية بسيطرتها عبر حوزات خلايا قم النائمة على أهم منابع النفط في منطقة الجزيرة العربية والتي تغطي قرابة 40٪ من احتياجات العالم، هذا من جهة، ومن جهة ثانية العمل على مقايضة الملف الايراني بأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للنفط والغاز..
إذاً لم يخسر الحوثيون المعركة أمام ضربات الطيران والمدافع التي دكت معاقلهم في صعدة، بل لقد خسروا كل شيء لأنهم خرجوا بعقول وأفكار لم تعد صالحة لهذا الزمن، بسبب التربية السيئة والتنشئة الانتهازية والروح التآمرية وإباحة المتاجرة بكل شيء والتي جعلتهم لا يتورعون من أن يزجوا معهم في نفس المصير عدداً من الجمعيات والجماعات والشخصيات التي ظلت لسنوات عيون قم المتربصة شراً بالمنطقة.
كل ذلك بهدف ابتزازهم مالياً دون مبالاة من المتاجرة بهم في حال وجود عروض مغرية لهم حيث ينظرون للآخرين أنهم مجرد سلعة أو خردة تافهة لا يترددون عن بيعهم بثمن بخس لإشباع مطامعهم الشخصية الانانية والدنيوية.
كما أن الوثائق التي ظلت تطرحها القيادات الحوثية بالمزاد في بورصات الاجهزة الاستخباراتية جعلت دولاً في المنطقة ترمي الطعم لهذه العناصر لتكشف لهم كل ما لديها من وثائق وأسرار.. الأمر الذي سيجعل دون شك العديد من الدول مضطرة -حرصاً على أمنها- أن تعيد النظر في علاقاتها مع إيران على ضوء هذه المعلومات التي يفصح عنها الحوثيون بين فترة وأخرى، فإذا كان »عليان المغير« في السعودية قد تبرع للحوثيين بمبلغ مليون ريال سعودي وأمثاله العشرات.. فبالتأكيد إن ذلك قد جعل دول المنطقة تضع فخاً للحوثيين أو أن الحوثيين قد استلموا الثمن ليكشفوا تفاصيل المخطط الذي يسعون لتنفيذه بالمنطقة وداعميه.
وفعلاً الذين يخونون أوطانهم من السهل أن يخونوا قم وحوزات البحرين والعراق ولبنان ايضاً.
وهكذا فقد وجه الحوثيون للمشروع الايراني ضربة قاضية قبل أن يلفظوا أنفاسهم الاخيرة بصعدة.. ودائماً المرتزقة يقتلون ولا يتقاضون كل أموالهم، لأن جزءاً منها تذهب لتصفياتهم بعد أن يكملوا المهمة..