المؤتمرنت : آلاء الصفـــار - هل شاهدتم حجّــــــاراً ؟ هل شاهدتم حَجّاراً وهو يكسر الأحجار ؟
إنه يظل يضرب الصخرة بفأسه أو معوله ، ربما مائة مرة ،دون أن يبدو فيها أدنى أثر يبشر بكسر أو فلق ..ثم ماتلبث أن تنكسر فجأة..وليست الضربة الأخيرة هي التي حققت هذه النتيجة ، بل المائة ضربة التي سبقتها ..وما أكثر الذين يرجعون من منتصف الطريق ..بل ما أكثر الذين ييأسون من كفاحهم قبل أن يجنوا ثمرته ..ولو أنهم استمروا وثابروا حتى الضربة الواحدة بعد المائة لحصدوا كل ما زرعوا وأكثر ..
ينطبق هذا المثال على حالات كثيرة في حياتنا منها :
- في تربية الأبناء في المدرسة أو في البيت ..
- في الدعوة إلى الله تعالى ونصح الآخرين ..
لا ينبغي أن نيأس بل علينا أن نواصل الطرق بلا كلل ولا ملل وقد تتأخر الثمرة قليلا .. لكن لا بأس علينا أن نواصل الطريق ..كذلك قد يظهر هذا المعنى :
– في الالتزام وهذه أعجبها : لأنها تأتي في صورتين :
الأولى : أن يسير الإنسان في طريق الالتزام زمناً .. ثم ينكص على عقبيه لأنه يأس من استقامة جوارحه كما ينبغي ..! وهذا أضحوكة الشيطان على هذا الإنسان ..!
الثانية : أن بعض الطيبين يظن أنه بمجرد أن حصل علماً أو علوماً _ ( في رأسه)قد أصبح محصناً من الفتنة ، فهو يهجم على أبواب من الفتنة تدع الحليم حيران ، فإذا بهذا الرأس المشحون بالعلم ، قد هوى بعنف ..!
نسأل الله العفو والعافية والسلامة والثبات ..لو أن هذا بقي مقتنعاً أن عليه أن يواصل الضرب _ أعني الطلب _بلا ملل ، وبلا كلل ، ولا غرور ،وبلا قبول لمخادعة النفس ، لما أصابه ما أصابه ..
وقد قال علماؤنا :
من انتكس حاله ، فقد رجع من عرض الطريق ، ولم يصل ،وإلا فإن من وصل ، لا يرجع بحال ، والمعنى :حين تستقر خشية الله في قلب إنسان ،ويذوق بقلبه حلاوة الإقبال ، ولذة الأنس ،
فكيف يمكن أن تغريه دنيا لا قيمة لها ، أو شهوة قد تقذف به في نار تلظى ..
|